هل يثبت كاسيميرو أنه أفضل ارتكاز بالعالم مع لوبيتيجي ؟

رامي جرادات 14:16 23/09/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “رونالدو لاعب مهم، لكن رحيله عن ريال مدريد لم ليس مؤثراً بدرجة كبيرة لأن دوره في العامين الماضيين كان يقتصر على اللمسة الأخيرة، والمهاجمون الحالييون يقومون بهذا الدور، هناك لاعبين في الفريق يكون غيابهم مؤثر بشكل أكبر، على سبيل المثال كاسيميرو”، هذا ما صرح به إستيسان جرانيرو نجم إسبانيول ولاعب الريال السابق قبل مباراة الأمس.

    أهمية كاسيميرو في ريال مدريد لا يمكن أن يختلف عليها اثنان، ويمكننا ببساطة أن نستدل على ذلك من مستوى الفريق عندما لا يكون حاضراً في المباريات، ولنا في مواجهة أتلتيكو مدريد في السوبر الأوروبي أكبر مثال، وهو ما تكرر في مباراة أتلتيك بيلباو التي عانى فيها الفريق حتى لحظة دخوله في الشوط الثاني.

    قيمة كاسيميرو لم تظهر في الموسم الحالي، فالجميع يعرف مدى الإضافة التي يقدمها منذ ثلاثة أعوام تقريباً، عندما قرر زين الدين زيدان الاعتماد عليه كلاعب خط وسط ثالث مع لوكا مودريتش وتوني كروس، وهو القرار الذي يعتقد الكثيريين أنه كان نقطة تحول في مسيرة ريال مدريد مؤخراً وقادهم للإنجازات العظيمة في دوري أبطال أوروبا.

    بلا شك أن كاسيميرو واحد من أفضل لاعب الارتكاز حول العالم، لكن رغم قيمته الكبيرة وقدرته على حفظ توازن الفريق إلا أنه كان يفتقد لبعض مميزات لاعب الارتكاز العصري، والتي تتطلب أن يشارك في عملية خروج الكرة من الخلف ويطلب الكرة من المدافعين ولاعبي خط الوسط، وفي الحقيقة لم نكن نرى هذا الدور من النجم البرازيلي بالشكل المطلوب.

    مع زيدان، كاسيميرو كان أهم لاعب في الفريق حرفياً من الناحية الدفاعية، هو اللاعب الذي يغطي المساحات على جميع المتقدمين في الأمام، وهو الذي يفتك الكرة بشكل بارع في معظم الأحيان، ومستعد للتضحية بدنياً من أجل المصلحة العامة، لكن كان دوره يقتصر على العملية الدفاعية، ونادراً ما كان يقدم الإضافة المطلوبة هجومياً.

    15375152819201

    خطة زيدان كانت بسيطة في خط الوسط، كاسيميرو يتمركز خلف كروس ومودريتش عندما تكون الكرة بحوزة الخصم، ويغلق المساحة أمام رباعي الخط الخلفي، لكن عندما تصبح الكرة بحوزة الريال، يتقدم على الثنائي الألماني والكرواتي ويتمركز في عمق خط الوسط، بينما يعود كروس ومودريتش لكي يستلمان الكرة من رباعي الخط الخلفي وتقديمها إلى الأمام، ودور كاسيميرو هنا ليس للمشاركة في بناء الهجمة بل بحجز لاعبي الخصم في العمق لكي يستطيع الفريق إيصال الكرة للأطراف بسهولة.

    مع لوبيتيجي أصبحت مهام كاسيميرو أكبر وأعمق، المدرب الإسباني لم يقتنع بفكرة الاعتماد على لاعب ارتكاز وظيفته هي قطع الكرات فقط حتى وإن كان لا يمكن الاستغناء عنه، لذلك أوكل إليه مهام أخرى معظمهما هجومية، ولأن النجم البرازيلي لاعب مميز تكتيكياً، فإنه برع أيضاً بدوره الجديد.

    كاسيميرو هذا الموسم أصبح مسؤول تماماً عن طلب الكرة من رباعي الخط الخلفي ويقترب منهم لكي يساعد في بناء الهجمات، وبالتالي لم يعد كروس ومودريتش مضطران للعودة إلى الخلف كثيراً في كل هجمة للقيام بهذه المهمة، لاسيما إن لم يكن هناك ضغط كبير من الخصم.

    كذلك يبدو أن لوبيتيجي أعطى تعليمات لنجمه البرازيلي بأن يبادر بالتقدم إلى الأمام عندما تكون الكرة بحوزته ولا يتعرض للضغط، ولا يكتفي بتمريرها إلى الخلف أو الظهيرين، وهذا اتضح في مبارتي روما وإسبانيول الأخيريتين الذي برأيي كان كاسيميرو أحد نجومهم.

    أرقام كاسيميرو توضح كل شيء، حيث أصبح يكمل 60 تمريرة في المباراة الواحدة بالليجا هذا الموسم، بينما كان معدله لا يتجاوز 57% في الموسم الماضي، كما ارتفعت نسبة صناعة الفرص من 0.6 فرصة في المباراة إلى 1 فرصة، أي ضعف تقريباً، وبدأنا نشعر أنه لاعب يملك رؤية داخل الملعب ويمكنه التحكم في رتم الفريق في بعض الأحيان.

    كاسيميرو يملك الجودة على الكرة وليس كما يعتقد البعض أنه يمتاز بالجانب الدفاعي فقط، بالتأكيد ليس ببراعة كروس ومودريتش، لكنه ليس سيئاً أيضاً ويمكنه أن يتحول للاعب ارتكاز عصري، وهو نجح في ذلك حتى الآن، وعليه الآن أن يواصل على نفس النهج ويحاول التطور والإنخراط أكثر مع إستراتيجية لوبيتيجي، خصوصاً في المباريات الكبيرة التي يكون فيها حامل الكرة تحت ضغط كبير.