ليس لقاء عادي ذلك الذي يجمع برشلونة بضيفه إشبيلية، البرسا بحاجة ماسة للانتصار إن أراد إبقاء الضغط الكبير على غريمه ريال مدريد متصدر ترتيب المسابقة، فيما يحتاج إشبيلية للانتصار حتى يبقى على مقربة من المركز الثالث المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، وبين هذا وذاك تتحول المواجهة إلى نزال “تكسير عظام”.

برشلونة يملك الفرصة الأكبر دائماً لتحقيق الانتصار خصوصاً إن كان اللقاء يقام في معقله كامب نو، لكن لويس إنريكي ورجاله يعرفون جيداً بأن الأفضلية على الورق لا تعني بالضرورة تحقيق الانتصار في الملعب إن لم يترافق معها الجدية والمثابرة وقلة الأخطاء، على الأقل هذا ما اختبروه في عدة مناسبات خلال الموسم الحالي.

إشبيلية منافس شرس، لكن أهم شيء يجب على إنريكي أن يتذكره أمامه أن أسلوب لعب سامباولي يميل للاستحواذ والتدرج بالكرة من الخط الخلفي إلى الثلث الأخير من ملعب الخصم عبر تدويرها بين لاعبي خط الوسط والمدافعين حتى المهاجمين، بالمقابل فإن قدرات جميع لاعبيه لا تناسب بشكل تام هذا الأسلوب.

ما يطلبه سامباولي من لاعبيه لا يسهل تطبيقه تحت الضغط العالي، وبمعنى أصح، الضغط المتواصل والمستمر كفريق على إشبيلية في مناطقه يفقده اتزانه تماماً ويجعله يرتكب العديد من الأخطاء في مناطق خطيرة مما يوفر فرصاً سهلة للمنافس.

هذا بالضبط ما فعله برشلونة في الشوط الثاني في لقاء الذهاب حينما اختار الضغط على المنافس في مناطقه كفريق وفور فقدان الكرة، البرسا لم يكن يمهل الفريق الأندلسي أي فرصة لتناقل الكرة بأريحية، وفي ظل ضعف جودة الأفراد في إشبيلية كان رفاق ميسي يستعيدون الكرة سريعاً ويجدون المساحة المناسبة للوصول إلى المرمى بأقصر الطرق.

sergio-escudero-lionel-messi-barcelona-sevilla-spanish-super-cup_3764922

ريال مدريد طبق أيضاً الضغط العالي والمتواصل على إشبيلية كفريق في لقاء الذهاب بينهما من كأس ملك إسبانيا، حينها فقد الفريق الأندلسي اتزانه تماماً وأصبح رهناً لقوة وسرعة الريال، بالمقابل فإن رجال زيدان لم يطبقوا نفس الفكرة في مواجهات الفريقين بعد ذلك مما منح منافسهم فرصة لتقديم مباريات أفضل والحصول على نتائج أفضل.

التراجع أمام إشبيلية أو محاولة مجابهته بالاستحواذ السلبي ليس في صالح البرسا خصوصاً في ظل منظومة خط دفاعه المرتدية، لذلك يتطلب الأمر عمل بدني جبار من الفريق ككل للضغط على مفاتيح لعب المنافس في وسط ملعبهم ومنعهم من نقل الكرة قدر الإمكان نحو الهجوم.

طبعاً قول ذلك سهل، لكن تطبيقه أمر صعب جداً، فالمسألة لا تتعلق بالضغط على حامل الكرة من المنافس فقط، بل في مراقبة كل من حوله من الظهيرين ولاعبي خط الوسط وجعلهم تحت الضغط والرقابة اللصيقة أيضاً، ليس هناك فائدة من الضغط على حامل الكرة وهناك زملاء يقفون أمامه بحرية تامة، الضغط يجب أن يجعل المنافس مضطراً لإعادة الكرة إلى حارس مرماه أو المخاطرة بفقدانها وهذا لن يتم في حال كان هناك زملاء له في موقع مناسب يمكنهم من الحصول على الكرة بدون ضغط.

المشكلة التي تواجه إنريكي أن أفراد ثلاثي الهجوم (سواريز، ميسي، نيمار) لم يملكوا الرغبة بالضغط وتقديم العمل البدني على أرض الملعب سوى في لقاء العودة ضد باريس سان جيرمان خلال الموسم الحالي، أي أن اقناع ثلاثي الهجوم بالتضحية بدنياً ضد إشبيلية لن يروقهم، بل سيتساءلون “لماذا نخشاهم ؟ “.

طبعاً برشلونة يستطيع الفوز على إشبيلية في حال يقدم العطاء البدني الجبار في وسط ملعب الخصم، جودة خط الهجوم تساعده في فعل ذلك، لكن إن أراد تجنب المفاجآت بنسبة 100% فيجب أن لا يترك مجال للمنافس لكي يتنفس في مناطقه، حينها سيتحقق الانتصار بسهولة وربما يحسم من الشوط الأول.