** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
جرت يوم الأحد بكاتالونيا الانتخابات البرلمانية التي قد تكون حاسمة في تاريخ المقاطعة بل و تاريخ مملكة إسبانيا بأكملها . النتائج الأولية لا زالت تؤكد تقدم الإنفصاليين و حصولهم على الأغلبية البرلمانية مما قد يمهد للطلاق بين الكيانين السياسيين بعد خلاف دام لأكثر من ثلاثة أرباع القرن . هذا الإنفصال سيكون ذو عواقب وخيمة على الطرفين ، فمن جهتها ستخسر إسبانيا حوالي 19% من عائدات اقتصادها و التي تدرها مقاطعة كاتالونيا بما يقدر ب15 مليار يورو ، في حين ستظل المقاطعة معزولة عن منطقة اليورو حيث أكد الإتحاد الأوروبي أنه غير مستعد لقبول كاتالونيا كعضو جديد في الإتحاد مما سيؤدي إلى هروب مليارات الدولارات و سحب عدد كبير من الاستثمارات الشيء الذي سيجر الإقليم إلى انهيار اقتصادي .
رياضيا سيخسر فريق إسبانيا ثلة من لاعبي النخبة الذين تنتجهم كاتالونيا كإنيستا و بيكيه و فابريغاس و تياغو ألكنتارا و جوردي ألبا و بيدرو و غيرهم ، بالمقابل سيتوقف مسار هذا الجيل الذهبي دوليا حيث ستنتظر المقاطعة من 5 إلى 6 سنوات للانضمام إلى الإتحادين الأوروبي ( الويفا ) و الدولي ( الفيفا ) .
كعرب قد لا تهمنا القضية القومية الكاتالونيا بقدر ما نترقب وضعية كيان يتابعه الملايين منا وهو فريق برشلونة ، الفريق الأكثر دخلا في العالم – حيث قدرت أرباحه ب600 مليون يورو الموسم الماضي – قد يلعب آخر مواسمه في الليجا الإسبانية حيث تمنع قوانين الإتحاد الإسباني مشاركة الفرق الأجنبية في المسابقات المحلية الرسمية – البطولة و كأس الملك – تحت أي ظرف من الظروف . مما سيحتم على الفريق الاكتفاء بدوري كاتالوني يضم أندية المقاطعة و التي يبقى أبرزها إلى جانب البلوغرانا فريق إسبانيول .
في هذه الحالة سيخسر برشلونة ما يقارب 315 مليون يورو من مداخله السنوية تأخذ منها حقوق البث التلفزيوني حصة الأسد ، كما ستقوم الشركات الداعمة للفريق بسحب عقود رعايتها للفريق مما سيؤدي لتراكم مهول للديون على عاتق الفريق ، و لن يعود بإمكانه التكفل بأجور اللاعبين المرتفعة لنشهد هجرة جماعية لهذا الجيل الذهبي نحو فرق الدوريات الأوروبية الأخرى .
و قد يكون المستفيد الأكبر مما قد يحصل هي فرق إشبيلية و فالنسيا و أتليتكو مدريد حيث ستوزع عائدات البث التلفزيوني المسحوبة من برشلونة على هذه الفرق ، كما ستستفيد الفرق الأوروبية ليكون بإمكانها استقطاب نجوم الفريق خاصة منها فرق الدوري الإنجليزي و نخبة الدوري الألماني بالإضافة لفريق الأثرياء البي اس جي .
كل هذه السيناريوهات تظل من وحي خيال المحللين بينما يظل جزء كبير منهم مقتنعا بأن كل ما ذكر لن يحدث أبدا حيث ستظل إسبانيا متشبثة بالإقليم لأسباب اقتصادية محضة و في الحالتين يبقى على برشلونة تحسين نفسه على عدة مستويات للاستمرار في المنافسة بشكل جيد أو على الأقل للبصم على موسم أخير مشرف يسدل به الستار على جزء مهم من تاريخ كرة القدم .
