لويس إنريكي مدرب برشلونة

الإنسان في طبعه يحب التصرف بطريقة مشابهة لتصرفات أشخاص آخرين، ليس جميع البشر كذلك لكن هناك شريحة لا بأس بها تتصرف بطريقة معينة لأنها رأت شخص أو مجموعة أشخاص آخرين يتصرفون على ذات الطريقة. يسمون ذلك "الموضة" في عالم الأزياء ويسميه علماء النفس "التقليد".

لكن يبدو أن "الموضة" لا تقتصر على ارتداء آخر "صرعة" من الملابس أو العطور أو الساعات…الخ فهناك موضة من نوع آخر مثل التي نشاهدها في برشلونة خلال الأيام الأخيرة، موضة الاعتراض على المدرب والتذمر من قراراته!

مؤسف حقاً ما يتعرض له لويس إنريكي في برشلونة، ليس انحيازاً لشخص المدرب ــ الذي لا يعجبني في أفكاره التكتيكية ــ إنما اسقاطاً على الواقع الغريب الذي يعيشه الفريق الكاتالوني مؤخراً، من غير المنطقي أن يتذمر كل لاعب يتم استبداله على مرأى من وسائل الاعلام دون أي اكتراث لما ستكتبه الصحافة عن شخصية المدرب أو الأوضاع داخل غرف خلع الملابس.

يبدو أن حالة التذمر التي بدأها ليونيل ميسي انتشرت في غرف خلع ملابس البرسا، ليونيل الذي أحرج مدربه سابقاً أمام الكاميرات رافضاً الخروج من أرض الملعب أثناء مواجهة إيبار من الواضح أنه نقل هذه العدوى لزملائه في الفريق ليصبح التطاول على إنريكي أمر طبيعي واعتيادي في الفريق!

ميسي رفقة نيمار وسواريز وألفيش

شاهد: سواريز غاضب من إنريكي

وشاهد أيضاً: ألفيش يهاجم مدرب برشلونة على طريقته الخاصة

بعد حادثة رفض نيمار مصافحة مدربه أثناء الخروج من أرض الملعب، وحادثة سخرية ميسي ونيمار من مدربهم في مواجهة ريال سوسيداد أثناء تواجدهم على دكة البدلاء، أتت لقطات أخرى مثيرة للجدل متمثلة في ركل ألفيش لزجاجات المياه بعد استبداله في مواجهة مانشستر سيتي، وتذمر سواريز بعد استبداله أثناء مواجهة غرناطة في الدوري الإسباني.

جميع لاعبي كرة القدم في العالم لا يرغبون في الجلوس على دكة البدلاء إن كانوا في قمة لياقتهم البدنية والفنية، لكن هذا ليس مبرر على الاطلاق أن يستعرض كل لاعب عضلاته أمام كاميرات وسائل الاعلام مبيناً قدراته الفريدة في التطاول على مدربه على مبدأ "يا أرض اشتدي ما حدا قدي"…

ما يعيشه برشلونة في الوقت الحالي يعد مهزلة بكل المقاييس، مهزلة من المدرب نفسه الذي يثبت مرة أخرى عدم قدرته على التعامل مع النجوم الكبار وعدم استطاعته ضبط الأجواء داخل غرف خلع الملابس، ومهزلة من الإدارة التي سمحت لمعظم لاعبي الفريق للتصرف على طريقة النجم الأوحد، ومهزلة من النجوم أمثال نيمار وسواريز الذين لم يقدموا الشيء الكثير لبرشلونة حتى الآن ورغم ذلك يعتبرون أنفسهم فوق المدرب وفوق الفريق!

صحيح أن برشلونة لا يقدم مستوى سيء على أرض الملعب في الوقت الحالي، لكن عدم وضع حد للاعتراض المستمر على قرارات المدرب سيكون له تأثير سلبي على نتائج الفريق خلال الفترة المقبلة.

يجب وضع النقاط على الحروف داخل برشلونة في أسرع وقت وإلا ستخرج الأوضاع عن نطاق السيطرة…