نجح نادي برشلونة في الفوز على ضيفه ليجانيس ، حيث انتهى اللقاء بنتيجة 3/1 على ملعب كامب نو ، في اللقاء الذي جمع الفريقين لحساب مباريات الجولة 31 من مسابقة الدوري الإسباني .

وإليكم تحليل هذه المباراة ..

على الصعيد التكتيكي ، لم تعرف المباراة أشياءً كثيرة تستحق الذكر ، اللهم مواصلة فالفيردي على الرسم الخططي المعهود والمألوف القريب جداً من 2/4/4 والتي تتحول إلى 1/3/2/4 في الوضعية الهجومية بتواجد عثمان ديمبيلي وفيليب كوتينيو على الأجنحة ، وميسي في العمق خلف لويس سواريز .

الجديد اليوم كان على مستوى الخط الخلفي بمشاركة سيرجي روبيرتو في مركز الظهير الأيسر مكان جوردي ألبا ، بالإضافة إلى إراحة صامويل أومتيتي ومشاركة توماس فيرمايلن بدلاً من الفرنسي .. أما على مستوى الوسط الدفاعي فقد شارك راكيتيتش وأندريه جوميز معاً .

عموماً .. البارسا لم يمتز بالسلاسة المعهودة في هذا النوع من المباريات في التحول الهجومي ، واكتفى الفريق بفوز اقتصادي جداً طبعه نسق عادي ومنخفض في بعض الأحيان .

رغم أن برشلونة لم يقدم مباراة كبيرة ، إلا أنني لم أشعر قط أن النقاط الثلاث كانت في خطر خلال لحظة من اللحظات .. الفريق الكتالوني كان معقولاً جداً في التحول الدفاعي وتمكن من التصدي بشكل جيد لجزء مهم من حملات ليجانيس الذي حاول بين الفينة والأخرى مباغتة النادي الكتالوني .. الوسط الدفاعي بالتحديد كان جيداً وبصم الثنائي راكيتيتش وجوميز على مباراة مقبولة .

لا أعلم إن كان الأمر يعود إلى تدبير طاقات أو مجهود من طرف فالفيردي ، لكن الذي رأيناه اليوم هو تواكل مبالغ فيه على ليونيل ميسي .. حسناً هذا أمر يعرفه الجميع ومنذ زمن ليس بالقصير .. لكن المسألة التي أثارت انتباهي ، أن هذا التواكل والإلحاح ظهر في لقاء اليوم رغم تواجد فيليب كوتينيو وعثمان ديمبيلي على أرضية الملعب ، وهما اللذان كلفا البارسا 300 مليون يورو ، هل يعقل هذا ؟! .

ميسي لجأ مراراً للانطلاق وحيداً وتجريب حل التسديد من بعيد .. صحيح أن الثنائي المذكور حاول المساعدة هجومياً قدر المستطاع ، لكن جودتهما كانت تتطلب أكثر مما قدماه في لقاء اليوم خاصة ، وفي مباريات أخرى عامة ، ويكفي أن نتذكر لقاء إشبيلية قبل أسبوع من الآن .

في الحقيقة ، لاعبو المقدمة في برشلونة يفتقدون كثيراً للحس الإبداعي والفني ، وهذا الأمر يتسبب في ذلك التركيز والإصرار المبالغ فيه على ميسي لصنع اللعب وتذويب الكتل الدفاعية للخصم .. أين كوتينيو ليفربول الذي ما انفك يمنح المهاجمين التمريرات المميزة ما قصر منها وما طال ؟ وأين ديمبيلي الذي لا يجد أية صعوبة في تخطي المدافعين ومنح التمريرات الحاسمة في دورتموند ؟ .. هذا الأمر لا نكاد نراه وهما يحملان قميص برشلونة ، وقد تتعمق الفجوة في حال تراجع أداء ميسي في مراحل الحسم والتي نعيش أوقاتها الأولى حالياً .

أخيراً ، لا يُمكن أن أمر مرور الكرام على مستوى سيميدو .. اللاعب البرتغالي قدّم مستويات جيدة جداً خاصة في الشق الهجومي ، فنحن أمام لاعب سريع ولا يتردد في الاندماج في العمل الهجومي رفقة بقية زملائه ، واليوم كان شعلة نشاط في الرواق الأيمن ، إلا أنه لا يزال مفتقداً للثقة التي لا يمكن أن تأتي إلا بالمشاركة المستمرة .

لمتابعة الكاتب على فيسبوك :