تحليل 360 .. مشكلة لا يراها زيدان ومشكلة أخرى صنعها بنفسه

رامي جرادات 03:16 25/01/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • زيدان

    في كرة القدم، هناك مشاكل، وهناك أزمات، وهناك كوارث، والمسمى الأخير هو ما ينطبق على إقصاء ريال مدريد التاريخي من بطولة الكأس على يد ليجانيس الذي قلب خسارته في الذهاب إلى فوز في لقاء العودة وعلى ملعب سانتياجو برنابيو.

    يمكننا أن نستعرض الأخطاء التي ارتكبها زين الدين زيدان في هذه المباراة عبر مئات السطور، بدايةً من اختيار القائمة التي جاءت لخوض المباراة، مروراً بالتشكيلة الأساسية، انتهاءً بتوظيف اللاعبين داخل الملعب والتبديلات التي أجراها.

    لكن كل هذا أصبح واضحاً للجميع الآن، وسيكون هناك عشرات التحليلات، لذلك سنركز على مشكلتين في غاية الأهمية، ورغم أنهما ليستا وليدتين اللحظة، إلا أنهما السبب في وصول ريال مدريد لهذه المرحلة والخروج من الكأس بهذه الطريقة الغريبة.

    المشكلة التي لا يراها زيدان

    أسباب تراجع ريال مدريد كثيرة، وهناك العديد من العوامل المتداخلة، لكن بالابتعاد عن الأمور الافتراضية، والتركيز على ما يحدث بالملعب حقاً، نجد أن هناك مشكلة في ريال مدريد لا تنتهي هذا الموسم، بل تتفاقم مع مرور الوقت، وهي اللعب على الشيء المتوقع بالنسبة للخصم.

    نادراً ما نجد تمريرة يوجد بها شيء من الابتكار، ونادراً أيضاً ما نجد هجمة منسقة من العمق، كذلك لا نشاهد تبادل للكرة مبتكر بين لاعبين، فتشعر أنك تعلم ماذا سيحدث عندما تصل الكرة لأحد اللاعبين، ستعلم أن أسينسيو سيحول عرضية لو استلم الكرة على الجناح، وستتوقع أن إيسكو سيحاول المراوغة مرة واثنتين قبل أن يحاول التمرير، ومن السهل التنبؤ بتوغل فاسكيز على الطرف حتى يخرج هو والكرة من الملعب، أو يتحول للعمق ويعيد الكرة للاعب خط الوسط إن كان بعيد عن منطقة الجزاء.

    مشكلة ريال مدريد تكمن في أنه لا يحاول الابتكار، لا يبذل مجهود بخلق شيء جديد، وهذا يسهل مهمة المنافس في إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية، ومراقبة الخيارات المطروحة لحامل الكرة.

    هذه المشكلة لم تكن موجودة في الموسم الماضي، أو على الأقل لم تكن بهذه الدرجة، وذلك لأن اللاعبين كانوا مازالوا متعطشين للعب والاستمتاع، وكان هناك حلول فردية عديدة من بعض اللاعبين والتي غابت بشكل مفاجئ هذا الموسم بسبب أسلوب اللعب الروتيني.

    ولا يمكن تحميل المسؤولية للاعبين بهذا الخصوص، لأننا نعلم جميعاً مدى الجودة التي يمتلكها لاعبي الريال، فلا يعقل أن يتحول لوكا مودريتش للاعب تقليدي، أو توني كروس، أو أن يصبح مارسيلو لاعب عرضيات فقط، فمن الواضح أن هناك تقصير من زيدان في مسألة خلق جمل تكتيكية وحلول جديدة لاختراق حصون الخصوم.

    لا أفهم لماذا لا يراجع زيدان المباريات مع لاعبي ريال مدريد، وينبه أسينسيو مثلاً أنه كان يتوجب عليه إعادة الكرة بدلاً من تحويل عرضية وأمامهم مدافع، أو أن يقول لإيسكو لماذا لم تمرر الكرة لبنزيما الذي كانت أمامه مساحة شاسعة، هذه التفاصيل هي من تجعل الفريق يتجدد ويتطور، وليس ألتزمت بنفس الأفكار التي حققت النجاح يوماً ما.

    مشكلة خلقها زيدان

    المشكلة الثانية التي صعبت مهمة ريال مدريد هي غياب التنافس بين اللاعبين، فالمسألة ليست برحيل موراتا وخاميس وبيبي وكوينتراو وماريانو ودانيلو، لأنهم جميعاً لم يقدموا الإضافة الحقيقية في دوري الأبطال، وموراتا وخاميس هما فقط من ساهما في لقب الدوري، لكن الفكرة تكمن في أن اللاعبين الأساسيين لم يعد يشعرون بأن مركزهم مهدد في حال تراجع مستواهم أو إن لم يبذلوا الجهد الكافي، لأنهم يعلمون أن البدلاء الجدد غير جاهزين ليأخذوا مكانهم.

    وبنفس المبدأ، يشعر اللاعبين الاحتياطيين أنهم خارج حسابات زيدان تماماً، فلو راجعنا عدد دقائق الوافدين الجدد ومقارنته بعدد دقائق الراحلين في الصيف الماضي سنجد أن هناك فارق كبير جداً، وهو ما تسبب بفقدان الثقة بأنفسهم، فلا يعقل أن يكون هذا هو أقصى ما يمكن أن يقدمهم ماركوس يورنتي الذي كان من أفضل لاعبي خط الوسط في الليجا الموسم الماضي.

    كذلك شاهدنا أن تمسك زيدان ببعض الأسماء هذا الموسم جاء على حساب أسماء أخرى، فلكي يعيد الثقة لبنزيما سحبها من أسينسيو، ولكي يمنح كوفاسيتش دور كبير ويقحمه في الكلاسيكو قام بقتل إيسكو الذي يبدو عليه ملامح الإحباط، فتشعر اليوم أنه يحاول إثبات شيء منذ الدقيقة الأولى، وجميعنا يعلم أن ما يميز إيسكو هو الهدوء والثقة.

    إدارة زيدان للاعبيه في الموسم الحالي كارثية بجميع المقاييس، ربما ينجح باحتوائهم في غرفة خلع الملابس بسبب شخصيته المميزة، لكن قراراته تفسد الأمر دائماً، يتمسك بلاعبين حتى اللحظة الأخيرة، ويتجاهل لاعبين آخرين لأسباب غير مفهومة، وفي كلتا الحالتين يؤثر هذا عليهم، فالتوازن الذي كان حاضراً بقوة الموسم الماضي أصبح مختلاً هذا الموسم.