و ربما يكون المخزون البشري للفريق هو أكثر ما يقض مضجع مشجعي الفريق قبل مدربه و إدارييه حيث يعرف الفريق أخصاصا مهولا في لاعبي دكه البدلاء و التي امتلأت على غير العادة بلاعبي الفريق الرديف عكس ما كانت عليه الأوضاع في سنين كانت فيها دكة البارسا أقوى من تشكيلات أساسية لفرق كبرى في أوروبا ، و بنظرة سريعة على دكة الغريم نجد لاعبين من طينة إيسكو و كوفاسيش و فاران و كارفاخال و غيرهم ، بينما تظل حلول البدلاء في برشلونة محصورة في منير الحدادي و ساندرو و غامباو و سيرجي روبيرتو و هي أسماء لا ترقى حتى لمستوى الجلوس على دكة بدلاء فريق كبرشلونة .
لذا يتوجب على الفريق استقطاب لاعبين من طينة عالية و إقناعهم لقبول إستراتيجية المداورة حيث قد يجلس أي لاعب على الدكة في أي مباراة ، و لا أظن أن لاعبين مميزين على الساحة قد يرفضون فرصة تمثيل البلوجرانا ولو على حساب أساسيتهم في فرقهم .
و عموما يمكن اعتبار أن خط الدفاع الخلفي متكامل من ناحية المخزون البشري بوجود خمسة قلوب دفاع بالإضافة إلى أظهرة من الطراز العالي و قد يظل أدريانو أضعف حلقات الخط الخلفي و الذي يمكن إيجاد بديل أفضل منه ، و رغم كثرة الأهداف التي يتلقاها الفريق مطلع هذا الموسم راجع للغرور الذي تغلغل لنفوس اللاعبين بعد موسم جيد دفاعيا توج بالثلاثية التاريخية بالإضافة إلى زعزعة في الانسجام مع عودة فيرمايلين إلى الملاعب و تزايد الاحتمالات التي يستطيع إنريكي اعتمادها في المباريات .
بالنسبة لخط الوسط فقد عزز الفريق وسطه بلاعبين بصما على موسم ماض مميز هما أردا توران و أليكس فيدال ، إلى أن هذا التدعيم قد يظل غير كاف إذا أخذنا فعين الاعتبار ان فيدال سيعود للعب في مركز الظهير الأيمن و توران قد يشكل بديلا لثلاثي الهجوم و بالتالي سيظل خط الوسط مرهونا بحالة أندريس إنيستا و إيفان راكيتيش المتذبذبة ، و قد يكون من أفضل اللاعبين الذين قد تجلبهم إدارة برشلونة في سوق الإنتقالات الفرنسي بولبوغبا و الإيطالي فيراتي حيث ابدى الثنائي رغبتهما في الدفاع عن ألوان البلوغرانا و قد لا يمانعان الجلوس على الدكة في بعض المباريات .
أما هجوميا فرغم أن الفريق يضم أكثر خطوط الهجوم رعبا في العالم إلا أن البديل لا يرقى للمستوى في حالة إصابة أحد أضلاع الهجوم او إيقافه أو تعرضه للإرهاق و هو ما يحصل حاليا مع إصابة كل من ليو ميسي و رافينها ألكنتارا ، و كما قلت مسبقا فأخذا بعين الاعتبار أن أردا توران قد يشكل بديلا جيدا في الهجوم قد تكون صفقة جلب أبن لا ماسيا و لاعب سيلتا فيجو نوليتو هي الأقرب للمنطق ، فبسعر مناسب و رغبة من اللاعب و أداء راب مع بداية هذا الموسم قد يكون نوتيلو أفضل بديل للكناري بيدرو .
في الأخير نتمنى أني ظل برشلونة دائما من الفرق المتنافسة في الليجا الإسبانية كي لا تفقد المسابقة بريقها و لا تفقد كرة القدم أحد أفضل الفرق على مر التاريخ .
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
