قصص كأس العالم .. السويد 58 مونديال لم يحدث

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • دخل العالم في فترة باردة بعد نهاية الحرب العالمة الثانية وذلك بين قطبي العالم حينها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، بطولة كأس العالم 1958 لم تنجو من المؤامرات التي تحدث عنها بعض الكتاب خلال تلك الفترة

    فيلم وثائقي سويدي يدعى –المؤامرة 58- تحدث عن نسخة المونديال تلك التي أستضافتها السويد بأنها لم تحدث إطلاقا هناك في أوروبا وإنما لعبت في أستديوهات هوليود السينمائية في الولايات المتحدة الأمريكية

    تبنى المؤرخ جاكوب دي فران والذي عمل سابقا في أرشيف السويد الوطنني تلك النظرية التي بني عليها الفيلم السويدي، دي فران أستند إلى بعض اللقطات والصور التي أخذت من تلك البطولة ليوضح أن مكان إقامة المباريات كان هناك في أمريكا الشمالية وليس أوروبا والسويد

     لقد أرادت المخابرات الأمريكية إختبار تأثير الإعلام المرئي على المشاهد وأستخدمت بطولة 1958 كتجربة للحرب التلفزيونية لإستخدامها في الحرب الباردة التي كانت مشتعلة حينها

    لقد قمت بجمع العديد من الصور واللقطات والتسجيلات من تلك البطولة وتوصلت إلى أنها لم تحتضنها السويد أبدا

    أستند دي فران على صورة ألتقطت خلال مباراة نصف النهائي بين ألمانيا الغربية والسويد وخلف الملعب ظهرت مباني لم تتواجد أبدا هناك في السويد وإنما كان موقعها لوس أنجلوس الأمريكية، ظل اللاعبين أيضا كان أحد التعليقات التي أستند إليها المؤرخ في تحليلاته مؤكدا أن أتجاه الظل غير متناسق مع موقع الشمس للسويد خلال تلك الفترة من العام وإنما يشير إلى موقعها في أمريكا الشمالية

    إضافة إلى ذلك رأي دي فران أن بطولة بحجم كأس العالم لا يمكن لدولة صغيرة ولديها مشاكل إقتصادية كالسويد حينها أن تقوم بإستضافتها

    قام مخرج الوثائقي ويدعى جوان لوفستد بإستضافة العديد من الؤرخين بجانب دي فران في فيلمه من أجل تقوية حجته، عندما عرض الفيلم في 2002 قامت ثورة غضب كبيرة في السويد من الأكبر سنا ممن حضروا المونديال ذاك ضد لوفستد

    كوري هامرن كان أحد هذه الأسماء وهو مهاجم السويد صاحب أحد أبرز أهداف المونديال التاريخية وذلك في مرمى ألمانيا الغربية في نصف النهائي قال

    يقولون أنه لم يكن هناك مونديال 58؟ لقد كنت هناك

    هذه كانت الذكرى الأسعد في مسيرتي كلها أنا لا أعرف عما يتحدث هؤلاء

    ليس فقط اللاعبون والجماهير التي عاشت الحدث كانت مستائة، المخرج تلقى برقية من طفل صغير يعاتبه على هذا الفيلم مؤكدا أنه محض خيال وأن جده لا يكف عن الحديث عن هذه النسخة من البطولة التي حضرها بنفسه

    الحقيقة، لوفيستد ودي فران كانوا يقومون بتجربة مثيرة بإشتراكهم في هذا الفيلم التسجيلي، لوفيستد كان صاحب الفكرة بعد أن دخل في نقاش مع أصدقاءه حول احدى الوقائع التاريخية وهل وقعت بالفعل أم لا

    قرر لوفيستد أن يقوم بتجربة إخراج وثائقي ينفي حدوث واقعة تاريخية رأها وعاشاه بالفعل أشخاص على قيد الحياة ويرى وقعها على نفس المتابعين فكان الخيار على نفي حدوث مونديال 1958 السويدي

    لقد أردنا خداع الناس وأن يصدقوا تلك الرواية

    في حال نجحنا سنكون قد أثرنا بالفعل على رأي الناس بشكل قوي

    هناك من كشفوا الخطة مبكرا وهناك من أحتاجوا إلى نقاشات مع زملاءه من أجل الإقتناع بأننا كنا نكذب

    لكن هناك مجموعة صغيرة صدقت روايتنا وهؤلاء هم الأخطر

    أثبت لوفيسد بهذا الفيلم قدرة الأفلام والتلفزيون على قلب الحقائق والتلاعب بذاكرة المتابعين ونفي الأحداث رغم وقوعها

    رغم مرور أكثر من 16 عاما على عرض الفيلم الأول وأعتراف مخرجه بأنه مجرد كذبه إلا أنه حتى الآن مازال هناك أشخاص يتناقشون حول مدى صحة تلك الخرافة المتعلقة بمونديال 1958 السويدي