كما كان الرهان، تمكن مانشستر يونايتد من التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا بفوزه على أياكس بهدفين نظيفين وتتويجه بلقب الدوري الأوروبي الذي كان يقتصد جوزيه مورينيو بمجهود الفريق البدني من أجله خلال الأسابيع الماضية.
مانشستر يونايتد ظفر بمبتغاه وضرب عصفورين بحجر واحد، تأهل إلى دوري أبطال أوروبا لينقذ موسمه، وحصد اللقب الثالث هذا الموسم وأنسى الجماهير والصحافة ترتيب الفريق في الدوري الإنجليزي.
مورينيو من انتصر وليس اللاعبين
لا يوجد أي لاعب من مانشستر يونايتد قدم مباراة كبيرة على الصعيد الفني، حيث شاهدنا أداء متوسط إلى متواضع من جميع اللاعبين، ولولا التزامهم التكتيكي بتعليمات مورينيو والتوفيق الذي لازمهم بالهدفين لكان من المستحيل الخروج بانتصار بهذا الأداء المخيب.
على سبيل المثال، أكثر لاعب أكمل تمريرات في مانشستر يونايتد هو مروان فيلايني بـ39 تمريرة، وبنسبة نجاح لا تتعدى 79%، في حين بلغت نسبة التمريرات الصحيحة لبول بوجبا 63% فقط، ولكي نعي أن هذه الأرقام كارثية، فإن أكثر لاعب من أياكس أكمل تمريرات هو سانشيز بواقع 103 تمريرات وبنسبة نجاح بلغت 86%.
لاعبو مانشستر يونايتد خيبوا الأمال في مباراة اليوم، والحسنة الوحيدة في أدائهم هو التزامهم بخطة مورينيو، لكن هذا لا يكفي دائماً، وجميع المباريات التي عانى فيها الفريق هذا الموسم دليل قوي على ذلك.
لا بأس بالحافلة لأنه لم يكن هناك خيار آخر
ربما لم يعتمد مورينيو على “حافلته” الشهيرة في مباراة اليوم كما فعل في مباريات أخرى، لكنه أيضاً لم يبادر بالهجوم، وفضل اللعب بتحفظ وعدم منح المساحات لأياكس، نسبة الاستحواذ التي وصلت لـ65% للفريق الهولندي توضح الاستراتيجية التي لعب بها المدرب البرتغالي.
مورينيو يعي جيداً أن لاعبي أياكس يملكون المهارة والسرعة في الأداء، ويعلم أيضاً أنهم تنقصهم الخبرة الكافية لخوض نهائي كهذا بسبب معدل أعمارهم المنخفض، لذلك وضع كامل تركيزه على إغلاق المساحات وعدم منح حامل الكرة حرية بالتمرير أو المراوغة، فلم نشاهد أي لاعب من أياكس في لقطة واحد ضد واحد طوال المباراة، حتى لقطة تراوري خلال الشوط الأول تخطى فيها 3 لاعبين في أمتار قليلة.
لم يكن مورينيو يملك خياراً آخر، ففريقه لا يملك العناصر القادرة على محاصرة أياكس في مناطقه، وحتى إن نجح في ذلك، فهز شباك المرمى ليس مضموناً، ولنا أن نتذكر كم مباراة تعثر بها مانشستر يونايتد هذا الموسم وكان يقدم كرة قدم هجومية وجميلة.
اندفاع مانشستر يونايتد نحو الهجوم كان ليكون مغامرة كبيرة ورهان خاسر، لأن أياكس من أقوى الفرق الهجومية في أوروبا، ويمتاز بسرعة في الأداء، لذلك لم يكن هناك داعي للمجازفة، ويمكننا القول أن المباراة سارت كما أرادها مورينيو تماماً، فهدفه كان ينصب على منع أياكس من الوصول إلى مرمى روميرو، في المقابل يهز شباك المرمى عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء أو هجمة مرتدة سريعة أو من الكرات الثابتة، وهو ما حدث فعلاً.
كنا دائماً نلوم مورينيو على تحفظه الدفاعي أحياناً، وبالأخص في المباريات الهامة، لكن اليوم لم يكن يملك الخيار، فرغم نجومية لاعبي مانشستر يونايتد إلا أنهم أقل مهارة من عناصر أياكس، وربما أقل جودة أيضاً.
تابع : مباريات اليوم – مباريات الغد – مباريات الأمس
