كما كان متوقعاً ومنتظراً، ريال مدريد يجتاز عقبة أبويل نيقوسيا بسهولة في الجولة الافتتاحية من دوري أبطال أوروبا بعد فوزه بثلاثية نظيفة استعاد فيها سكة الانتصارات بعد التعادلين المخيبين في الدوري الإسباني.
ريال مدريد لم يقدم مباراة مثالية لكنه كان مسيطر تماماً طوال 90 دقيقة، وفيما يلي أبرز الملاحظات على أداء الفريق في مباراة اليوم.
زيدان أعاد تحفيز اللاعبين .. التزام عالي
يبدو أن المدرب الفرنسي نجح في إعادة شحن لاعبيه بعد الإنجازات الكبيرة التي حققوها مؤخراً، حيث غابت الروح بعض الشيء خلال مباريات ريال مدريد في الليجا، وهو ما أدى إلى التعثر في مباراتين، لكن الفريق لم يقع في هذا الفخ في مباراة اليوم ولعب بجدية عالية طوال الوقت خصوصاً على الصعيد الدفاعي.
صحيح أن أبويل فريق يملك إمكانيات متواضعة مقارنة بقدرات ريال مدريد، لكنه أيضاً يلعب في البطولة الأقوى على صعيد الأندية، ووصوله إلى دور المجوعات يعني أنه تفوق على العديد من الأندية في طريقه.
الفوز كان متوقعاً كما أشرنا، لكم ما ميز ريال مدريد اليوم هو الالتزام العالي في تأدية الواجبات الدفاعية من جميع اللاعبين، وعدم التكاسل بالجري وراء الكرة لاستعادتها، مما شل حركة أبويل بشكل كامل ومنعه من شن أي هجمة طوال المباراة باستثناء تسديدة بعيدة المدى في الشوط الأول وهجمة أخرى في نهاية الشوط الثاني.
ريال مدريد يتطور في بناء الهجمات
كل مباراة تمضي على ريال مدريد ويكون زيدان يجلس فيها على دكة البدلاء نشاهد انسجام أعلى في عملية الخروج بالكرة وبناء الهجمات بشكل سلسل، فالفريق يتطور مباراة بعد الأخرى على هذا الصعيد، فحتى أمام فالنسيا وآلافيس لم يواجه ريال مدريد مشكلة في هذا الأمر.
ريال مدريد يمكنه وضع الكرة في الثلث الأخير من الملعب بكل سهولة عبر تناقل الكرة بين لاعبين خط الوسط والظهيرين، ومن الواضح أن هناك عمل منظم وخطة متبعة في التحركات بدون كرة، أي أن بناء الهجمات لا يتم بشكل عشوائي أو فردي من بعض اللاعبين.
عودة رونالدو تعيد الثقة للجميع
عندما يعود النجم الأبرز في الفريق ويسجل هدفين بعد فترة صعبة فهذا من شأنه أن يعيد الثقة والحيوية للاعبين والجماهير على حدٍ سواء، فرونالدو طمأن الجميع أن هجوم ريال مدريد بأفضل حال طالما أنه موجود، وذلك بعد المستوى المتواضع لكريم بنزيما وجاريث بيل في الفترة الأخيرة، والذي تزامن مع رحيل ألفارو موراتا الذي كان يجد الحلول في الكثير من الاحيان الموسم الماضي.
مشكلة مقلقة يجب وضع حداً لها
من العيوب التي ظهرت على ريال مدريد هذا الموسم وتحديداً في مباراة اليوم أن هناك تسرع واضح في عملية إنهاء الهجمات، فكما أشرنا، يتم البناء بشكل سليم للهجمة وبطريقة سلسلة، لكن ما أن تصل الكرة إلى المناطق الخطرة للخصم حتى يتم التعامل بشكل سيء مع الموقف.
شاهدنا اليوم في العديد من اللقطات محاولة إيسكو، كروس، كاسيميرو، وحتى رونالدو وبيل بالتسديد على المرمى رغم أن هناك فرصة لتمرير الكرة للزميل الذي يتواجد في موقف أفضل، ويمكن وصف الأمر بالأنانية، حيث يسعى كل لاعب للتسجيل بنفسه، وهذه المشكلة عادة ما تظهر في المباريات الصغيرة والمتوسطة، ونادراً ما نشاهدها أمام الفرق القوية.
يمكن تفهم اللجوء إلى التسديد من خارج المنطقة عندما تلعب أمام دفاع قوي لا يمكن اختراقه، لكن هذا لم يحدث في مباراة اليوم، فكان دفاع أبويل مترهل رغم تكتله في الخلف، وكان يمكن بسهولة اختراقه عبر الأطراف أو بتمريرات بينية من العمق بدلاً من إنهاء الهجمة سريعاً بالتسديد من خارج المنطقة.
