روبن يطارد ميسي

تشيلسي ضد برشلونة، مرة أخرى يطل علينا لقاء الإثارة، الندية، الالتحامات القوية، النتائج المتقبلة برأسه في دوري أبطال أوروبا، النزال الذي لطالما قدم لنا متعة لا تضاهى في آخر 13 عام، متعة وتنافس من الصعب أن تجدهما بسهولة في نزالات أخرى شهيرة في السنوات الأخيرة.

ويكفي القول بأن ليونيل ميسي الذي أرعب معظم الفرق التي واجهها في مسيرته الاحترافية لم يستطيع التسجيل في أي مباراة خاضها ضد تشيلسي خلال مسيرته (8 مباريات) ، وهي ظاهرة تؤكد أننا أمام نزال من نوع مختلف تماماً عن المعهود أوروبياً.

ورغم تذكير جميع وسائل الإعلام والصحف في العالم خلال الأيام الماضية النجم الأرجنتيني وعشاقه بأنه لم يسجل في شباك تشيلسي الذي شكل عقدة له في مسيرته، إلا أن الجميع تناسى بأن البلوز نفسه يعد أحد الفريق الذي تأكدنا من خلاله بأننا نشاهد بزوغ نجم أسطوري اسمه “ميسي”.

الحكاية تعود إلى موسم 05\2006 ، برشلونة واجه تشيلسي في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا بقيادة كتيبة الرعب، رونالدنيو وإيتو وديكو، فيما دفع المدرب الهولندي رايكارد باليافع والشاب حينها ليونيل ميسي إلى جانبهم، قرار مفهوم بحكم أن الشاب الأرجنتيني كان يقدم مستوىً طيباً كلما سنحت له الفرصة باللعب.

UEFA Champions League: Chelsea v Barcelona

ورغم تميز ميسي في ذلك الموسم قبل مباراة تشيلسي، لكن لم يتوقع أحد أنه سيخطف الأضواء من زميله البرازيلي رونالدينيو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، ليونيل قدم واحدة من أروع لياليه في سن الشباب، بل من وجهة نظري هي المباراة التي أكدت بأنه نجم استثنائي وفي طريقه لتحقيق أشياء عظيمة، كما جعلته هذه المباراة بمستوى أفضل لاعبي العالم بل يتفوق عليهم رغم أنه يبلغ من العمر 18 عام وستة أشهر فقط !

ليونيل أرهق دفاعات تشيلسي بمراوغاته على الجبهة اليمنى، كان كالزئبق لا تستطيع السيطرة عليه، والملفت هنا أن الملعب كانت أرضيته طينية ولا تصلح لهذا النوع من اللعب مما زاد من إنبهار العالم بما يقدمه.

وكانت اللحظة الأكثر بروزاً في ليلة ميسي عند الدقيقة 37 ، الأرجنتيني استطاع التخلص من ضغط الإسباني ديل أورونو والهولندي آريين روبن في مناطق برشلونة، وبدلاً من أن يخسر الكرة تحت ضغط لاعبين تمكن من مراوغتهم ببراعة لينقل الكرة بسرعة إلى ملعب تشيلسي.

روبن استطاع اللحاق بميسي ومنعه من التقدم، لكن مثابرة الأرجنتيني لم تتوقف حيث افتك الكرة من الهولندي في زاوية الملعب، ثم راوغه بحركة فنية رائعة، قبل أن يحصل المحظور، ديل أورنو يتقدم بقوة نحوه، ينزلق ويصطدم به، ليقوم الحكم حينها بطرد الظهير الأيسر في قرار مفاجئ أثار حفيظة جوزيه مورينيو، بل وما زال يثير حفيظته حتى اللحظة الحالية.

 

مورينيو اتهم ميسي بالتمثيل ليلتها، لكن الحقيقة بأن الأرجنتيني لم يمثل فالاصطدام كان قوياً بالفعل وليس ذنب ليونيل بأن الحكم تسرع في قراره.

“الفتى الأعجوبة” إن صح التعبير لم يتوقف هنا، استمر في العودة للخلف من أجل مساندة زملائه في عملية الخروج بالكرة على الجبهة اليمنى في ظل عدم أداء رونالدينيو أو حتى ديكو لهذا الدور، وهو ما شكل نقطة إزعاج للبرتغالي مورينيو الذي لم يضع في حسبانه أن يظهر ميسي بهذا الأداء الغير قابل للسيطرة، مما أفشل مخططاته بالضغط العالي والاندفاع البدني.

ميسي لم يسجل في تلك الليلة، لكنه قدم أداءً لا ينسى وصنع عدة فرص بعد مراوغات مذهلة أسكتت جماهير تشيلسي في ستامفورد بريدج، كما رد القائم والعارضة تسديدة جميلة له من مشارف منطقة الجزاء كادت أن تتحول إلى هدف.

حقق برشلونة الانتصار على تشيلسي في تلك الليلة بنتيجة 2-1 ، ربما الكثيرون يذكرون لحظة طرد ديل أورنو حتى اليوم ويلومون الحكم عليها، لكنهم ينسون روعة ميسي، إنها المواجهة التي وضعته على طريق التألق والإبهار في دوري أبطال أوروبا.

** فيديو مهم .. رسائل 360 عن دوري أبطال أوروبا ومواجهة برشلونة ضد تشيلسي