وداعا ماركيزيو

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا أتوقف عن النظر إلى تلك الخطوط التي كتبت سطور حياتي بها كرجل وكلاعب

    أنا أحب هذا القميص لدرجة أني مقتنع بأن الأفضل للنادي يأتي أولا

    هكذا ودع كلاوديو ماركيزيو فريق عمره يوفنتوس بعد أكثر من 25 عاما من خدمة النادي والقميص الأبيض والأسود وذلك بعد أن أعلن يوفنتوس توصله إلى أتفاق مع اللاعب ووكيله لفسخ التعاقد بينهم من أجل أن يبحث ماركيزيو عن فرصة جديدة في السنوات الأخيرة له في الملاعب

    صاحب ال32 عاما توصل إلى هذا القرار بعد أن تأكد بأنه سيكون بعيدا عن خيارات مدربه ماكسيميليانو أليجري للموسم الجديد بسبب الإصابات المتتالية للاعب في المواسم الأخيرة والتي أثرت على مستواه وإستمراريته مع الفريق ليقرر الثنائي الإفتراق

    لن نحكي عن قصة شاب نشأ فقيرا وقهر الظروف من أجل الوصول إلى هنا ولكنه منذ ولادته لم يعاني فقد ولد في عائلة غنية تعرف جيدا سوق المال كون والده رجل أعمال يدير العديد من المشاريع ووالدته كانت المساعدة الشخصية له

    نشأ في عائلة تحب يوفنتوس كونها تحمل التذاكر الموسمية لحضور المباريات من أرضية الملعب ففتح عينيه على القمصان السوداء والبيضاء ومعها كرة القدم التي تعلق بها سريعا وزاد حبه وولعه بها مع كل يوم يمر وهي بين أقدامه

    أنضم لأكاديمية تابعة لشركة فيات تدعى سيسبورت وسريعا جذبت إمكانياته كشافي السيدة العجوز لينضم إلى أكاديمية يوفنتوس وهو في سن السابعة من عمره وتبدأ قصة عشق أستمرت من 1993 إلى اليوم

    بدأ مسيرته كمهاجم ثاني وصانع ألعاب كمثله الأعلى حينها أليساندرو ديل بيرو ولكن عندما وصل إلى سن ال16 قام مدربيه بتغير مركزه إلى لاعب في خط الوسط بسبب البنية الجسدية للاعب وقدراته الفنية ورؤيته للملعب أفضل من هناك

    قام فابيو كابيلو بتصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2005-2006 ليظهر لأول مرة رفقة الكبار ويتدرب مع العديد من الأساطير كمثله الأعلى ديل بيرو بجانب باتريك فييرا وليليان تورام وزلاتان إبراهيموفيتش وبافل ندفيد، ذاك الموسم لم يظهر اللاعب بشكل رسمي مع السيدة العجوز وإن كان قد جلس على دكة البدلاء في مباراة أمام كالياري

    كان موسما مميزا على اللاعب في صفوف فريق البريميفيرا فقاده إلى الفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ 12 عاما حينها ثم شاهد منتخب بلاده الإيطالي يحقق كأس العالم في ألمانيا قبل أن تضرب فاجعة الكالشيوبولي إيطاليا كلها

    هبوط يوفنتوس للدرجة الثانية وخسائر لم تكن مادية فقط فرحل العديد من النجوم عن يوفنتوس وبقى البعض من أصحاب الولاء الغير محدود كجيانلويجي بوفون وديل بيرو وندفيد ودافيد تريزيجيه والمدرب الجديد ديدي ديشامب  قرر إستغلال الدرجة الثانية في بناء جيل جديد للبيانكونيري أساسه ماركيزيو مع جوجو كيليني وسبستيان جيوفينكو

    كان الهبوط صعبا على جميع المشجعين لكن ماركيزيو اللاعب كان محظوظا بتلك الخطوة حيث حصل على فرصته للظهور بقميص الفريق الذي عشقه منذ الصغر فكان أحد الأسماء التي ساهمت في صعود السيدة العجوز وعودتها مرة أخرى إلى الدرجة الأولى

    سجل ماركيزيو نفسه مع مرور المباريات كأسم أساسي في تشكيلة الفريق رفقة ديشامب فشارك في 26 مباراة ذاك الموسم الذي شهد كتابته للسطر الأول في مسيرته الكروية مع فريقه المحبب في فرصة لا تتكرر كثيرا لأي مشجع أي يجد نفسه يحمل على عاتقه مسئولية إعادة فريقه إلى المقدمة مرة أخرى، الكثير فشل والقليل نجح منهم ماركيزيو

    الموسم التالي شهد الكثير من التغيرات في يوفنتوس ورحيل ديشامب ووصول المدرب كلاوديو رانيري الذي على عكس سابقه لم يكن لديه نية الإعتماد على أصحاب الخبرات القليلة فتم إعارة ماركيزيو إلى إيمبولي ليشارك بشكل أكبر وأكثر إستمرارية في المباريات

    موسم واحد فقط قضاه اللاعب خارج أسوار يوفنتوس لأول مرة في مسيرته ولكنه في النهاية كان يعلم أنه سيعود بإنتهاء الإعارة فقرر إبراز إمكانياته وقدراته هناك حتى يتثنى له تأكيد أحقيته في الإستمرار مع البيانكونيري بعد ذلك وهو ما نجح فيه

