فلورنتينو بيريز وديل بوسكي

يعتبر نادي ريال مدريد من بين أكبر أندية كرة القدم في العالم ، ولهذا فإن مجلس إدارة النادي الملكي يحرص بشكل دائم على التعاقد مع أفضل اللاعبين وخاصة المدربين اللامعين جداً للحصول على الألقاب الكبرى ، لكن الكثير من هؤلاء المدربين خرجوا من الباب الخلفي رغم أسمائهم الكبيرة.

وتلعب عملية إدارة التوقعات والتحكم في الضغوط دوراً في بقاء العديد من المدربين في أندية كرة القدم وخاصة ريال مدريد ، والذي قرر إقالة ثمانية مدربين مختلفين بين عامي 2003 و 2010 بسبب فشلهم في الحصول على لقب الدوري الإسباني أو التتويج بمسابقة دوري أبطال أوروبا.

وفيما يلي نظرة على 5 مدربين أقيلوا بشكل غير عادل من إدارة ريال مدريد:-

* المدرب التشيلي مانويل بيليجريني.

Manuel-Pellegrini-Real-Madrid

قرار إقالة مانويل بيليجريني من تدريب نادي ريال مدريد لم يبدو قراراً صاعقاً للوهلة الأولى ، وذلك بعد أن فشل في الفوز بأي لقب في موسمه الوحيد مع اللوس بلانكوس ، بجانب خسارته أمام الغريم التاريخي برشلونة ذهاباً وإياباً رغم أنه كان يملك نجوماً مثل كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا.

ومع ذلك، وعند النظر إلى النتائج التي تحققت في موسم 2009-2010 ، فقد تمكن ريال مدريد في ذلك الموسم بقيادة بيليجريني من الحصول على المركز الثاني في الترتيب العام للدوري الإسباني برصيد 96 نقطة ، وراء برشلونة الذي كان لا يقهر في ذلك الوقت بقيادة المدرب بيب جوارديولا.

وعلى الرغم من خروج ريال مدريد على يد أولبميك ليون الفرنسي من الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا في موسم 2009-2010 بنتيجة 2-1 في مجموع المباراتين ، إلا أن أداء النادي الملكي في الدوري الإسباني كان يشير إلى مرحلة جديدة من القوة الفنية وإمكانية مواكبة مستوى برشلونة.

وقرر الرئيس فلورنتينو بيريز، الذي قام بالتعاقد مع مانويل بيليجريني، فسخ عقد المدرب التشيلي واستبداله بالمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ، حيث تبين في وقت لاحق أن السبب الحقيقي الوحيد وراء إقالة بيلجريني هو أن مورينيو كان على استعداد تام لتدريب نادي العاصمة الإسبانية.

* المدرب الويلزي جون توشاك.

John-Toshack-real-madrid

عيّن أسطورة كرة القدم الويلزية جون توشاك مدرباً لنادي ريال مدريد في موسم 1989-1990 وقد أنشأ فريقاً هجومياً لا يصدق ، حيث كان يوصف ذلك الفريق في ذلك الوقت بإسم “العاصفة” في بطولة الدوري الإسباني ، بعد أن حصل على اللقب من خلال تسجيل ما مجموعه 107 أهداف.

وتفاعلت وسائل الإعلام الإسبانية مع الأسلوب الذي اتبعه المدرب جون توشاك بسبب ميوله من حيث تعديل أداء الفريق إلى مستوى يشبه كرة القدم الإنجليزية ، في حين أن الجماهير المدريدية كان تحترم هذا المدرب بشكل كبير بسبب تفضيل أسلوبه في الاعتماد على كرة القدم الهجومية.

وبعد 11 مباراة على بداية الموسم التالي 1990-1991 ، فقد قرر ريال مدريد إقالة جون توشاك من منصبه بعد أن خسر ثلاث مباريات على التوالي ، فيما عاد المدرب الويلزي مرة أخرى إلى النادي الأبيض في موسم 1998-1999 ، وقد جرى إقالته مجدداً بعد موسم كارثي مع الفريق الإسباني.

* المدرب الصربي رادومير أنتيتش.

Radomir-Antic-real-madrid

يعتبر رادومير أنتيتش أول مدرب يتولى مسؤولية ثلاثة أندية كبرى في إسبانيا (ريال مدريد، أتلتيكو مدريد، وبرشلونة) ، وأحد مدربين اثنين أشرفا على تدريب ريال مدريد وبرشلونة ، كما أنه مهندس نجاحات أتلتيكو مدريد الذي قاده للفوز بالثنائية “الدوري الإسباني وكأس إسبانيا في عام 1996”.

