محمود الخطيب.. من ” طفل هاوي” رفع أثقال لأسطورة كروية خالدة

أحمد عمارة 20:29 12/09/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعلن محمود الخطيب أسطورة الكرة المصرية ترشحه على منصب الرئاسة للنادي الأهلي في الانتخابات المقبلة، والمزعم إجراؤها نهاية نوفمبر المقبل.

    الخطيب عشقته جماهير الكرة المصرية بكافة ميولها، لمهارته الفذة التي من الصعب تكرارها في الملاعب المصرية، بالإضافة إلى أخلاقه رفيعة المستوى على مدار مشواره الكروي داخل وخارج المستطيل الأخضر.

    ونستعرض من خلال التقرير التالي السيرة الذاتية لمحمود الخطيب منذ طفولته وما بها من مفارقات وكواليس.

    كتاب “الخطيب والكورة” لصاحبه الراحل أحمد عفت نجم الأهلي والزمالك السابق والمعلق الرياضي الشهير، أشار إلى أن والد الخطيب كان يسعى لاجهاض والدته خلال حملها، فلم يكن والد “بيبو” يحلم أن الطفل الذي  كان يرفض بقاءه حياً سيصبح في يوم ما أسطورة خالدة في عقول وقلوب المصريين،  حيث شارت أقدار الله أن تفشل عملية الاجهاض ليقول الطبيب للخطيب الأب :” ربنا رايد أن الولد دة يعيش”.

    ووُلد محمود إبراهيم عبدالرازق الخطيب في الثلاثون من أكتوبر لعام 1954 في قرية “قرقيرة” مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، قبل أن ينتقل مع أسرته للعيش بحي عين شمس في القاهرة عقب سنوات قليلة من مولده.

    ومنذ مرحلة الطفولة تمنى “بيبو” أن يكون لاعباً برياضة رفع الأثقال، حيث بدأ في السادسة من عمره رفع الأشياء ثقيلة الوزن في المنزل، سعياً لتجهيز نفسه لاعباً لهذه الرياضة التي أحبها حباً جماً.

    تحول حبه إلى الساحرة المستديرة مع اقترابه من بلوغه عامه الثامن، فكان يداعب “غطاء زجاجات المياه الغازية” أثناء ذهابه وعودته لمدرسة محمود خاطر، التي كان والده يعمل وكيلا بها، حيث لم يكن والد “الخطيب” من أنصار لعبة كرة القدم، إلا أنه ساند نجله الصغير وبدأ بالاهتمام بموهبته التي اكتشفها  ناظر المدرسة “محمود ناظر” وقام بضمه لفريق مدرسة الكرة.

    بدأ الجميع ينبهر بموهبة الخطيب، فقاد فريق الكرة بمدرسته لاحراز لقب كأس منطقة مصر الجديدة للمدارس، حيث يُحكى أن الفريق المهزوم في المباراة النهائية أراد الانتقام من “بيبو” فقام أفراده بتدبير مكيدة له، ومحاولة إلقاءه بالترعة المجاروة للمدرسة، عقب قيادته لفريق مدرسته بالتتويج بالكأس على حسابهم، وتدخل الشقيق الأكبر للخطيب لانقاذه حيث كاد أن يموت غرقاً في الترعة ضريبة التتويج بالكأس.

    ركابي محمود  مدير نادي النصر في منتصف الستينات، إسم يظل عالقاً في ذاكرة الأسطورة محمود الخطيب، فهو أول من أمن بموهبته الكروية الفذة، فقام ركابي بضم محمود الخطيب لفريق ناصر النصر وهو في الحادية عشر من عمره، حيث كان “بيبو” وقتها طالباً بالمرحلة الإعدادية بمدرسة الحلمية.

    ورفضت المدرسة الثانوية الرياضية قبول الخطيب بسبب 3 درجات نقصها عن الحد الأدنى لدرجات القبول بالمدرسة، إلا أن وزارة التربية والتعليم قام بإستثناءه بعد تقديمه شهادة حصوله على أفضل لاعب ببطولة شرق القاهرة، لينضم الخطيب إلى الثانوية الرياضية في نهاية المطاف، والطريف أن الصفقة كلفت الأهلي طقم ملابس لفريق النصر و4 كرات.

