على الرغم من تفوق زين الدين زيدان في جل نزالاته التكتيكية أمام مدربين كبار مثل دييجو سيميوني ، ماوريسيو ساري ، كارلو أنشيلوتي ، جوزيه مورينيو ، ماسيمليانو أليجري ، يوب هاينكس وهلم جرا ، إلا أن أباطرة كثر يحجّمون دوره في الإدارة الجيدة لغرفة الملابس ، فضلاً عن اعتبار المدرب الفرنسي غير جدير بوصفه بالعبقري أو الفيلسوف أو السبيشل ون ، وغيرها من الأوصاف التي يطلقها عشاق الجلد المدور على مدربين كبار في العصر الحالي .

المدرب الفرنسي جاء لريال مدريد وكان عليه أن يُعيد الحياة لفريق محبط نفسياً بعد أن فقد جل حظوظه في الفوز بالدوري الإسباني ، ومتراجع بدنياً بعد الإصابات الكثيرة التي تعرض لها الفريق في تلك الفترة والتي جعلت جل اللاعبين يعترفون بعد ذلك بأنهم دفعوا ثمن تحضيرهم السيئ للموسم .

بعد ذلك ، اهتدى زيزو إلى كاسميرو وأشركه كأساسي في مركز الارتكاز مستغنياً عن خاميس وإيسكو ، ليتطور مستوى الفريق بشكل واضح وترتفع نسبة استرجاع الكرة في المباراة الواحدة بل ويرفع من عدد كيلومترات ركض اللاعبين في المباراة الواحدة خلال شهرين فقط ، ليُنهي الفريق الموسم وهو على بعد نقطة وحيدة عن برشلونة ويتوج بقلب دوري أبطال أوروبا .

أما الموسم الثاني فقد بدأه وهو مجرد من أهم لاعبيه كريستيانو رونالدو ، الذي غاب لفترة ثم عاد ببطء شديد وعانى لاستعادة مستواه ، وذلك قبل أن يُصاب كل أعمدة الفريق تباعاً ، ورغم ذلك احتل فريقه المركز الأول طيلة الموسم وتوج بلقب الدوري الذي غاب عن خزائن الفريق الملكي لقرابة 5 سنوات ، وأنصب نفسه بطلاً لأوروبا للمرة الثانية على التوالي .

وعلى الرغم من كل هذا ، لم يحظَ المدرب الفرنسي بالإشادة التي يستحقها ووصفه البعض بالمحظوظ وأنه يتسلح بسلاح ” البركة ” ويرتكز عليه من أجل بلوغ ، في ظرف موسمين ونصف ، إنجازات لم يبلغها مدربون يعدون اليوم من بين الكبار طوال مسيرتهم .

لكن ما هي الأسباب جعلت متتبعي كرة القدم لا يمنحون زيدان الإشادة المستحقة ؟ هذا ما أجاب عنه روري سميث ، الصحفي في نيويورك تايمز بقوله : ” زيدان .. لا يدعي أنه حامل معايير مدرسة فكرية تملك هدفاً كبيراً يتمثل في الرغبة في تغيير كرة القدم .. ففريقه يلعب بشكل جيد في دوري الأبطال ، لكن من بين الأسباب التي قد تجعل البعض يغفل العمل الكبير الذي يقوم به زيدان ، نجد تواجد كريستيانو رونالدو في صفوف الفريق الملكي ، والذي يعد من أفضل اللاعبين في التاريخ ” .

يضيف سميث : ” من بين الأسباب أيضاً ، نجد أن زيدان يعتبر من بين المدربين الذين لا يلائمون معاييير التي نتوقعها من مدرب رائع في القرن الواحد والعشرين ، وذلك بسبب ظهور مدربين يملكون فلسفات كروية عريقة أمثال بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو ” .

وتابع الكاتب المذكور : ” جواديولا مثلا يقف على خط التماس محاولاً إيصال أفكاره إلى اللاعبين ويتحدث بسرعة ويعمل على مستوى مختلف ، ويرى اللعبة بشكل أكثر عمقاً وبوضوح أكثر مما يمكننا تحقيقه .. لكن هذا الأمر لا ينطبق على زين الدين زيدان ، إذ أنه يقف هادئاً في دكة البدلاء ويتحدث ببطء ، وهو بطبيعته قليل الكلام ويقترب من الخجل ” .

واستحضر روري سميث بعض المشاهد التي تؤكد قدرة زيدان على قراءة المباريات بشكل محكم ، إذ قال : ” ضد باريس سان جيرمان ، أشرك زيدان ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز بعد أن كانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1/1 ، ليقلب ريال مدريد الطاولة ويفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد بفضل تبديلات المدرب الفرنسي ” .

واختتم : ” نفس الأمر ضد بايرن ميونخ في أليانز أرينا ، ريال مدريد على الرغم من أدائه المتذبذب في المباراة إلا أنه نجح في الفوز بفضل ماركو أسينسيو الذي أشركه زيدان في الشوط الثاني من المباراة ، فضلا عن تعويض داني كارفاخال من خلال إعادة لوكاس فاسكيز إلى مركز الظهير الأيمن لإيقاف فرانك ريبيري ، وهو الأمر الذي نجح فيه زيزو ” .

محمد صلاح يسعى لمواصلة الإبداع في نصف نهائي دوري الأبطال بمواجهة فريقه السابق روما .. فيديو