يستعد فريقا الهلال السعودي ووفاق سطيف الجزائري لحسم استحقاقاتهما القارية، بخوض نهائي دوري أبطال آسيا ودوري أبطال أفريقيا على الترتيب مساء السبت، ويلحق بهما الأهلي المصري في نهائي الكونفدرالية الأفريقية نهاية الشهر المقبل.

الوصول إلى النهائي على المستوى القاري إنجاز طيب بالنسبة للأندية العربية لاسيما تلك التي غابت عن منصات التتويج لفترة سابقة.. ولكن الوصول للنهائي هو وسيلة وليس الغاية، فأن تكون على بعد خطوات قليلة من لقب هام وإنجاز تاريخي أمرا يتطلب عدة أمور لحسم البطولة..

1- الهلال (نعم.. نحن قادرون)

ذلك الشعار الذي يردده من هو مقبل على مهمة خاصة، فمهمة الهلال ربما لا تكون على قدر كبير من الصعوبة لعدة اعتبارات أهمها اسم المنافس الذي لا يعد كبيرا قياسا باسم وخبرات الهلال الكبيرة، فضلا عن أن ويسترن سيدني الاسترالي فاز بهدف نظيف ولم يكن له الأفضلية على عقر داره وأضاع الزعيم فرص عديدة كانت كفيلة بقلب الموازين تماما.

وعندما يتعلق الأمر بالنهائي وفي ملعب الملك فهد الدولي فإن الأمور ستكون "غير شكل" لأن الفوز هو شعار الهلال في كل مبارياته لاسيما في تلك المواجهة خاصة أن الثقة تملأ النفوس والطموح يحدو الجميع لتحقيق المجد القاري، والتأهل لمونديال الاندية لكي يلعب الفريق إلى جانب العملاقة من بينهم ريال مدريد.

يبقى فقط  أن الهلال مطالب بالحذر من ألا يخوض المباراة باندفاع هجومي على حساب الجانب الدفاعي، ولكن على مدربه الروماني لورينت ريجيكامب – الذي لا يتوقع أن يحدث مفاجأة في التشكيل – أن يحقق التوازن المطلوب.

2- سطيف ومواصلة الصحوة الجزائرية
لم تغب عن ذاكرة الجماهير العربية والجزائرية تحديدا الإنجاز المونديالي لمحاربي الصحراء، وما حققوه في بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل وتحدي الألمان في دور الـ 16 بصورة جعلت العالم ينحني احتراما للجزائريين.

وها هم يعيدون الكرة على مستوى الأندية، حيث أصبح وفاق سطيف على بعد خطوة واحدة من إنجاز تاريخي بالنسبة له، حينما يستضيف فيتا كلوب الكونغولي بعدما خرج سطيف بتعادل ثمين 2-2 في عقر دار بطل الكونغو.

ولكن يجب أن يحذر وفاق سطيف أيضا من أن المنافس الكونغولي لم يصل إلى النهائي بمحض الصدفة، فقد تغلب على أندية لها خبرات قارية مثل مواطنه مازيمبي وقبله الزمالك المصري والهلال السوداني، فضلا عن تغلبه على الصفاقسي التونسي بالدور نصف النهائي.

ولكن وفاق سطيف ربما يعول على خبراته السابقة مع الكرة الكونغولية بعدما أطاح بمازيمبي من الدور نصف النهائي للبطولة ذاتها.

3- الأهلي وحلم البطولة الغائبة
فرض الأهلي سيطرة كاملة على القارة السمراء في السنوات الأخيرة وحصد في السنوات الأربع الماضية 3 بطولات أفريقيا جعلت رصيده 8 بطولات في إنجاز تاريخي للمارد الأحمر.

لكن الظروف الصعبة وتغير الأجيال في القلعة الحمراء جعل الأهلي يودع دوري الأبطال مبكرا وينتقل إلى الكونفدرالية وهي البطولة التي لم يسبق لأي ناد مصري أن حققها بهذا المسمى الجديد بعدما كانت كأس الكئوس الأفريقية.

وربما يكون أمام الأهلي فترة كافية للاستعداد للبطولة ويتخلل تلك الفترة عودة بعض لاعبيه المصابين وكذلك خوض المنتخب المصري مباراتيه المصيريتين في تصفيات أمم أفريقيا 2015.

لكن ما يمهد الطريق أمام الأهلي لمجد قاري جديد هو خبراته الأفريقية فضلا عن معرفته بذلك المنافس تحديدا وهو سيوي سبور الذي تقابل معه بدوري المجموعات وتعادل معه في ساحل العاج 1-1 وفاز عليه بالقاهرة 3-0.

وسبق أن حصد فريقا عريبا لقبا قاريا آخر، وهو القادسية الكويتي حينما توج بكأس الاتحاد الآسيوي على حساب شقيقه العربي آربيل العراقي بركلات الترجيح.

الاندية العربية أمام اختبار حقيقي لتثبت أنها متواجدة على الساحة القارية وتلفت أنظار العالم إليها .. فهل يكونوا على قدر التحدي ؟!