    رفض دائما مقارنته بأحد أخر فعندما بدأ الجميع التحدث عنه كخليفة منتظرة للاعب وسط إيطاليا ويوفنتوس السابق ماركو تارديلي كان رده واضحا

    لا أريد أن أكون تارديلي جديد

    أنا فقط أريد أن أكون لاعبا عظيما في صفوف يوفنتوس وهو ما أنا ملزم بتحقيقه

    عاد ليجد يوفنتوس قد عاد هو الأخر للمشاركة في دوري أبطال أوروبا ووجد نفسه أحد الأسماء التي ثبتت نفسها بشكل أساسي رفقة الفريق والذي لم يستعد بعد بريقه الذي خفت منذ 2006 وحتى وصول أنطونيو كونتي في صيف 2011، من هنا بدأت مسيرة جديدة لماركيزيو وتاريخ جديد ليوفنتوس

    أعتمد كونتي على طريقة 3-5-2 وأحتاج إلى ثلاثي في خط الوسط بأدوار مختلفة فكان أندريا بيرلو وأرتورو فيدال ومعهم ماركيزيو هم الثلاثي الذي قرر كونتي الإعتماد عليه لإعادة يوفنتوس مرة أخرى إلى مكانته الطبيعية بطلا متوجا لإيطاليا

    قبل وصول كونتي كان ماركيزيو يتنقل في وسط الملعب مع أختلاف المدرب فتارة يلعب أمام الدفاع والمدرب التالي ينقله للعب كصانع ألعاب ثم يقوم الثالث بالإعتماد عليه على الطرف، لم يظهر ماركيزيو بالتأكيد إمكانياته مع كثرة التغير المراكز ولكنه كان دائما ما ينفذ تعليمات مدربيه

    ثبته كونتي في ثلاثية خط الوسط فكان دوره مساندة بيرلو دفاعيا ومساعدته في بناء الهجمات في حال أغلقت الطرق أمام المايسترو ونجح في ذلك بشكل باهر، ماركيزيو كان دائما الرجل الذي يمكن الأعتماد عليه في المباريات الكبرى فهو لن يخذلك أبدا وسيبذل الغالي والنفيث من أجل مساعدة فريقه وزملائه

    لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبينما كان ماركيزيو يتطور ويصبح من الأفضل في مركزه جاءت الإصابات العضلية الواحدة تلو الأخرى لتسقط اللاعب وتعيده خطوات إلى الخلف خلال تلك الفترة برز بول بوجبا بديلا له قبل أن يتحول إلى اللاعب الأساسي والخيار رقم واحد لكونتي قبل رحيله ووصول أليجري

    موسم أول مميز ربما هو الأفضل في مسيرة ماركيزيو كلها والذي ساهم في قيادة السيدة العجوز لثنائية محلية ووصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم رقمي مميز لماركيزيو سجل فيه 3 أهداف وصنع 10 أخرى لزملاءه

    لم يكن الأفضل تهديفيا بالتأكيد فمع أليجري أصبحت أدواره أكثر في عمق الملعب أمام خط الدفاع بعكس أدواره مع كونتي التي كان يعطيه بعض الحرية الهجومية

    أبتعدت الإصابات ذاك الموسم عن ماركيزيو ولكنها عادت لتضربه بقوة بعد ذلك فلم يعد اللاعب الذي يمكن الإعتماد عليه كثيرا وأليجري بدأ في إبعاده أكثر عن تشكيلة الفريق الأساسي فبعد أن كان قد شارك في 52 مباراة في الموسم الأول معه لم يتجاوز ال20 مباراة الموسم الماضي والرابع لأليجري مع الفريق

    منذ الصيف الماضي والشائعات تخرج عن رغبة ماركيزيو في المشاركة أكثر في المباريات وهو ما يعني الرحيل واليوم فقط وقبل ساعات قليلة من غلق سوق الإنتقالات الصيفية يوفنتوس أعلن عن وصوله إلى أتفاق مع وكيله ووالده ستيفانو يقضي بفسخ التعاقد بينهم وإعطاء الحرية للاعب للتوقيع مع أي فريق يريده

    أنتهت 25 عاما قضاها الأمير ماركيزيو في صفوف يوفنتوس ظهر خلالها في 389 مباراة بالأبيض والأسود، سجل 37 هدف وساعد زملاءه بصناعة 42 هدف أخر، أنفجر متأخرا بسبب توالي وتغير المدربين ولكن عندما أستقر الوضع أصبح فردا لا يمكن الإستغناء عنه إلى أن ضربته لعنة الإصابات

     حمل 15 بطولة للفريق الأول ما بين سبع بطولات تاريخية متتالية للدوري الإيطالي قبلهم البطولة الأولى له دوري الدرجة الثانية الإيطالية بجانب أربعة بطولات للكأس المحلية وثلاثة بطولات سوبر إيطالية

    اللاعب الذي ولد ليجد نفسه مشجعا للنادي ثم لاعبا بالفريق في مسيرته سيكون عليه البحث عن مكان جديد له للإستمرار في الملاعب وصاحب ال32 عاما سيكون هناك لاعبا بجسده فقط أما روحه فستظل في تورينو تشجع وتدعم يوفنتوس إلى الأبد