** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
"لقد واجهنا بعض الأوقات الصعبه، في أحد المواسم حققنا المركز الثاني"، هي إحدى العبارات الشهيره التي جاءت علي لسان اسطورة ليفربول التدريبية "بوب بايزلي"، والتي توضح قيمة الفريق في تلك الفتره، وأن الفريق لم يكن ليقبل بغير المركز الأول.. تمضي الأيام ويصبح المركز الثاني هو أقصي ما يتمناه جمهور الريدز..!
واقع الأمر يقول أن مثل هذه العبارات الرنّانه لم تعُد سوي ذكرى لماضٍ عريق للفريق الأحمر، فليفربول لا يملك الآن نجوم آرسنال ولا أموال السيتي وتشيلسي ولا بطولات اليونايتد في الفتره الأخيره، ولا يتبقي من عظمة هذا الفريق سوي جمهوره الوفي والمُخلص وكأنه " جمهور يبحث عن فريق ".
إذن ما هو الحل، و متى سيعود ليفربول ؟
سؤال مُحير ينتظر الإجابة من إدارة ولاعبي الريدز، وإلا فغناء كوكب الشرق " قول للزمان ارجع يا زمان "، ستكون أبلغ كلمات يمكن أن تشير إلي واقع ليفربول، وأن زمان ليفربول الجميل أصبح من الماضي ولن يعود، وإنه بالفعل قد " فات الميعاد ".
وما بين هذا وذاك، ومن منظوري الخاص والمتواضع، سأحاول في هذا المقال أن أضع بعض العوامل، التي يمكن أن تكون كـالوصفه السحريه لعودة ليفربول للزمن الجميل.
1- مدرب من طينة الكبار:
ليفربول بحاجه لمدرب صاحب شخصيه قويه، يكون بمثابة " الجرّاح" الذي يُشخص الداء و يُحدد الدواء.. فالمدرب الأيرلندي الشمالي للريدز يملك الفرصه الأخيره لإنقاذ مستقبله في ملعب الأنفيلد رود، بعد موسم مخيب للآمال.. وإن لم يستطع قيادة السفينه لبر الأمان ستكون أسماء من أمثال كارلو انشيلوتي و يورجن كلوب و يوب هاينكس، مناسبه جداً لقيادة فريق بحجم واسلوب ليفربول.
2- لإهتمام بالأكاديميه:
فالأكاديميه التي قدمت للعالم "ستيفن جيرارد ، جيمي كاراجر" في أواخر تسعينات القرن الماضي، ظلّت لما يقرُب من 15 عام حتي أفرزت "رحيم سترلينج ، جوردان أيبي".. ولو أرادت إدارة الريدز الإرتقاء بالنادي لابد من الإهتمام بالأكاديميه، وبالتالي الإعتماد علي ناشئي النادي، وخاصة من أبناء المدينه "السكاوزرز"، ومن ثم توفير الكثير من الأموال.
3-عودة الحرس القديم للنادي:
من المعلوم أن أساطير ونجوم النادي يمثلون الهويه والتاريخ، وهي من أهم العوامل التي يمكن من خلالها أن يعود ليفربول لسابق عهده.. فنجوم من أمثال كيجان و دالجليش و راش و بارنز، لابد وأن تعود للعمل بالنادي، سواء فيما يخص الشئون الإداريه أو حتي علي مستوي الأكاديميه.. فكيف لإدارة نادي تقوم بتشكيل لجنه خاصه بالتعاقدات، ومُكَونه من 5 أعضاء، ولا يتواجد بينهم نجم من نجوم النادي، ولا صاحب رأي فني علي مستوي عالي، كما هو الحال مثلاً في البرسا، حيث يتواجد كرويف كمستشار دائم للبيت الكتالوني و زوبي زاريتا كمدير رياضي سابق، وكذلك بوتراجينيو و زيدان كـمدراء رياضيين سابقين في ريال مدريد، والنجم التشيكي بافل نيدفيد المدير الرياضي الحالي لفريق يوفنتوس وغيرهم، وهو الأمر الذي اوقع الفريق بعديد الصفقات الغير ناجحه، والتي كلفت النادي أموال باهظه رغم ضعف قدراتهم وعدم أحقيتهم بإرتداء القميص الأحمر.
4- تغيير سياسة الأنتقالات:
منذ فتره وليفربول يتبع سياسة التقشف والبيع من أجل الشراء، ومثل هذه السياسه يمكن أن تناسب فرق الوسط أصحاب الموارد المحدوده، لكنها لا يمكن أن تُفيد ليفربول.. فلو أراد الريدز العوده، لابد وأن يتخلي مسؤولو النادي عن هذه السياسه، فالنادي استقدم سواريز ليحل محل توريس، لا أن يتشاركا، ويبيع سواريز ليعوضه بـبالوتيلي، ثم يبيع سترلينج ليجلب فيرمينو.. سياسه لا يمكن من خلالها أن يقوى ويستقر الفريق.
