دي لاورينتيس يتحدث مع ساري

حينما يقرر رئيس نادي مهاجمة لاعبيه، وانتقاد تكتيك المدرب علناً عبر وسائل الإعلام، بل إعطائه الملاحظات في كيفية لعب كرة القدم إثر الهزيمة أمام بطل أوروبا في معقله، فحينها ينطبق عليه قول المتنبي “لكل داءٍ دواءٌ يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

الكلام قاسي على أوريليو دي لاورينتيس، وربما نراه انتقاد مبالغ به لمكانة الرجل كرئيس ومالك لنابولي الإيطالي، إلا أنه في ذات الوقت لا يوجد وصف آخر لتصريحاته بحق لاعبيه وفريقه بعد مباراة صعبة ومرهقة جداً على الصعيد النفسي والبدني ضد منافس قوي جداً ومن صفوة أندية أوروبا، ساري ولاعبو نابولي بحاجة للدعم والإشادة بعد أن ظهروا كند قوي للريال، فيما سيعدهم الانتقاد من قبل الرئيس علناً إلى الخلف.

نابولي تلقى الهزيمة الأولى بعد 18 مباراة بدون هزيمة في مختلف المسابقات في ملعب من الطبيعي أن يهزم فيه، رغم ذلك قال الرئيس في أول سقوط لهم منذ مدة “كانوا خائفين من ريال مدريد وهذا شيء مؤسف” فيما قال عن مدربه ساري “لو لعب بدفاع عالي وضاغط لما خسرنا”.

طبعاً من المسموح للرئيس أن ينتقد مدرب الفريق في اجتماع خاص، لكن ليس مسموح له أن يهاجمه ويهاجم لاعبيه علناً، كما ليس مسموح له أن يطالبهم بما يفوق إمكاناتهم، فمسألة التفوق على ريال مدريد في سانتياجو برنابيو ليست سهلة كما يخيل له، بل أفضل الفرق في أوروبا تعجز عن فعل ذلك.

000_LQ6GNHDF

السخيف في القصة أن نابولي لم يقصى بعد من دوري أبطال أوروبا، وريال مدريد لم يضمن تأهله إلى الدور التالي، فيما أشعرنا دي لاورينتيس بأن القصة انتهت، وفي الحقيقة الآن انتهت بعد هذه التصريحات!

من الصعب جداً على نابولي العودة بالنتيجة بعد تصريحات رئيسه، الآن الأجواء ستصبح متوترة جداً في غرف خلع الملابس، اللاعبون لن يكونوا سعداء بما قاله الرئيس ومن المرجح أن يتأثر مستواهم في المباريات المقبلة من الدوري الإيطالي، ناهيك عن أن صورة ساري أمام لاعبيه ستهتز، فالرئيس ينتقده علناً، بل يتطرق لأمور إدارية يجب أن لا يسمع به أحد مثل القول “هناك لاعبين لا يشاركون مع الفريق رغم أننا تعاقدنا معهم مؤخراً، لو قيل لنا ذلك في الصيف لأنفقنا الأموال على أمور أخرى”.

دي لاورينتيس تصرف بحماقة، ففرصة نابولي إن كانت قائمة ضد ريال مدريد ستتقلص حتماً بعد تصريحاته التي ضربت عصب الفريق ورمت وحدته في مقتل، بل ربما يتخطى الأمر ذلك ليمر رجال سان باولو بفترة انعدام توازن وحينها سيخسر كل شيء، الحديث هنا عن التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

لننتظر ونرى ما سيحصل، لكن شخصياً أستبعد أن يعود نابولي قوياً ومرعباً وممتعاً كما فعل في الأشهر الثلاث الماضية.