جوزيه مورينيو

منذ أن عرفه العالم كمدرب ، امتلك جوزيه مورينيو الجاذبية المطلوبة لوسائل الإعلام لا لانتصاراته وحسب بل للمعارك الإعلامية التي يخوضها مع مدربين آخرين والتي عادة ما تكون مادة دسمة للغاية للإعلام الذي يتصيدها  بعيون مفتوحة وآذان صاغية وخصوصاً في انجلترا حيث يحظى  الدوري الانجليزي الممتاز بصراع خارج الملعب لا يقل عن الصراع داخله .

تاريخ المعارك الطويل

في كل دولة درّب فيها جوزيه مورينيو خاض حروباً كلامية مع مدربين آخرين ، ففي ولايته الأولى مع تشلسي كان مدرب أرسنال  أرسين فينجر خصمه المفضل وفي إيطاليا دخل في قتال ضار مع رؤساء الأندية الأخرى في إيطاليا كدي موناكو وغيرهم .وعندما رحل لاسبانيا كان مدرب برشلونة وقتها بيب  غوارديولا غريمه المفضل (وهو الطبيعي ) وكان الهجوم عليه وعلى فريقه تقريباً بشكل أسبوعي. وعندما عاد لإنجلترا مرة ثانية دخل في صراع مع كونتي مدرب فريقه السابق تشلسي. سياسة كان هدفها في كثير من المرات  التركيز  عليه وتخفيف الضغط عن لاعبيه  مما يبعدهم عن الإعلام .

ما المستغرب إذاً

في السنوات الأخيرة وتحديداً في السنة الثالثة من تدريبه لريال مدريد، بدأ جوزيه مورينيو يستهدف ناديه ولاعبيه في تغير مفاجئ لتتحول المسألة من تحويل الضغوط عن اللاعبين والإدارة إلى تحميلها لهم بشكل كامل. مسلسل بدأ مع لاعبي ريال مدريد وتحديداً بيبي ومن ثم كاسياس وانتقل إلى تشلسي في ولايته الثانية حيث اتهم اللاعبين بالتآمر ضده والتقاعس بشكل متعمد. واليوم يعود الأمر ليتكرر في محطته التدريبية الحالية مع مانشستر يونايتد وليفتح مورينيو الجبهة على لاعبيه متهماً إياهم بقلة المسؤولية وافتقادهم للروح القتالية . بل أكثر من ذلك ذهب مورينيو إلى تسميتهم تقريباً بالأسماء عندما استثنى من وصفه السابق ماتيتش ولوكاكو فقط .

اللعب بالنار

في كل مرة عمد فيها مورينيو إلى هذا الأسلوب انتهى به الأمر خارج أسوار النادي الذي يدربه لأن يقول أنه من الأسهل إقالة شخص واحد على تغيير نصف الفريق. والمشكلة أنه في كل مرة يزيد مورينيو عيار الهجوم على لاعبيه حيث بدأه بشكل متحفظ نسبياً مع الريال وفي تشلسي بدأ يستعمل تعابير كمؤامرة وغيرها واليوم ينتقل إلى التسمية بالأسماء والهجوم العنيف عليهم علناً وهو من كان طوال مسيرته حامي اللاعبين وصاحب العلاقة المميزة معهم كأخ وصديق.

لماذا يفعل مورينيو ذلك ؟

المدافعون عن مورينيو يرون أنه يقول الحقيقة لأن هذه هي طبيعته الصدامية والنارية التي لا تقيم اعتباراً لنجم أو لاعب مهما كان وزنه. ولم لم يكن مورينيو يعاني من اللاعبين لما هاجمهم بهذه القسوة والدليل أنه لم يفعل ذلك مع الإنتر مثلاً أو تشلسي في الفترة التي سبقتها. لكن المنتقدين يقولون أنه يسعى للحصول على الأموال بأي ثمن حتى ولو كان إحراج الإدارة وإجبارها على طرده . والمعروف أن المدرب في حال إقالته قبل نهاية عقده يبقى مستمراً في تلقي رواتبه حتى يجد عملاً آخر كنوع من الحماية له لأنه الحلقة الأضعف في حلقة الإقالات. وللأمانة فإن مورينيو قد زاد العيار حبتين في المؤتمرين الصحفيين الأخيرين بعد لقاء إشبيلية وقبل لقاء برايتيون في الكأس . ففي الأول أكد جوزيه أن الخروج من دور الستة عشر ليس بغريباً عن اليونايتد وهو نفسه أخرجهم مرتين في قلة احترام غير مسبوقة لناديه الحالي . أما في الثاني فقد أطلع مورينيو النار على الجميع وخصوصاً اللاعبين حيث اعتبرهم غير جديرين بارتداء قميص اليونايتد باستثناء ماتيتش ولوكاكو (الذين اشتراهم هو ) . وهنا يطرح السؤال عن الكيفية التي سيقوم من خلالها مورينيو بإخراج أفضل ما لدى لاعبيه بعد أن قلل من شأنهم على العلن بهذا الشكل .

المحصلة

ما يفعله جوزيه مورينيو ليس مألوفاً وهو الأكيد …اما إن كان مقبولاً أم لا فهي مسألة يرجع تقديرها لكل شخص على حدة حيث أن البعض قد يعتبره جنوناً والآخرون صراحة  ، لكن الأكيد أن فتح النار على لاعبي مانشستر يونايتد هو مسألة دقيقة ومحفوفة بالمخاطر التي أبرزها فقدان السيطرة على غرفة الملابس . لكن عدم قيام الإدارة بأي رد فعل وعدم وجود أي حديث عن بدلاء له  بالإضافة لدعم الجماهير له خلال لقاء برايتون يؤكد أن هناك شيئاً غير معلن ، قد يكون اتفاقاً او ما شابه بينه وبين الإدارة للقيام بنوع من الصدمة النفسية للاعبين ، لكن في الحالات السابقة في ريال مدريد وتشلسي خلال المواسم الماضية وقيل نفس الكلام وفي النهاية تمت إقالة مورينيو ، لذلك فالوضع ضبابي والأيام وحدها من ستكشفه .

لمتابعة الكاتب على فيسبوك وتويتر :