الفيلسوف الناجح

04:42 16/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 معن الرفاعي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    لاشك أن أشد المتفائلين من المشجعين الكتلونيين لم يكن يتوقع أن يحظى بمدرب بهذا المستوى العالمي حين أتى غوارديولا في 2009 ولم يكن يتوقع ما حدث في 2008-2009 وهو أول موسم لغوارديولا مع الفريق ولم يٌبادَر إلى ذهنه أن هذا النجاح الباهر للفريق سيحدث وأن هذا الفريق سيخلد بالتاريخ ليقارن مع ميلان ساكي كأفضل فريق بالتاريخ!

    كانت أربع سنوات من ذهب سطر بها غوارديولا نجاحاته ودخل قلوب المشجعين الكتلونيين كمدرب كما دخلها من قبل كلاعب ودخل التاريخ من أوسع أبوابه ف 14 لقب ب 4 سنوات كانت كفيلة بأن تهدي غوارديولا كل ذلك الحب والإحترام وكل تلك المكانة.

    من هو غوارديولا؟

    هو بيب غوارديولا أي سالا لاعب إسباني ولد في 17 يناير 1971 في مدينة سانتبدور في إسبانيا, يلعب كلاعب خط وسط دفاعي وكان جزء من فريق الأحلام لبرشلونة تحت قيادة الأسطورة يوهان كرويف الذي حقق أول كأس أوروبية لبرشلونة عام 1992 وهي آخر نسخة من البطولة الأوروبية بمسماها القديم كأس أوروبا, ثم ذهب في عام 2001 وتنقل بين أندية بريشيا وروما والأهلي القطري ثم أنهى مسيرته كلاعب في نادي دورادوس دي سينالوا المكسيكي, عاد لبرشلونة كمدرب للفريق الرديف في 2007 لسنة ونال ثقة الرئيس خوان لابورتا حينها ليدرب الفريق الأول في السنة التالية لمدة أربع سنوات ثم ذهب في 2013 لتدريب فريق بايرن ميونخ الألماني.

    غوارديولا كمدرب لبرشلونة:

    أتى غوارديولا لبرشلونة بعد موسمان من الجفاف عاشهما النادي الكتلوني حينما فلم يفز في الموسمين 2006-2007 و2007-2008 بأي لقب.

    استهل غوارديولا مسيرته كمدرب للفريق الأول لبرشلونة بخسارة مخيبة بنتيجة 1-0 من فريق نومانسيا الصاعد من الدرجة الثانية في ذلك الموسم في الجولة الأولى من الدوري الإسباني ثم تعادل بنتيجة 1-1 مع فريق راسينغ سانتاندير في الجولة الثانية مما لم يبشر جماهير الكتلان ولم يدعوهم إلى التفاؤل أبدا.

    انتفض برشا بيب في الجولة الثالثة وسحق سبورتينغ خيخون بسداسية لهدف ثم انتصر على ريال بيتيس في الجولة التالية وبدأت سلسلة الانتصارات وبدأت كتابة التاريخ للمدرب حينها.

    أنهى المدرب أول موسم له بالفوز بالثلاثية التاريخية الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا وكانت تلك أول ثلاثية لنادي برشلونة بالتاريخ, ثم عاد المدرب الإسباني في الموسم الذي يليه وأكمل ما بدأه مع فريقه بفوزه بالسوبر الإسباني على حساب أتليتكو بلباو ثم الفوز بالسوبر الأوروبي على حساب نادي شختار الأوكراني وأتبعها بالفوز بكأس العالم للأندية ليصبح أول مدرب يحرز سداسية مع ناديه في تاريخ كرة القدم.

    توالت النجاحات لغوارديولا فأحرز في موسم 2009-2010 لقبي الليجا والسوبر, وعاد و أحرز خماسية في موسم 2010-2011 فكان قريبا من السداسية إلآ أن مورينهو أبى حينها أن يحرزها غوارديولا مرتين بانتزاعه كأس ملك إسبانيا في النهائي من برشلونة وإحباط آماله بسداسية جديدة, وأحرز في آخر موسم له مع البرشا فقط لقب كأس ملك إسبانيا.

