حتى لو تراجع فريق كبير للمركز الأخير، لا يمكننا القول أنه انتهى، ولنا بما حصل مع تشيلسي خلال الموسمين الماضيين أكبر مثال، حيث أنهى الفريق موسم 2015-2016 في المركز 10، ثم أحرز اللقب في الموسم التالي.
لكن هذه القاعدة لا تنطبق على جميع الفرق الكبيرة، فهناك عوامل أخرى غير التراجع في النتائج قد تدفعنا للقول أن حقبة هذا النادي قد انتهت بالفعل، وعليه البدء من جديد، ونقصد آرسنال في حديثنا هنا الذي يبدو أنه يتحول لنادٍ متوسط بشكل تدريجي.
عندما أنهى تشيلسي الموسم بالمركز العاشر، لم يتفاجأ أحد من حصوله على لقب الدوري الإنجليزي في الموسم التالي، لأنه ببساطة لم يتراجع في الموسم السابق بسبب انخفاض الجودة، فالجميع يعلم أن البلوز لديهم تشكيلة قادرة حقاً على المنافسة بغض النظر عن أية عوامل أخرى.
في آرسنال الوضع مختلف كلياً، النتائج تتراجع موسماً بعد الآخر ليس بسبب مشاكل في غرفة خلع الملابس أو خلافات بين اللاعبين والمدرب، المشكلة واضحة، الأسماء الموجودة في آرسنال لا يمكنها المقارعة في الدوري الإنجليزي، ولهذا نجد من المنطقي أن الفريق يحتل الآن المركز السادس، وقد يتراجع مركز أو اثنين في الفترة القادمة.
المشكلة في آرسنال أن الأمر سيزداد سوءاً ولن يتحسن، لأنه الفريق سيخسر أهم نجمين لديه في الفريق وهما أليكسيس سانشيز ومسعود أوزيل، المهاجم التشيلي سيرحل هذا الشتاء، وقد ينتظر أوزيل حتى الصيف ليرحل بصفقة حرة، وبدون هذين النجمين، لا يملك آرسنال أي أمل للفوز بالألقاب لأن هيبة الفريق تقف خلفهما.
المسألة ستكون معقدة جداً على آرسنال لو لم ينجح بالتأهل لدوري الأبطال، لأن هذا سيجعل النجوم ينفرون منه، وبالتالي لن يتمكن من تعويض أوزيل وسانشيز في الصيف بلاعبين بنفس المستوى، كذلك لن يتمكن من رفع جودة الفريق حتى لو رصد 300 مليون جنيه لسوق الانتقالات.
ما يحدث مع آرسنال وما سيحدث في المستقبل القريب، يذكرنا بما حدث مع ميلان في السنوات الأخيرة، الفريق خسر جميع لاعبيه الكبار إما بسبب الاعتزال أو التقدم بالسن أو الرحيل، وفجأة تحول ميلان من فريق كبير إلى فريق متواضع ينافس ساسولو في الدوري الإيطالي.
حتى عندما رصدت إدارة ميلان الجديدة 200 مليون في الصيف الماضي لإعادة الفريق لسابق عهده، اتضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، فالفريق ضم 11 لاعب جميعهم لا يرتقون لنقول عنهم نجوم من الطراز الرفيع، باستثناء ليوناردو بونوتشي فقط الذي أصبح يعاني عندما وجد نفسه في فريق متوسط بعد أن كان يلعب مع أفضل اللاعبين في إيطاليا.
آرسنال سيحاول أن يقوم بثورة في الصيف القادم، وربما تضع الإدارة حداً لآرسين فينجر بعد 21 عام، لكن كل هذا لن يغير حقيقة أن الفريق لم يعد كما كان، فهو سيصبح أشبه بإيفرتون أو وست هام، فلا يوجد ما يمكن إغراء اللاعبين الكبار به، خصوصاً وأن آرسنال ينافس في دوري يوجد به العديد من الأندية التي تملك أموال.
سقوط الأندية عندما يأتي بشكل تدريجي فهذا يعني أن حقبة الفريق انتهت بالفعل، تماماً مثلما حدث مع ميلان وما سيحدث مع آرسنال، بينما عندما نشهد فريقاً كبيراً يتراجع بشكل مفاجئ دون وجود أسباب واضحة، نعلم حينها أنها مجرد فترة فراغ، كما حدث مع تشيلسي، وكما يحدث مع ريال مدريد حالياً، فهي مسألة وقت حتى يعود الفريق لسابق عهده.
