10 أشهر تقريباً مضت على تعاقد ليفربول مع المدرب الألماني يورجن كلوب، منذ ذلك الحين وحتى يومنا الحاضر لم يتغير شيء سواء على صعيد النتائج أو الأداء الفني أو حتى على صعيد التعاقدات، أخطاء بالجملة، ضعف في شخصية الفريق، أفكار غير مطبقة بشكل واضح على أرض الملعب، منظومة دفاعية هشة، والأهم إهدار مستمر للنقاط، إذاً ما هو دور كلوب في تطوير صفوف فريقه؟

ليفربول تعادل مع توتنهام هوتسبير في ملعب وايت هارت لين معقل الأخير، نقطة كنا سنعتبرها جيدة لو حقق الريدز الفوز على برنلي في الجولة الماضية، لكن بما أنهم أهدروا 3 نقاط سابقة فليس من المقبول إهدار نقطتين أخريين، ليصبح مجموع النقاط المهدرة 5 نقاط من أصل 9 نقاط.

البداية توحي لنا بأن ليفربول لم يتغير حاله مثلما وعد كلوب عشاق النادي حيث ما زال الفريق متذبذب المستوى وغير قادر على الحفاظ على نظافة شباكه ولو في مباراة واحدة، كما أن افتكاك الكرة الذي تميز به  بوروسيا دورتموند في عهد كلوب لا نشاهده في الريدز كما يجب، رجال كوب استعادو الكرة 18 مرة من لاعبي توتنهام مقابل 23 حالة افتكاك للكرة من قبل المنافس.

وحين الحديث عن أي نتيجة سيئة لليفربول فيحنها يفتح الباب للحديث عن سوق الانتقالات، ميركاتو الريدز عبارة عن تبذير أموال مستمر في لاعبين لا يقدموا الفائدة المرجوة على أرض الملعب، معظم اللاعبين الذين نشاهدهم في الريدز ونعتقد أنهم “أصحاب شهرة” ليسوا سوى مجموعة من متواضعي المستوى ولولا تواجدهم في نادي ذو شعبية كبيرة حول العالم لما تتبعنا أخبارهم وما عرفنا عنهم سوى القليل.

جانب من المباراة بين ليفربول وتوتنهام

جانب من المباراة بين ليفربول وتوتنهام

المشكلة أن كلوب راهن على هذه السوق، بل أصر على صحة قرارات إدارة النادي ووعد الجماهير بتحقيق النتائج الإيجابية عبر هذه المنظونة، على عكس برندان رودجرز الذي لمح في عدة مناسبات بأن السياسة المتبعة في سوق الانتقالات تضر بالفريق ولا تنفعه، لكن لم يستمع له أحد داخل النادي أو خارجه.

رودجرز لم يكن السبب الرئيسي في مشاكل ليفربول، وربما لا يكون كلوب السبب الرئيسي أيضاً، لكن السؤال الذي يوجه للمدرب الألماني، لماذا كنت مصراً على صحة هذه الاستراتيجية وعلى ماذا راهنت؟!

وفي الحقيقة علامات الاستفهام حول توجه كلوب لا توضع فقط حول الميركاتو بل حول قرارات أخرى فنية ارتكبها اليوم ضد توتنهام وفي مباريات أخرى، على سبيل المثال عدم الدفع بمهاجم آخر في الربع ساعة الأخيرة، وانتظار الدقيقة 87 حتى يشرك دانيي ستوريدج في اللقاء رغم أن المهاجم الإنجليزي سجل هدفين في كأس الرابطة قبل يومين، لا أتحدث هنا عن الحالة المعنوية لستوريدج بعد اشراكه آخر 3 دقائق بل أتحدث عن خسارة ليفربول ورقة رابحة وعدم اشراكه في الوقت هام من اللقاء.

بوسع الجماهير ووسائل الإعلام أن تشيد بعمل المدرب الألماني، لكن النتائج لا تكذب أبداً، لذلك سيبقى كلوب ضمن دائرة المتهمين حتى يثبت عكس ذلك.