    سبب نجاحات غوارديولا:

    هناك أسباب كثيرة وعدة عوامل إجتمعت أدت إلى نجاح هذا الفيلسوف المحب للكرة الهجومية منها:

    1- لعبه تحت قيادة يوهان كرويف:

    عندما لعب غوارديولا في برشلونة مع فريق ال"دريم تيم" كما كان يسمى حينها في مطلع التسعينات بقيادة الهولندي القادم من منبع الكرة الشاملة يوهان كرويف فهم غوارديولا أسلوب الكرة  الشاملة واعتمد على ما يسمى بال"تيكي تاكا" وهي باختصار أن تلعب بدفاع متقدم وتضغط على خصمك وتركز على الإستحواذ مما يستوجب مجموعة من التمريرات القصيرة التي تضمن بقاء الكرة بحوزتك, فبعد اعتماد كرويف على غوارديولا وهو ما زال في سن 20 تشرب غوارديولا هذه الطريقة بشتى تفاصيلها مما سهل عليه استخدامها وتطويرها في المستقبل.

    2- حنكته في جلب لاعبين للفريق الأول وإتيانه بأفكار تناسبهم:

    غوارديولا كان ذكيا بتحديد اللاعبين الذين يريدهم ومن يريد أن يعتمد عليه ويجلبه سواءً من نوادي أخرى أو من أكاديمية برشلونة, فبعد أن صرح تشافي تصريحه الشهير أنه كان بمثابة السرطان لبرشلونة في الأعوام الخمس التي قضاها ريكارد مع الفريق حيث لم يؤمن ريكارد بقدرات المايسترو, ولكن ما إن أتى غوارديولا حتى أصبح تشافي جزء لا يتجزأ من برشلونة بل وأصبح الركيزة الأساسية للنادي الكتلوني حتى إن بعض الناس تروج فكرة أن التيكي تاكا وبرشلونة سيتدمرون بعد اعتزال زرقاء اليمامة, فغوارديولا آمن بقدرات اللاعب وأعطاه المركز الأساسي وأتى بأفكار تناسب قدرات اللاعب, والأمثلة الأخرى غير تشافي كثيرة أمثال بيكي, بوسكتس, دافيد فيا, أليكسيس سانشيز, إنييستا, بيدرو, داني ألفيش…إلخ, فجميعهم لاعبين نجحوا مع برشا بيب.

    3- شخصيته قوية لا يخاف قراراته و محبوب:

    ولعل أكبر دليل على تلك الشخصية المحبوبة كان في آخر مباراة للمدرب على أرضية الكامب نو بعد رباعية هز الليو فيها شباك إسبانيول كهدية وداعية للمدرب عندما إتجه ميسي إليه ليعانقه ويهمس في أٌذنه "شكرا لك", فياله من حب حازه المدرب الإسباني من قبل اللاعبين فكان كل من في أرضية الملعب يقتلون أنفسهم من أجل من يراقبهم من على الدكة, وقوة شخصيته ظهرت من أول يوم حين قرر التخلي عن ديكو ورونالدينهو حينها وهم نجوم الفريق آنذاك, وتظهر شخصيته القوية أيضا من خلال الكثير من الأمثلة ولكن أخص المباريات الصعبة عندما يتأخر البرشا ويكون مضغوط ثم يفوز البرشا بفضل المدرب واللاعبين فقوة شخصية المدرب مهمة في العودة بالنتائج والخروج من الضغوطات والأزمات و"الثقة معدية" كما يقولون, أبسط مثال عندما تأخر برشلونة بهدف في كلاسيكو الذهاب بالدوري لموسم 2011-2012 ثم بثقة وهدوء عاد برشلونة وإنتصر 3-1 على غريمه المدريدي.

    4- حنكته في التعامل مع اللاعبين:

    هذه الحنكة تظهر في كثير من المواقف فهو تعامل مع لاعبين كبار ونجوم كسب ثقتهم وودهم وعلى سبيل المثال حين كان يأتي تشافي إلى التدريبات عابس الوجه بعد أي خسارة كان يأخذه غوارديولا ليدوروا حول ملعب التدريبات ويكلمه بالأوضاع التي تجري في البلاد ثم يبدأ فجأة بالحديث عن المباراة القادمة وكيف يخطط لها فما تجد من تشافي إلآ أنه عاد لوضعه الطبيعي وتناسى كل شيئ, وأيضا عندما هاجمت الصحافة تيري هنري لعدم تقديمه المستوى المطلوب ذهب غوارديولا وإصطحب تيري بسيارته الخاصة إلى مطعم إيطالي لتناول العشاء وهناك تحدثوا كثيرا وقال غوارديولا لتيري أنه يثق به وأنه لا يخاف شيئا آخر فما كان من الغزال الفرنسي إلآ أن إنفجر بعدها محرزا هاتريك بنادي سانتاندير وإنطلق السوبر تيري من حينها ليحرز الثلاثية مع بيب والبرشا.

