نيمار دا سيلفا في مواجهة ريال مدريد

لا يوجد شك بأن غياب لاعب بحجم نيمار دا سيلفا عن تشكيلة فريقه في مواجهة مصيرية ضد ريال مدريد ليس بالأمر الهين، البرازيلي يشكل جزءً كبيراً من قوة باريس سان جيرمان، أولاً على الصعيد التكتيكي تواجده على الجبهة اليسرى سيعني تثبيت كارفاخال في مكانه بدلاً من تقدمه باستمرار لمضايقة دفاعات باريس، دي ماريا أو دراكسلر سيعوضان ذلك نسبياً لكن ليس كما يفعل نيمار.

وثانياً، نيمار هو محرك آلة باريس هجومياً، اللاعب الذي يصنع الأهداف، يتحرك بشكل أفقي وقطري، يربط بين الخطوط في بعض الأحيان، هو لاعب مراوغ من الدرجة الأولى وفي ذات الوقت يملك ميزة قراءة الثلث الأخير من الملعب بشكل فعال، لاعب ذكي ومرن في الملعب ويتعاون مع زميليه هجومياً بطريقة يعجز عن تحقيقها لاعب آخر.

وثالثاً، لا يوجد لاعب بشخصية نيمار في باريس. هو الذي يملك الشخصية القوية لمقارعة ريال مدريد كبطل لأوروبا ومتفوق بنتيجة 3-1 ذهاباً، فيراتي وكافاني ومبابي وحتى دراكسلر ودي ماريا لم نشعر حتى الآن أنهم يملكون هذه الشخصية، بينما شعرنا في مباريات عديدة أن نيمار يملكها سواء في برشلونة أو البرازيل.

كل ذلك لا يعني أن باريس سيخسر، لكن أقول أن غياب نيمار مؤثر على جميع الأصعدة تكتكياً، فنياً، ونفسياً، وسان جيرمان بحاجة لمجهود مضاعف إن أراد إزاحة ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا، على الرغم من أن الفريق الفرنسي هزم برشلونة في الموسم الماضي بنتيجة 4-0 بدون نيمار وبدون كيليان مبابي مما يؤكد أنه فريق جيد بالمجمل العام.

لكن بلغة الأرقام لا يبدو غياب نيمار مؤثراً بشكل حقيقي على نتائج باريس سان جيرمان إن أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، وذلك لأن نتائج فريق العاصمة الفرنسية لم تتأثر كثيراً في المباريات التي غاب عنها في البطولات الفرنسية المختلفة.

DW-EupwXkAANW5S

نيمار سجل في الموسم الحالي 29 هدفاً وصنع 17 هدفاً لزملائه في 29 مباراة شارك فيها، وهي أرقام مرعبة ساهمت بتحقيق 25 انتصار وبنسبة 86.2% ، وتلقى هزيمتين بنسبة 6.8% ، فيما سجل فريقه 103 هدف بمعدل 3.6 هدف كل مباراة، وتلقت شباكه 22 هدف بمعدل 0.76 هدف في المباراة الواحدة.

بالمقابل فإن سان جيرمان حقق 9 انتصارات في 11 مباراة غاب عنها نيمار خلال الموسم الحالي وبنسبة 81.8% ، فيما تلقى هزيمة واحدة بنسبة 9.1% وتعادل مرة واحدة، وهو ما يؤكد أن باريس نتائجه لم تتأثر كثيراً من حيث النسبة بغياب ثالث أفضل لاعب في العالم عام 2017.

ويتضح الفارق في غياب نيمار من جانب واحد يتمثل بتسجيل الأهداف، حيث انخفض معدل تسجيل باريس للأهداف من 3.6 هدف\مباراة إلى نحو 2.7 هدف في كل مباراة، وهو ما يوضح مدى تأثير البرازيلي على أداء فريقه هجومياً، فيما لم يتغير شيء دفاعياً حيث بقي الفريق يتلقى 0.73 لكل مباراة في غيابه.

في النهاية يجب القول بأن مواجهة ريال مدريد تختلف بشكل واضح عن المباريات التي لعبها باريس بتواجد نيمار في البطولات المحلية أو حتى في دوري الأبطال بعيداً عن مواجهة بايرن ميونخ، مثلما تختلف عن المباريات التي غاب عنها، لذلك لا نستطيع اعتبار الأرقام دليلاً مؤكداً على شيء ما.