فوز ساحق لآرسنال على إيفرتون الذي يعاني تحت قيادة المدرب رونالد كومان في الموسم الحالي بنتيجة عرضية قوامها (5-2)، رجال المدرب آرسين فينجر استعادوا نغمة الانتصارات بهذا الفوز، والأهم من ذلك أنهم أعادوا الثقة والاستقرار للفريق بعد البداية المتذبذبة.
فينجر طبق نفس الخطة التي لعب بها منذ بداية الموسم (3-4-2-1)، وقد تعرض بسببها لانتقادات لاذعة لأن النتائج والأداء كانا سيئين في معظم الأحيان، لكن اليوم ظهر الفريق بشكل مختلف وقدم كرة قدم جميلة، ومن هنا نبدأ تحليل هذه المباراة.
لماذا نجحت خطة فينجر أمام إيفرتون؟
إجابة هذا السؤال ليست معقدة، وهي أن الثلاثي الهجومي المتمثل بمسعود أوزيل، أليكسيس سانشيز وألكسندر لاكازيتي يلعبون معاً للمرة الأولى، وعندما يجتمع اللاعبين المميزين في خط واحد فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على الأداء.
مشكلة آرسنال في المباريات الماضية أنه دائماً ما يكون هناك لاعب أو اثنين في خط الهجوم يخلخلون المنظومة بشكل كامل بسبب اللعب العشوائي وافتقادهم للإبداع، ونتحدث هنا عن أليكس أيوبي، وداني ويلبيك، وأحياناً أوليفييه جيرو.
دور أوزيل في مباراة اليوم كان الأهم، فتواجده ما بين خطي الوسط والهجوم جعله يتبادل المراكز بطريقة رائعة مع سانشيز في الهجوم، ورامسي في الوسط، لذلك كنا نشاهد سلاسة في تحركات لاعبي آرسنال، ودائماً ما كان يجد حامل الكرة العديد من الخيارات.
لاعبان مثل أوزيل وسانشيز لا يمتازان بالجودة على الكرة وحسب، وإنما بالتحرك بدونها أيضاً، وهذا تحديداً ما يميز اللاعب الكبير عن اللاعب العادي مثل ويلبيك وأيوبي، كذلك أظهر لاكازيتي انسجام كبير مع الثنائي الألماني والتشيلي وكان دائماً ما يفرغ لهم المساحة إما للتوغل أو للتمرير لبيليرين وكوسيلينياك على الأطراف أثناء تقدمهما.
جرانيت تشاكا .. النقطة السوداء في آرسنال
لا شك أن تشاكا يمتاز بنزعة هجومية لا بأس بها، ويملك دقة عالية في التمرير بالعمق، لكن يعاب عليه أنه يفشل في التعامل مع الكرة تحت الضغط، فلقطة هدف واين روني عندما قطعت الكرة منه بسهولة في مناطق آرسنال تكررت كثيراً هذا الموسم، ونجح ليستر سيتي وليفربول التسجيل ببيتر تشيك بنفس الطريقة أيضاً.
كذلك من غير المنطقي أن يكون الاعتماد على تشاكا كلاعب ارتكاز خصوصاً عندما يتواجد رامسي صاحب النزعة الهجومية الكبيرة في الملعب، فالنجم الويلزي يتواجد في منطقة جزاء الخصم أكثر مما يتواجد فيها أوزيل وسانشز، ولك أن تتخيل حجم المساحات التي تظهر في وسط ملعب آرسنال في الهجمات المعاكسة والتي لم يعرف إيفرتون كيفية استغلالها بالشكل المطلوب.
فينجر إن أراد تطبيق نفس الخطة في المباريات القادمة وبنفس الأسماء التي لعب بها اليوم، عليه التضحية بتشاكا والدفع بكوكلين أو محمد النني لتأمين الخط الخلفي، أو اللعب بـ4-4-2 والدفع بلاعب خط وسط رابع.