    5-  شجاعة جوارديولا وذكائه في إدارة المباريات:

    جوارديولا كان شجاعا جدا بحيث كان يهاجم ثم يهاجم ثم يهاجم, ويمنع الخصم من امتلاك الكرة من خلال الإستحواذ عليها فنسبة الإستحواذ لبرشا بيب كانت تصل لفوق ال70% في بعض المباريات, وقد طور أسلوب التيكي تاكا من عدة جوانب حيث أصبح جميع من في الملعب بغض النظر عن مركزه مطالب بأن يجيد التمرير بدقة وأن يكون مهاري لتفادي الأزمات والمشاكل وضغط الخصوم ولكي لا يفقد الكرة, وأيضا قد طور هذا الأسلوب من خلال اللعب برأس حربة وهمي وهو ما يسميه الكثير مركز 9.5 وهو مركز أقرب لأن يكون مهاجم ثاني أو صانع لعب من أن يكون رأس حربة صريح وهو كان مركز ميسي مع غوارديولا, وكان غوارديولا يدير المباريات بدهاء حتى إنتشرت مقولة "كلما وجد مورينهو الجواب غير غوارديولا السؤال".

    أبرز لقطات حاسمة في مسيرته كمدرب لبرشلونة:

    هناك لقطات لو لم تحدث لربما لم يدخل غوارديولا حينها التاريخ من أوسع أبوابه ولم يكن ليصنف من النخبة بالعالم سأذكر بعضها الآن:

    1-هدف إنييستا على تشلسي:

    في نصف نهائي دوري الأبطال لموسم 2008-2009 ضد البلوز على الستامفورد بريدج في مباراة ملحمية شهدت جدلا تحكيميا كبيرا, سجل إنييستا هدفا فتح أبواب الفوز بالسداسية لغوارديولا وكان بداية الطريق للفوز بها فلولا هذا الهدف لما تأهل برشلونة إلى نهائي تلك النسخة حينها ولم يحرز اللقب ولم يلعب السوبر الأوروبية ولا كأس العالم للأندية حينها, ولكن إنييستا سجل الهدف في آخر هجمة في آخر دقيقة من عمر المباراة لتنتهي المباراة بنتيجة 1-1 وتأهل برشلونة بأفضلية التسجيل على أرض الخصم إلى النهائي وفاز باللقب.

    2- هدف بيدرو في نهائي كأس العالم للأندية لموسم 2008-2009:

    إذا كان هدف إنييستا هو من فتح أبواب السداسية فهدف بيدرو هو من أتم السداسية عندما كان برشلونة خاسر 1-0 أمام فريق إستوديانتس الأرجنتيني فسجل بيدرو هدف التعادل برأسه حينها في الدقيقة 88 ثم سجل ميسي هدف الفوز بصدره بالأشواط الإضافية فأكمل برشلونة سداسيته من الألقاب حينها.

    3-خماسيته في الكامب نو وسداسيته في البرنابيو على مدريد:

    غوارديولا يملك سجل رائع بالكلاسيكو فهو لم يخسر إلا في مناسبتين أمام الريال مع برشلونة, ولكن أن يفوز بنتيجة 2-0 بذهاب الدوري بالكامب نو ويعود ويسحق مدريد بسداسية لهدفين في البرنابيو في أول موسم له كمدرب كان له مفعول وسحر خاص على المشجعين والصحفيين وعلى مسيرته, وما زاد من هذا السحر فوزه على مدريد بخماسية لصفر في الكامب نو في أول كلاسيكو لمورينهو المعروف بمناوشاته مع برشلونة من أيام حقبته الأولى مع تشلسي.

    في النهاية لآ أقول أن غوارديولا أفضل مدرب في التاريخ و لكن أريد أن أقول أن غوارديولا مدرب عظيم وكبير وسيبقى اسمه مخلدا بالتاريخ فما فعله مع برشلونة لم يسبقه به أحد بالتاريخ.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا