عاد ريال مدريد إلى الطريق الصحيح في دوري أبطال أوروبا ، بعد خسارته في الجولة الماضية ، ليدك شباك أبويل نيقوسيا القبرصي بسداسية نظيفة .
وإليكم بعض النقاط الفنية من هذه المباراة ..
الفوز كان مهما من الناحية المعنوية والنفسية في ظل الأجواء المتوترة في غرفة ملابس ريال مدريد في الآونة الأخيرة ، وبغض النظر عن سهولة المباراة حتى قبل بدايتها ، إلا أن كتيبة زين الدين زيدان أنجزت المطلوب ولم تستهن بالخصم حتى لا تسقط في نفس الفخ الذي سقطت فيه في الدوري الإسباني أمام خصوم متواضعة .
بدأ زيدان المباراة بتشكيلة مختلفة عن تلك التي بدأ بها مباراة ديربي مدريد ، فقد أراح إيسكو وكاسيميرو ، ودفع بلوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو منذ البداية ، لتتحول طريقة اللعب لـ 4/4/2 بشكل صريح ، وتوقع زيدان طريقة لعب الفريق الخصم ، ليضع كروس ومودريتش في العمق ويفتح عرض الملعب بثنائي سريع يدخل للعمق لتشكيل الزيادة العددية أثناء العرضيات .
أبويل لعب بخطة5/4/1 وكان من الصعب على ريال مدريد أن يخترق خطوطهم بإيقاع بطيئ بالبناء الهجومي ، لأنهم يدافعون بتسعة لاعبين بمساحة قريبة فيما بينهم ، وكان من المهم استغلال اللحظة التي يقطع فيها الكرة ويتحول بسرعة من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية لاستغلال المساحات بدفاع النادي القبرصي .
شخصياً توقعت بأن ريال مدريد في البداية سوف يعاني أمام هذا التكثل الدفاعي بسبب غياب إيسكو الذي يعطي الحلول للاختراق بالعمق في ظل لعب كروس ومودريش بمركز متأخر بعيداً عن الثلث الأخير للملعب نظراً لعدم تواجد كاسيميرو .. ففي الهدف الأول لمودريش لاحظنا أن الفريق تحرك بسرعة للهجوم وبرتم عالي وهذا ما يجب أن يكون أمام هذه الفرق المتكثلة بالخلف .
من الأمور التي جعلت ريال مدريد قادراً على ضرب دفاع أبويل بتلك السهولة هي تنوع أسلحته ونوعية لاعبي خط وسطه .. فاليوم شاهدنا فريقاً قادراً على العبور في العمق وخلق الخطورة بتمريرات في ظهر المدافعين .
سرعة تحول النادي الملكي عبر الأروقة مكنته من خلق عنصر المفاجأة الذي قضى تماماً على تكثل مدافعي فريق قبرص ، دون أن نغفل حل التسديد من بعيد والذي لجأ له أسينسيو ومودريتش في أكثر من فرصة .
هنالك تغيير ملاحظ بأسلوب الفريق بين أول 25 دقيقة وما بعدها ، بحيث لاحظنا بالفترة الأولى أن أبويل كانوا يضغطون وكان يعاني ريال مدريد في بعض الحالات من المرتدات السريعة ، لكن هنالك تغيير في تمركز بعض اللاعبين جعل الفريق يهاجم بزيادة عددية لحامل الكرة ويستخلصها بسرعة في حال خسارتها .
التغيير يكمن في تحرك أسينسيو وفاسكيز أكثر بشكل عرضي وفتح الأطراف أكثر لكارفاخال ومارسيلو بحيث أعطوا زيادة عددية بالعمق ، وبالتالي تحرر مودريش وكروس بالوسط ولاحظنا دائما هنالك لاعب متوفر لحامل الكرة بين العمق والأطراف والتوازن بين هاتين المنطقتين .. وهذا التغيير بنظري هو الذي جعل المباراة سهلة على ريال مدريد وفتح الجحيم على أبويل نيقوسيا .
الأمر الإيجابي الآخر من هذه المباراة ، هو عودة ثنائية كريستيانو وبنزيما ، حيث سجل كلاهما هدفين وصنعا هدفاً ، وهو أمر مهم لهجوم ريال مدريد الذي يعاني من تراجع مخيف منذ بداية الموسم الجاري .
الخريطة الحرارية لتحركات داني كارفاخال
قبل أن أُنهي هذا التحليل ، لا يفوتني أن أُشيد بالمستوى الرائع الذي يقدمه داني كارفاخال منذ عودته مؤخراً ، الظهير الأيمن الإسباني استرجع اليوم 10 كرات من الخصم كأعلى نسبة استرجاع للكرة في المباراة ككل ، وبالتالي فإن عودة كارفاخال ستشكل نقطة إيجابية أخرى .