على إدارة النادي أن تعي أن الأموال هي الأمر الأهم في سوق الإنتقالات وليس إسم وتاريخ النادي، ومن خلال هذه الأموال يمكن صنع الإنجازات والبطولات، وتاريخ وإسم النادي لن يشفع له دون ضخ الاموال.. فكم من فرق صنعتها الأموال ولعل السيتي و بي أس جي و تشيلسي خير دليل.
وهو الأمر الذي وضّح في سياسة النادي مؤحراً، فقام ليفربول بدفع 46 مليون يورو لجلب المهاجم البلجيكي"كريستيان بينتيكي"، وكذلك جلب البرازيلي"روبرتو فيرمينو" مقابل 40 مليون يورو، كأغلي صفقه بتاريخ البوندزليجا، ولكن في نفس الوقت علي ليفربول أن يقلل من نسب المجازفه في خياراته، وأن يدفع مثل هذه الأموال في لاعبين عالميين.
تشكيلة ليفربول الحاليه تمتلك العُمق الكافي، وهو أمر لم يكن متاح لمدربي الفريق السابقين أمثال هودسون و دالجليش ولا حتي رافا، لكن الفريق يحتاج 3 أو 4 لاعبين وورلد كلاس، فالفريق لا يملك لاعبين سوبر كما كان في السابق.. فلاعبين أمثال جيرارد و توريس و سواريز، قادرين دوماً علي الحسم وقيادة الفريق في اللحظات الصعبه.
5-الإحتفاظ بالنجوم:
علي إدارة الفريق الأحمر أن تدرك أن سياسة البيع المستمر للنجوم تقلل من قيمة وشخصية النادي، فقدرة الفريق علي الإحتفاظ بنجومه، حتي ولو في أسوأ الظروف، سِمه من سِمات الفرق الكبيره.. ليفربول وللأسف الشديد، قد فقد القدره علي الاحتفاظ بنجومه في السنوات الأخيرة، فشاهدنا رحيل الونسو و ماسكيرانو و توريس و سواريز وأخيراً سترلينج.
6- بديل جيرارد:
جيرارد لاعب من النوع الذي مهما كان من سيخلفه لن يستطيع أن يكون مثله أبداً، لا من ناحية تأثيره على المباريات المفصلية.. ولا قيادته لـ الفريق في أصعب الظروف ولا أن يكون المثال الذي يُحتذى به داخل وخارج الـ ملعب هو ليس بلاعب رائع وقائد لفريق كبير وحسب، هو شعار الفريق وفخر المدينة وروح الأنفيلد، هو المايسترو والفنان وضابط الإيقاع، هو الرمز والأيقونة والأسطورة.
قالوا.. ليفربول في الموسم الماضي من غير ألقاب.. !
وفي الموسم القادم بـ غياب جيرارد.. ليفربول من غير قلب.. !
وأنا أقول.. جيرارد حصدَ القلوبَ قبل الألقاب.. وسـ يستمرُ العِشقُ مع ليفربول وإن غاب.. !
ولـيستمرُ العشق، لابد من البحث عن بديل لستيفي جي، لأنه كان طوال السنوات الماضيه قائد وشخصية ليفربول، وحتي لو احتوي الفريق علي عديد اللاعبين الجيدين في الوسط مثل هندرسون و ميلنر، لكن تأثير جيرارد لا يمكن اختزاله داخل الميدان فحسب.
قليلون هم اللاعبون القادرين علي صنع الحدَث كما فعل جيرارد مع ليفربول، ومهمة تعويضه ستبقي دوماً صعبه علي إدارة الريدز، لكنه أمر حتمي وضروري.. ويبقي اللاعب الإيطالي "ماركو فيراتي" واحد منهم ، فاللاعب الإيطالي يملك امكانيات كبيره ، وقادر علي أن يكون ركيزة أساسيه في الوصفه السحريه لعودة ليفربول للزمن الجميل.
وعلي إدارة الريدز أن تدفع الغالي والنفيس لتعويض رحيل قائدها، وأن تضع في الحسبان كل العوامل التي تم ذكرها، لصنع مستقبل مُشرِق للفريق الأحمر، وحتي لا تبقي جماهير الريدز تُرثي تاريخها، فالرثاء ليس إلا لمن قضى ومات.. وليفربول لا ولن يموت.
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