وتمكن رادومير أنتيتش من تدريب ريال مدريد في موسم 1990-1991 عندما جرى تم تعيينه ليحل محل الأسطورة الراحل ألفريدو دي ستيفانو ، والذي أقيل من منصبه بعد خروج النادي الملكي من مراحل خروج المغلوب من كأس الاتحاد الاوروبي ، المسمى القديم لبطولة الدوري الأوروبي.

وتعاقد ريال مدريد مع أنتيتش عندما كان يعيش أزمة حقيقية في مارس / آذار 1991 ، حيث نجح في قيادة الفريق الأبيض من المركز السابع إلى الثالث ، لكن إدارة النادي قررت إقالته بشكل مفاجىء في الموسم التالي 1991-1992 بعد مرور 18 مباراة فقط ، رغم أن فريقه كان يتصدر ترتيب الليجا بفارق سبع نقاط عن أقرب مطارديه.

وكان يتواجد ريال مدريد قبل إقالة المدرب الصربي رادومير أنتيتش في الدور ربع النهائي من كأس الاتحاد الاوروبي ، لكن النادي الملكي خسر صدارة الدوري الإسباني ثم انتهى به الأمر في المركز الثاني خلف برشلونة ، قبل أن يخرج من الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الأوروبي تحت قيادة مدربه الهولندي الجديد ليو بينهاكر.

* المدرب الإيطالي فابيو كابيلو.

Fabio-Capello-20201475

الحصول على لقب بطولة الدوري الإسباني مرة واحدة ومن ثم الإقالة في نفس الوقت هو أمر من الصعب أن نتصوره ، ولكن ماذا عن الفوز في لقب الدوري الإسباني مرتين والحصول على الإقالة في كل مرة؟ ، في الحقيقة يجب علينا هنا أن نسأل المدرب فابيو كابيلو عن شعوره بهذا الأمر!.

في أول فترة له مع ريال مدريد في موسم 1996-1997 ، فقد قاد كابيلو فريق اللوس بلانكوس للتتويج بلقب الدوري الإسباني باستخدام الثلاثي الهجومي دافور سوكر، بريدراج مياتوفيتش وراؤول ، وكان هذا الثلاثي مدعوماً من جانب روبرتو كارلوس على الجانب الأيسر بحنكة تكتيكية إيطالية.

وعلى الرغم من نجاح فابيو كابيلو في ذلك الوقت ، إلا أن الصحافة الإسبانية لم يعجبها أداء راؤول جونزاليس في الجناح الأيسر رغم أنه سجل 21 هدفاً في ذلك الموسم ، فيما دخل كابيلو في خلافات مع الرئيس وأقيل بعد موسم ناجح ، وهو ما تكرر أيضاً في موسم 2006-2007 بعد فوزه بلقب الليجا واتهامه بالاعتماد على طريقة دفاعية لا تليق بسمعة ريال مدريد.

* المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي.

Vicente-del-Bosque-20204147

ليس هناك شك في أن رحيل فيسنتي ديل بوسكي كان واحد من أغرب وأكثر القرارات إثارة للجدل في تاريخ ريال مدريد ، في حين أن الكثير من وسائل الإعلام الإسبانية حولت هذه الإقالة إلى مادة مثيرة للسخرية في السنوات اللاحقة لهذا القرار، بعد أن فشل اللوس بلانكوس بالحصول على ألقاب أوروبية لأكثر من عشر سنوات.

وساهم ديل بوسكي بشكل مباشر في حصول ريال مدريد على اللقب التاسع في دوري أبطال أوروبا ، والوصول أيضاً إلى الدور نصف النهائي من هذه المسابقة في أربع مناسبات ، والتتويج أيضاً بلقبين اثنين في الدوري الإسباني في ثلاث مواسم ، جنباً إلى جنب مع الفوز بكأس السوبر الاسباني ، مما ساهم في زيادة شعبية النادي حول العالم.

وتعاقد ريال مدريد خلال تلك الفترة مع العديد من اللاعبين الكبار خلال حقبة “الجالاكتيكوس” ، فيما تزعم بعض التقارير أن التعاقد مع هؤلاء اللاعبين جاء دون موافقة ديل بوسكي ، مما فجر العديد من الخلافات مع مجلس إدارة النادي بسبب صعوبة السيطرة على غرفة خلع الملابس التي أصبحت مليئة بالنجوم ، الأمر الذي يهدد بتراجع المستوى.

وفي عام 2003، وبعد فوز ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني الثاني تحت قيادته ، فقد قرر مجلس إدارة النادي إنهاء عقد ديل بوسكي بعد أسبوع واحد من التوقيع مع ديفيد بيكهام ، حيث حاولت الإدارة القضاء ولو بنسبة متوسطة على الانتقادات العنيفة التي تعرضت لها بعد إقالة المدرب الإسباني من خلال تقديم لفت الأنظار إلى صفقة اللاعب الإنجليزي.

للتواصل مع الكاتب ..

الإيميل .. [email protected]