تتقبل الأندية بعض العقوبات من دون نقاش عندما تعرف أنها ارتكبت خطأ ما، لكن برشلونة بالتحديد أظهر عناداً غريباً بقبول أي عقوبة عليه، ولو كانت العقوبة عابرة مثل التي تعرض لها مثلاً بسبب شعارات سياسية في ملعب كامب نو.

بعض المواقف كانت واضحة مثل شتم حكم، وبعضها لم يكن مؤثراً، لكن النادي أظهر اهتماماً كبيراً باستئناف أي عقوبة، وقام بنشاط إعلامي واضح لترويج هذا الاستئناف، فلماذا برشلونة بالذات؟

الجواب بسيط، ويعود إلى انتماء النادي الكتلوني، حيث عقلية الشعب هناك وذاكرته متعلقة بتعرضه للظلم، فأي شيء بالنسبة لهم يتم تفسيره على أنه استهداف للكيان الكتلوني، وأنه محاولة للنيل منهم، وهذه العقلية تتسلل إلى بعض مسيري أعمال النادي، الذين يؤثرون بدورهم على من هم حولهم.

أمر أخر يلعب دوراً بكثرة الاستئنافات هذه، فإن لم تقم به الإدارة الحالية، سيهاجمها الطامعون بالمنصب على أنها تتخلى عن حقوق النادي، وأنهم يقبلون الضيم والظلم لكتلونيا، الأمر الذي سيضر بشعبيتهم ويؤثر على سير نتائج أي انتخابات يخوضونها.

المسألة في برشلونة لم تكن أبداً مجرد كرة قدم وقوانين، فالأمور لثقافية تختلط كثيراً بعملية تسيير النادي، وهناك حسابات متعلقة كثيراً بالفكر السياسي المحيط به، خصوصاً مع تصاعد نبرة الانفصال من جديد، التي تخلق انقساماً بين تيارات في الإقليم.

لجميع مقالات الكاتب .. اضغط هنا

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: