شهد الموسم الحالي إثارة كبيرة في بطولة دوري أبطال أوروبا أبرزها غياب كبار مثل ميلان ومانشستر يونايتد وإنتر ميلان وخروج نابولي وروما وتشلسي من الدور الأول.
وتواصلت الإثارة بخرج ارسنال من دور الـ16 أمام قليل الخبرة موناكو وتوديع ريال مدريد البطولة على يد يوفنتوس وبلوغ الأخير بجانب برشلونة إلى المباراة النهائية.
كل هذه الإثارة جاءت قبل النهائي، وبالتأكيد سنشاهد إثارة أكبر في المباراة النهائية التي تجمع بطلي الثنائية المحلية في إسبانيا وإيطاليا.
وقبل انطلاق المباراة، يجب التذكير بأشهر 5 نهائيات أوروبية شهدت إثارة كبيرة في العصر الحديث من المسابقة.
– ميلان يكسر كلمة كرويف
استطاع ميلان الإيطالي الذي كان يدربه فابيو كابيلو ويضم العديد من أساطير الكرة على رأسهم باولو مالديني والبرتيني ودونادوني وماسارو وبوبان من بلوغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وفي الوقت ذاته صعد برشلونة إلى الدور ذاته بتواجد المدرب الهولندي يوهان كرويف صانع الجيل الذهبي لبرشلونة في ذلك الوقت بجانبه نجوم كبار مثل روماريو وستويشكوف وجوارديولا وكومان وزوبيزاريتا وأخرين.
الفريقان تأهلا لمواجهة بعضهما في نهائي مثير جداً شهد فوز ميلان برباعية نظيفة، سجلها كل من ماسارو في الدقيقتين 22 والوقت بدل الضائع من الشوط الأول بجانب سافيتش وديساييه في الدقيقتين 47 و58.
وما جعل النهائي مثيراً أن برشلونة كان متفوقاً بشكلٍ كبير قبل المباراة وكان هو المرشح الأكبر للتتويج باللقب، ولا أحد ينسى تصريح كرويف الشهير “إذا انتصرنا بأقل من ثلاثة أهداف نظيفة لن نسميه انتصاراً، فميلان يلعب للدفاع فقط، ونحن نلعغب كرة هجومية“.
لكن الروسونيري كان لهم رأي أخر وتمكنوا من كسر كلمة كرويف الشهيرة وقدموا كرة هجومية ممتعة وسجلوا 4 أهداف وتوجوا باللقب الخامس لهم.
– “شيرنجهام وسولسكاير” أعظم بديلان
لا أحد يستطيع نسيان أشهر نهائيات دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ وذلك الذي جمع بايرن ميونخ الألماني مع مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي نسخة عام 1999 على أرضية ملعب “كامب نو” الخاص ببرشلونة.
نهائي مثير جداً جمع بين الفريق البافاري الذي كان متقدماً حتى الدقائق الأخيرة والشياطين الحمر الذي عانى من غياب الثنائي روي كين وبول سكولز.
البايرن سيطر على المباراة وتمكن من التقدم بهدفٍ نظيف عبر ماريو باسلر من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة السادسة واستمرت النتيجة على حالها حتى الوقت بدل الضائع عندما احتسب الحكم 3 دقائق وقت بدل ضائع.
لكن الجميع تأكد أن البايرن هو بطل أوروبا في ذلك الموسم ولم يكن أحد يعلم أن هذه الدقائق الثلاث هي الأعظم في تاريخ مانشستر يونايتد.
وتمكن مانشستر يونايتد خلال الدقيقة الأولى من تعديل الكفة عبر البديل شيرنجهام، قبل أن يقلب البديل الأخر سولسكاير النتيجة بتسجيل الهدف الثاني للشياطين في الدقيقة 93 ويعلن تتويج فريقه بطلاً لأوروبا للمرة الثانية في تاريخه ويحصد الثلاثية التاريخية بعد تتويجه بالدوري والكأس.
– الدراما التركية
لقاء قد لا يتكرر في التاريخ بسبب إثارته الكبيرة، هذا اللقاء جمع بين ميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي ضمن نهائي مسابقة دوري الأبطال في موسم 2004-2005.
نهائي تاريخي جمع الفريقان على ملعب أسطنبول في تركيا جمع العديد من الأساطير في مباراة واحدة على رأسهم الإنجليزي ستيفن جيرارد والإيطالي باولو مالديني بجانب نجوم أخرين مثل تشابي ألونسو وريكاردو كاكا وفيليبو إنزاجي.
وقدم الروسونيري شوطاً مميزاً توجوه بالتقدم بثلاثة أهداف دون رد سجلها كل من باولو مالديني في الدقيقة الرابعة والأرجنتيني هيرنان كريسبو في الدقيقتين 39 و44.
