قصص كأس العالم .. رفض تمثيل المحتل فتم اغتياله

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قبل عدة أشهر من إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا ، موقع سبورت 360 يروي في سلسلة أسبوعية وخاصة ، أبرز القصص الملفتة والمعبرة التي شهدتها ملاعب المونديال منذ النشأة إلى يومنا هذا … وقصتنا اليوم عن لاعب نمساوي يدعى ماتياس سيندلر رفض دعوة منتخب ألمانيا في مونديال 1938 فتم اغتياله على يد البوليس السري 

    دخلت القوات الألمانية الأراضي النمساوية في مارس من عام 1938 في بدايات الحرب العالمية الثانية لرغبة القائد النازي أودولف هتلر أحتلال العالم إنتقاما لما حدث لدولته بعد الحرب العالمية الأولى

    خلال تلك الفترة كانت النمسا في فترتها الأفضل كرويا، كان المنتخب النمساوي يدعى “الفريق المذهل” فكل شيء كان يقدمه هذا الفريق كان خياليا من كرة قدم هجومية سريعة لم يكن يعرفها العالم أعتبرها البعض الأساس الذي بنت عليه هولندا طريقتها الكرة الشاملة في المستقبل

    أمتلكت النمسا العديد من الأسماء المميزة في ذاك الوقت بقيادة المدرب التاريخي هوجو ميسل، بدأت شهرة الفريق في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي في جولاتهم للعب مباريات ودية حول أوروبا أكتسحوا فيها ألمانيا بخماسية ثم سداسية، سويسرا تكبدت هزيمة سداسية أخرى والجيل الذهبي للمجرعان من خسارة بثمانية أهداف مقابل هدفين أمامهم

    توجوا ببطولة وسط أوروبا عام 1932 بالفوز على إيطاليا في النهائي بأربعة أهداف لهدفين وفي كأس العالم 1934 تعرضوا لظلم واضح أمام إيطاليا المستضيف في نصف النهائي بعد أن أقيمت المباراة في ظروف جوية سيئة وتجاهل حكم المباراة دفعة أحد لاعبي إيطاليا لحارس النمسا في الكرة التي جاء منها هدف المباراة الوحيد

    قبل أيام قليلة من إنطلاق مونديال 1938 أحتلت ألمانيا النسما، المحتل الألماني أعلن عن مباراة بين منتخب ألمانيا ومنتخب الدولة المحتلة كنوع من الإحتفال بالإتحاد الجديد بين الدولتين أو كما أدعى الألمان مباراة ترحيبيه بجيوش الرايخ وذلك في الثالث من أبريل من نفس العام

    ماتياس سيندلر أو كما يلقب “موزارت” كان هو نجم وهداف المنتخب النمساوي أعتبره البعض أحد المطورين في كرة القدم بسبب أسلوبه وتم أختياره لاعب القرن في النمسا، إضافة إلى ذلك كان رجلا وطنيا من الدرجة الأولى فأقترح على زملاءه اللعب بالألوان الأحمر والأبيض الخاصة بعلم النمسا وليست البيضاء والسوداء التي أعتادوا اللعب بها

    أنطلقت المباراة والنمسا كانت الأقوى والأكثر رغبة في الفوز رغم توقع الجميع أن تنتهي المباراة نهاية دبلوماسية بالتعادل 0-0 إلا أن سيندلر كان له رأي أخر فأستغل كرة مرتدة من دفاعات المنتخب الألماني وأسكنها الشباك وسط صدمة جميع قادة الجيش الألماني في المدرجات والذين تابعوا فرحة سيندلر الجنونية بالهدف

    زميله سكاستي سيستا سجل الهدف النمساوي الثاني من ركلة حرة مباشرة لتنتهي المباراة بهدفين نظيفين، بعد تلك المباراة أمرت الحكومة النازية بضم العديد من نجومن منتخب النمسا إلى منتخب بدلهم الجديد ألمانيا للمشاركة في مونديال 1938

    كتب فريتز بولستر عن هدف سيندلر قائلا

    بإحتفاله بهذا الهدف فقد أعطى لمعارضي النازية سببا لمواصلة القتال

    رفض سيندلر بكل قوة الدعوات الألمانية فتحجج مرة بالمرض وأخرى بكبر السن فحينها كان قد أقترب من الخامسة والثلاثين وعدم القدرة على اللعب دوليا بجانب أستمرار مقاومته للإحتلال الألماني بكل الطرق الممكنة

    sindelar

    لم يخسر سيندلر منتخب بلاده فقط في ذاك الأحتلال وإنما خسر أيضا فريقه أستريا فينا والذي كان يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين أصحاب الأصول اليهودية وهو ما منعه النازيين، سيندلر ظل على تواصل مع زملاءه السابقين ضاربا بالقوانين الجديدة عرض الحائط

    صباح الثالث والعشرين من يناير من عام 1939 تم العثور على سيندلر ميتا في شقته رفقة صديقته كاميلا كاساتنولا والتحقيقات أشارت إلى وفاة بسبب أختناق بغاز أول أوكسيد الكاربون بسبب مشكلة في جهاز التدفئة في الشقة التي كان يقطن فيها فوق القهوة التي أمتلكها في العاصمة النمساوية المحتلة فيينا

    أستمرت التحقيقات لأشهر عديدة لإثبات ذلك، البعض ذهب لإعتبار سيندلر منتحرا بسبب الإكتئاب الذي أصابه بعد أن سقطت دولته وتفكك فريقه والبعض الأخر أتهم البوليس السري النازي بأنه السبب وراء قتله بعد فترة طويلة من مراقبة تحركات اللاعب والقهوة التي أمتلكها بسبب معاداته للإحتلال

    طبقا للنازية فلا يمكن لشخص تم قتله أو أنتحر أن يحصل على جنازة أو يتم وضعه في قبر إلا بعد أن يتم التحقيق في ظروف وفاته وإستبعاد الجانب الجنائي

    لقد قمنا برشوة أحد الضباط من أجل أن يكتب سبب الوفاة أختناق بأول أوكسيد الكاربون

    كانت تلك شهادة لأحد أصدقاء سيندلر ويدعى إيجون إلبرش في فيلم وثائقي عن سيندلر نشرته بي بي سي في 2003

    حضر جنازة اللاعب النمساوي أكثر من 15 ألف مواطن ساروا خلف جثمانه والجميع متأكد أن من قتله هو النازييون، الكاتب النمساوي ألفريد بولجار كتب في رثائه

    لحق سيندلر بالمدينة التي شهدت طفولته وفخره حتى وفاته لقد ظل متعلقا بها طوال حياته حتى أنه سقط بسقوطها