يبدو أن سلسلة اخفاقات آرسين فينجر مع آرسنال لن تنتهي أو تتوقف، المدرب الفرنسي ينتقل من اخفاق في التعامل التكتيكي بالمباريات إلى اخفاق في التتويج بالألقاب ثم إلى الاخفاق بتحقيق الانتصار على الفرق الكبرى، وأخيراً وليس آخراً اخفاقه بالتعامل مع لاعبيه وقدراتهم الفنية.

ولا يمكننا التعجب من هذا كله ما دام فينجر يتخبط في قراراته وعندما يحاول تبريرها يعقد الأمور أكثر حول نفسه، المدرب الفرنسي عجز عن تفسير سبب تراجع مستوى أوزيل وإصراره على إشراكه في مركز الجناح الأيسر او الأيمن بدلاً من صانع الألعاب فلجأ لإطلاق تصريحات لا تستطيع اقناع طفل صغير بما يريده.

فينجر يعتبر أن شغل ويلشير مركز صانع الألعاب يجعله مجبر على اشراك أوزيل في مركز الجناح، كما أن منتخب البرازيل 1970 من وجهة نظره مثال ناجح على قدرة عدة لاعبين يشغلون ذات المركز على تحقيق ألقاب مهمة في عالم كرة القدم، وكأن اللعبة توقفت عن العمل منذ ذلك الحين!

مؤسف ما قاله فينجر عن منتخب البرازيل لتبرير سبب اشراك أوزيل والعديد من النجوم في مراكز لا تناسبهم، السيليساو مر على تتويجه باللقب العالمي الثالث 44 عام، أي أن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن موجوداً في حينها، ولا حتى دوري أبطال أوروبا بنظامه الحديث!

نصف قرن مضى ولم يقتنع فينجر أن اللعبة تغيرت والذي يصلح في زمن بيليه ليس من المفترض أن يصلح لزمن ميسي ورونالدو، نصف قرن مضى وفينجر لا يعلم أن هناك طرق حديثه في كرة القدم تبين أن المدرب يستطيع تحقيق أي بطولة أرادها لو أحسن استغلال إمكانات لاعبيه، نصف قرن بدل من ملامح فينجر وأظهر تجاعيد وجهه لكنه لم يطور من فكره الكروي.

محظوظ فينجر أنه استشهد بفريق نقلت مبارياته على التلفزيونات الخشبية ذات الشاشة الملونة وإلا أطلق عليه لقب "فينجر الأبيض والأسود".

آرسين  لم يكتفي بالإشارة إلى برازيل 1970 بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن شغل زيدان مركز الجناح الأيسر مع ريال مدريد، المدرب الفرنسي نسي أن زيزو أدى دور صانع الألعاب خلف المهاجمين في أفضل مواسمه مع ريال مدريد (2001 – 2002) ونجح في قيادتهم حينها لخطف لقب دوري أبطال أوروبا.

كما تناسى فينجر أن من أسباب سقوط ريال مدريد وغيابه عن منصات التتويج لثلاث أعوام متتالية يعود إلى مشاركة أكثر من لاعب في مراكز لا تنسبهم مع إهمال المراكز الأخرى داخل الفريق كلاعب ارتكاز الوسط الدفاعي.

على أية حال، فينجر من حقه تناسي كل شيء وتبرير قراراته الغير منطقية، لكن ما ليس من حقه الحديث عن ضرورة شغل ويلشير مركز صانع الألعاب، لأننا سنرد عليه فوراً بسؤال جدلي، لماذا تعاقدت مع "سوبر ستار" يؤدي دور لست بحاجة له داخل فريقك بدلاً من ضم نجوم يكملون عمل ويلشير على أرض الملعب؟!

يبدو أننا بحاجة للعودة إلى فينجر طراز 1970 حتى نجد الإجابة الشافية…