"سأذهب إلى المكان الذي أجد فيه الحب" هكذا فسر جوزيه مورينيو قرار رحيله عن ريال مدريد نهاية موسم 2012-2013 من أجل تولي تدريب تشيلسي الإنجليزي، الحب المفقود الذي تحدث عنه مورينيو في النادي الملكي كان متأكد من ايجاده في ستامفورد بريدج.

عامان وبضعة أشهر مر على تصريح مورينيو الشهير، عامان شهدا على الكثير من الأحداث المتقلبة في مسيرة البرتغالي والانجازات والإخفاقات أيضاً. موسمين وبضعة أسابيع لم نلحظ وجود "الحب الحقيقي" الذي يتحدث عنه جوزيه، أو على الأقل لم نجد الحب الذي في مخيلة مورينيو بالتحديد والذي جعله معشوق جماهير البلوز ورجل الصحافة المميز في فترته الأولى.

مورينيو شعر أن هناك شيء مختلف في تشيلسي حين عودته، انتقد الجماهير بشكل مباشر على صمتها في المدرجات وتلقى النقد من نجمه إيدين هازارد بعد الاقصاء من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فيما استمرت الصحف البريطانية في انتقاده بين الحين والآخر لدرجة أنها قالت عنه "لم تعد سبيشل ون بعد الآن".

الحب المفقود الذي بحث عنه مورينيو فلم يجده، مشاكله الداخلية في تشيلسي بدأت مع آشلي كول وازدادت مع إيتو وتطورت في حادثة لامبارد الذي تحايل على ناديه للانتقال إلى مانشستر سيتي، قبل أن تصل ذروتها في الموسم الحالي برؤية 11 شبح على أرض الملعب لا يريدون القتال من أجل مدربهم الذي هددهم أجمع بالجلوس على دكة البدلاء.

وربما كان في مخيلة مورينيو أن يلاقي ذات الحب والدعم من جماهير تشيلسي مثلما حصل عليه في منتصف العقد الماضي، لكن من الواضح أن شخصية البلوز البطل جعلت الجماهير أكثر هدوءاً في المدرجات، بل تخطى الأمر ذلك لتصبح تمتلك سلطة مباشرة على المدرب مثلما تفعل جماهير الأندية الأخرى، صفارات الاستهجان صدحت في وجه مورينيو خلال مواجهة ساوثهامتون الأخيرة في حادثة غير مألوفة وربما تكون منعطف في علاقة المدرب مع جماهير البلوز.

الاتحاد الإنجليزي أيضاً أصبح يستغل كل فرصة لمعاقبة مورينيو، هو ذات الاتحاد الذي حاول جوزيه مغازلته فور الانتقال إلى تشيلسي نكاية بالإسبان عبر القول "سأعمل على تطوير مستوى اللاعبين الإنجليز"! الحكام أيضاً يمتلكون علاقة سيئة مع جوزيه، كل شيء يدل أن مورينيو لم يجد حبه المفقود ويبدو أنه لن يجده!

جوزيه أخطأ في حساباته حينما اعتقد أن الحب يوزع بشكل مجاني بين البشر، جماهير تشيلسي التي أحبت مورينيو وجدت فيه الرجل الحماسي الصلب والذي يصنع شخصية قوية دفاعياً وهجوميأ لفريقه تفرض على جميع الخصوم على أرض الملعب محلياً وأوروبياً. بينما في الوقت الحالي شخصيته تتمثل في الملل والدفاع المبالغ به حتى أمام الفرق الضعيفة!

أما اللاعبين فأحبوا مورينيو لأنه قاتل من أجلهم ودافع عنهم دائماً وكان يمتلك الحماس والرغبة في تحقيق البطولات، بينما الآن أصبح بسهولة ينتقدهم للاختباء خلف أخطائهم من أجل تبرير تراجع النتائج، أو يستمر بالتأكيد أن فريقه لا يستطيع تحقيق لقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه منذ بداية الموسم وحتى نهايته!

مورينيو أخطأ في تقدير الموقف وآن له الأوان أن يتعلم من درسه.

** اقرأ أيضاً: تشيلسي مورينيو يتهم الاتحاد الإنجليزي بالانحياز لفينجر