بعد نهاية الشوط الأول ظهر على جماهير ولاعبي ميلان الارتياح بسبب هذه النتيجة وبدأو بالاحتفال قبل نهاية اللقاء بـ45 دقيقة، لكن كل شيء تغير في ظرف 6 دقائق !.
في الشوط الثاني انقلبت الآية في وجه ميلان، وسيطر ليفربول على المباراة ومع مرور الوقت تمكن من تسجيل ثلاثة عن طريق كل من ستيفن جيرارد وسميتشر وتشابي ألونسو في الدقائق 54 و56 و60.
واستمرت النتيجة على حالها حتى أطلق حكم المباراة صافرة النهاية بالتعادل ويحتكم إلى الأشواط الإضافية التي لم تؤثر على النتيجة ومن ثم ركلات الترجيح.
وخلال ركلات الترجيح أحرز ميلان ركلتين فقط نفذهما كاكا وتوماسون في حين أضاع شيفشينكو وبيرلو وسيرجينيو ثلاث ركلات، وفي الجهة الأخرى كان العكس حيث أحرز سميتشر وجبريل سيسيه وهامان ثلاث ركلات وأضاع ريسيه ركلة واحدة فقط.
وعقب ذلك أعلن ليفربول نفسه بطلاً لأوروبا للمرة الخامسة في تاريخه في مباراة شهدت دراما كثيرة قد لا تتكرر في تاريخ البطولة.
– لولا تيري وأنيلكا ..
لأول مرة في تاريخ الإندية الإنجليزي يلتقي فريقان إنجليزيان في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي جمع بين مانشستر يونايتد الذي أقصى برشلونة وتشلسي الذي أزاح ليفربول.
مباراة شهدت إثارة كبيرة في العاصمة الروسية موسكو، حيث افتتح كرستيانو رونالدو التسجيل لليونايتد في الدقيقة 26، قبل أن يعادل فرانك لامبارد النتيجة في الدقيقة 45.
وعقب نهاية الشوط الأول، أستمرت الإثارة خلال مجريات الشوط الثاني وتواصل الأمر حتى تم احتساب أشواط إضافية لم تشهد تغيراً في النتيجة لكنها شهدت طرد ديديه دروجبا من طرف تشلسي في الدقيقة 116، لتذهب إلى ركلات الترجيح.
الإثارة الكبيرة بدأت عند ركلات الترجيج، حيث أضاع اليونايتد ركلة جزاء بين الركلات الأربعة الأولى عن طريق نجم الفريق كرستيانو رونالدو بعد تصدي تشيك لها، في حين سجل تشلسي الركلات الأربعة.
وأحرز ناني الركلة الخامسة بنجاح لمانشستر، وعندما جاء دور تشلسي كان بحاجة تيري تسجيلها من أجل التتويج باللقب إلا أن جون أبا ذلك وضيعها بعد أن أعاقته الأمطار عندما ركض لتسديدها وتذهب خارج المرمى، ويعود الأمل لليونايتد.
وسجل الطرفان الركلة الخامسة، في حين سجل جيجز الركلة السادسة بنجاح، بينما فشل أنيلكا في إحراز الركلة السادسة للبلوز ويعلن تتويج الشياطين الحمر باللقب الأوروبي.
– 92.48
بعد 12 عاماً من الانتظار، استطاع نادي ريال مدريد التتويج بلقبه العاشر في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي على حساب جاره أتلتيكو مدريد.
مباراة شهدت إثارة كبيرة، وذلك بعد تقدم أتلتيكو مدريد بهدفٍ نظيف سجله دييجو جودين في الدقيقة 36، وبدأ زملائه بالدفاع بكل ما يملكون من قوة للحفاظ عليه.
في حين قام لاعبو ريال مدريد بكل شيء من أجل تسجيل هدف التعادل في ظل التكتل الدفاعي للأتلتيكو، حتى جاءت اللحظة الأروع في تاريخ الفريق الملكي.
الدقيقة 92 والثانية 48 شهدت تسجيل راموس هدف التعادل لفريقه بعد أن كان اللقب ذاهب نحو خزائن أتلتيكو مدريد ويتحول إلى الاتجاه الأخر.
وبعد هدف راموس، قرر الحكم الاحتكام إلى الأشواط الإضافية التي ظهر خلالها التعب على لاعبي أتلتيكو مدريد،ـ مما ساهم بتسجيل الريال ثلاثة أهداف عبر بيل ومارسيلو وكرستيانو رونالدو.
لقب انتظرته الجماهير طويلاً جاء تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، وبالتأكيد لا أحد من عشاق ريال مدريد سينسى الرقم 92.48.
إقرأ أيضاً: يوفنتوس وبرشلونة .. الطريق لتحويل حلم الثلاثية إلى حقيقة
لتغطية سبورت 360 المميزة لنهائي دوري الأبطال .. اضغط هنا
تابع صفحة الكاتب على فيس بوك:
