محمد صلاح أمام مانشستر سيتي

يكفي وضع اسم ليفربول بجانب مانشستر سيتي حتى تعرف حينها أنك مقبل على متابعة نزال هجومي من أعلى طراز، لقاء يتخطى حدود المسموح في عالم كرة القدم ويتمرد على القوالب التقليدية في اللعبة، نزال لا يعترف سوى بلغة الأهداف والهجوم الهادر طوال دقائقه التسعين.

مانشستر سيتي قدم في الموسم الحالي نفسه عبر المدرب العبقري بيب جوارديولا كمدافع وحامي لكرة القدم الجميلة، فريق بيب يلعب كرة القدم وكأنه يعزف سيمفونية ساحرة مفعمة بالحيوية، كل شيء يتم بسلاسة على أرض الملعب والكرة تنتقل بين أقدام اللاعبين بسرعة هائلة ودقة لا متناهية وكأنه “بلاي ستيشن” وليس كرة قدم حقيقية.

من خلال ذلك خطف السيتي العقول والقلوب والأنظار، ومن خلال هذه المتعة استطاع أن يتسيد الدوري الإنجليزي الممتاز ليصبح قريباً من تحقيق اللقب قبل جولات من نهاية المسابقة، لقب أتى بسحر كيفين دي بروين، أناقة ديفيد سيلفا، تميز رحيم ستيرلينج، إبداع ليرو سانيه، وأهداف سيرجيو أجويرو.

لكن ليفربول هو الآخر فريق من أعلى طراز هجومياً، ربما لا يملك نفس منظومة العمل الجماعية المرعبة، إلا أنه يملك قدرة فائقة على استغلال المساحات، ويطبق كرة قدم سريعة جداً تمتاز بالاندفاع نحو مرمى المنافس والضغط الهائل في مناطقه حينما يمتلكون الكرة، فريق كلوب يشعرك وكأنه يملك مجموعة قطارات منطلقة بأقصى سرعة في أرض الملعب والكرة تنتقل فيما بينها لتجتاح المنافس.

من هنا نستطيع القول أن لقاء الليلة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا سيكتسي بالطابع الهجومي بالدرجة الأولى، وإن لم يحدث هذا فحينها سيكون الأمر أشبه بالمفاجأة المدوية. الهجوم سيتحول إلى متعة من أعلى طراز، هجمة من هنا وأخرى من هناك دون أن تستطيع التقاط أنفاسك، وبالنهاية ستكون الحصيلة أهداف غزيرة، كيف لا وآخر مواجهة بين الفريقين انتهت بنتيجة 4-3 لصالح ليفربول.

طبعاً، في عالم كرة القدم وارد أن تأتي المعطيات على أرض الملعب على عكس المتوقع تماماً، ومن الوارد أن يقدم الفريقان مباراة متوسطة المستوى هجومياً، إلا أن الاحتمال الأكبر يبقى أن تكون المتعة والأداء الهجومي المتواصل والمستمر والهادر هو السمة الرئيسية لأداء الفريقين في ظل تواجد يورجن كلوب وبيب جوارديولا على دكة البدلاء، ومع تواجد لاعبين بخامة العبقري الهداف محمد صلاح والأنيق المهندس كيفين دي بروين في أرض الملعب، وبالنهاية الرابح الأكبر هو نحن المتلهفون للمجازر الكروية تهديفياً دائماً وأبداً .

شاهد .. ليفربول في مواجهة مانشستر سيتي- القصة حتى الآن