يتصدر آرسين فينجر حديث وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية بعد إعلان رحيله عن آرسنال واضعاً حداً لمسيرته الطويلة الممتدة لنحو 22 عام، حيث تؤكد المصادر الصحفية على تلقيه عدة عروض ليبدأ مهمة تدريبية جديدة.
الصحف الإنجليزية تؤكد رفض فينجر فكرة الانتقال إلى الدوري الصيني، بل أنه رفض عرضاً كان من المفترض أن يجعله أعلى مدرب أجراً في العالم، وذلك لرغبته بمواصلة العمل في أوروبا وعلى مستوى عالي.
ورغم أن البعض يعتبر فينجر من أفضل المدربين في التاريخ لما حققه مع آرسنال بتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي 3 مرات وكأس الاتحاد 7 مرات، إلا أن هناك نقطة سوداء في مسيرة المدرب الفرنسي تتلخص بعدم فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا.
فينجر في بعض المواسم كان قريباً من تحقيق حلمه ورفع كأس الأبطال الثمينة، لكن فريقه كان يودع المنافسة بشكل مستمر قبل الوصول إلى النهائي، وكانت المرة الوحيدة التي وصل بها إلى النهائي عام 2006 عندما خسر من برشلونة بهدفين مقابل هدف.
عدم وجود لقب دوري الأبطال في سجل فينجر كمدرب يجعل الكثيرين يرفضون وضعه ضمن خانة الكبار، بحجة أنه امتلك فريق في فترة من الفترات كان قادراً على تحقيق لقب البطولة، وهو كان قريباً من ذلك بالفعل، لكن بالنهاية كانت تسير الأمور بعكس ما تتمناه جماهير الجانرز حول العالم.
والسؤال المطروح الآن، هل ما زال فينجر يملك فرصة للفوز بلقب دوري الأبطال بعد وصوله لسن 68 عام ؟
عامل السن غير مؤثر
هناك العديد من المدربين حققوا لقب دوري الأبطال وهم متقدمين جداً في السنة كان آخرهم يوب هاينكس الذي توج باللقب مع بايرن ميونخ عام 2013 وهو في نفس فينجر الآن، علماً أن هذا اللقب لم يكن الأول للمدرب الألماني، حيث توج باللقب من قبل مع ريال مدريد.
الوجهات المحتملة
بحسب المعطيات الحالية، لا يملك فينجر الكثير من الفرص لتدريب فريق كبير في أوروبا، فربما يكون موناكو أكبر فريق قد يكون متاحاً لفينجر الآن، وذلك في حال رحيل ليوناردو جارديم بنهاية الموسم في ظل اهتمام أكثر من نادي بالتعاقد معه، وبالتالي فإن فرص فينجر بالتتويج باللقب الذي استعصى عليه تبدو ضئيلة للغاية.
إلا لو .. سان جيرمان
الصحف البريطانية تؤكد أن فينجر تلقى عرضاً من باريس سان جيرمان، لكن ليس لتدريب الفريق بل في منصب المدير الرياضي، أو الوسيط بين المدرب والإدارة، وذلك كون النادي الباريسي توصل لاتفاق مع المدرب الألماني توماس توخيل بحسب ما تؤكده معظم المصادر.
لكن حتى الآن، لا يوجد شيء رسمي، وقد نجد تحولاً جذرياً في مستقبل فينجر إن قررت إدارة سان جيرمان التعاقد معه لخلافة أوناي إيمري، فحينها سيكون أمامه فرصة حقيقة لوضع نهاية مشرفة لمسيرته بعد سنوات من التخبط مع آرسنال، وسيملك جميع الأدوات والأسلحة التي تخوله للفوز بلقب دوري الأبطال.
صحيح أن فينجر أخفق كثيراً في هذه البطولة بالذات، لكنه كان دائماً حاضراً في الأدوار الإقصائية، ومشكلته في السنوات الأخيرة كانت تكمن في الإصابات وعدم امتلاكه فريق قادر على مصارعة الكبار من حيث جودة الأفراد، عدا عن القرعة التي كانت تضعه بمواجهة فرق صعبة للغاية في أدوار مبكرة، بينما كان يفصله عن اللقب في الفترة الذهبية خطوات صغيرة عندما كان يملك لاعبين قادرين على صناعة الفارق حقاً.
في باريس سان جيرمان، سيملك فينجر لاعبين بحجم نيمار ومبابي وكافاني وفيراتي وتياجو سيلفا ودي ماريا وغيرهم الكثيرين، وجميع هؤلاء النجوم يتناسبون مع فلسفة فينجر في التدريب، ومع خبرة المدرب الفرنسي الكبيرة، قد يصعد بسان جيرمان إلى المستوى الذي تبحث عنه إدارة النادي منذ 4 سنوات والذي فشل في الوصول إليه لوران بلان ثم أوناي إيمري.