    فتحي نصير مدرب المدرسة الثانوية الرياضية عرض على الخطيب الانضمام للأهلي بعد أن أبلغ مسؤولي النادي الأحمر بموهبته الكبيرة ووافق “بيبو” على الفور بالانضمام للأهلي وهو في السادسة عشر من عمره، إلا أن ناديه النصر كان يرفض التفريط في خدماته وتمسك ببقاءه إلى أن تراجع في النهاية ومنح الضوء الأخضر لبيبو للانتقال بشكل رسمي لفريق الشباب بالنادي الأهلي، لتبدأ الملحمة الكروية للأسطورة محمود الخطيب.

    ويعبر الخطيب عن إمكانياته الفنية الهائلة مع فريق الشباب بالنادي الأهلي، حيث سجل في ثاني مباراة رسمية له مع الفريق 3 أهداف “هاتريك” في شباك شباب الزمالك في لقاء حسمه الأحمر بنتيجة (7-1).

    قبل أن يكمل الخطيب عامه الثامن عشر بـ 15 يومًا فقط، شارك للمرة الأولى بقميص الفريق الأول  بالنادي الأهلي في مباراة البلاستيك في الخامس عشر من أكتوبر لعام 1972، حيث سجل الخطيب في الظهور الرسمي الأول له، ليكتب شهادة ميلاده الكروية ويقدم ورقة اعتماده لجماهير القلعة الحمراء.

    ولعب الخطيب على مدار مشواره الكروي 266 مباراة سجل خلالهم 181 هدفاً، منهم 108 هدفاً بمسابقة الدوري العام ليكون أحد أفراد نادي المائة ممن اجتازت أهدافهم الرقم “100” بمسابقة الدوري العام، و27 هدفاً بقميص منتخب مصر الأول، و9 أهداف بكأس مصر و37 هدفاً ببطولات الأندية الأفريقية.

    حصل على 20 بطولة مع الأهلي بواقع 15 بطولة ومحلية  “10 دوري و 5 كأس” و5 قارية “3 أبطال الكؤوس و2 أبطال الدوري”، فضلاً عن تتويجه بكأس أمم أفريقيا 1986 مع منتخب مصر، ومشاركته مع منتخب مصر بدورتي الألعاب الأوليمبية 1980 بموسكو و1984 بلوس أنجلوس، حيث سجل بالأخيرة هدفاً تاريخياً في شباك المنتخب الكوستاريكي ومنح الفراعنة بطاقة الترشح لدور الثمانية للمرة الأولى منذ 64 عاماً.

    انجاز فريد حققه الأسطورة محمود الخطيب، فهو اللاعب الوحيد في تاريخ مصر الذي حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي وذلك في عام 1983، كما حصل على جائزة أفضل لاعب عربي عام 1982.

    وتعددت الأهداف الملعوبة لمحمود الخطيب التي أنتزعت الاّهات من قلوب جماهير الكرة المصرة بشتى ميولها، ما بين أهداف بـ”كعب القدم” وأخرى “ع الطاير”، وربما هدفه بقميص منتخب مصر في شباك نظيره التونسي بتصفيات مونديال 1978 هو الأجمل والأشهر.

    موقف لازال راسخاً في أذهان جماهير النادي الأهلي للأسطورة محمود الخطيب، وهو لقاء نهائي كأس مصر موسم 1978 أمام الزمالك، حيث أصر الخطيب على التواجد بقائمة الفريق رغم ارتفاع درجة حرارته وتحذير الطبيب من مشاركته، واستمر إصرار الخطيب على المشاركة لانقاذ فريقه المتأخر في النتيجة بهدفين مقابل هدف، فحل بديلاً لأرضية الملعب ليسجل التعادل ويتمكن الفريق الأحمر من حسم المباراة في الوقت الاضافي برباعية.

    بطاقتان فقط  باللون الأصفر في جعبة الخطيب على مدار 266 مباراة في تاريخه الكروي وهو رقم ينم على كرته الجميلة البعيدة عن العنف أو أذى المنافسين، وعلى الأخلاق التي كان يتمتع بها داخل المستطيل الأخضر.

    ويعد الخطيب معشوق الأهلاوية من أوائل اللاعبين في مصر الذي تم عمل أغنية بإسمه تعبر كلماتها عن مدى عشق أنصار النادي الأحمر لموهبته الكروية وأخلاقه العالية “بيبو بيبو بيبو ..الله يا خطيب”.