حينما تزور ملعب بالايدوس معقل سيلتا فيجو فيجب عليك تجهيز أفضل أسلحتك حتى تعود بالنتيجة المطلوبة وتنجو من فخ الفريق الأزرق، لا نبالغ هنا إنما نقول الحقيقة التي اختبرها برشلونة في آخر زيارتين له لهذا الملعب حيث سقط بنتائج 4-1 ثم 4-3 في الدوري الإسباني، وهي الحقيقة التي اختبرها أيضاً ريال مدريد حينما أقصي من كأس الملك في الموسم الماضي في معقل السيلتا.
لا يخفي على أحد بأن سيلتا فيجو فريق قادر على مفاجأة الكبار وإحراجهم إن لم يقدموا 100% من طاقاتهم في المباراة، لذلك بدا مستغرباً للكثيرين بأن يقوم المدرب إرنستو فالفيردي باستبعاد أهم 3 لاعبين هجومياً في فريقه عن مواجهة الليلة، وهم: ليونيل ميسي، لويس سواريز، ثم أندريس إنييستا. ناهيك عن إصابة البديل باكو ألكاسير واستبعاد جيرارد دولوفيو المتوقع رحيله عن النادي.
إذاً برشلونة بدون أسماء معروفة هجومياً ضد سيلتا فيجو! هذا ما أراده فالفيردي، مما يفتح الباب للتساؤل، هل يضحي ببطولة كأس الملك؟
حتى أكون صادقاً، لا يمكن لمدرب برشلونة أن يضحي بأي بطولة خلال الموسم، هذه قاعدة ثابتة في السنوات الأخيرة، لكن ربما يستطيع ترتيب أولوياته بما يراه في مصلحة فريقه.
من الواضح من قائمة برشلونة بأن فالفيردي يؤمن بأن كأس الملك ليس اللقب الذي يريده عشاق النادي ولا الإدارة ولا اللاعبون، هذا الإيمان منبثق بالأساس من تحقيق النادي لهذه الكأس اليتيمة في الموسم الماضي لكنه إنجاز لم يقنع أحداً في ظل تحقيق ريال مدريد للقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بل أنه لم يدفع البرسا للاحتفال بعد الفوز في المباراة النهائية على ألافيس.
هذه الصورة القاتمة لموسم برشلونة الماضي رغم تحقيق لقب الكأس تجعل فالفيردي يضع في أولوياته بطولتي الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وتجنباً للمشاكل في هذه المسابقتين فإنه بحاجة لإراحة أهم 3 لاعبين في فريقه، اللاعبين الذين لا يجد من يعوضهم بشكل ناجح في الفريق.
فالفيردي يضع بعين الاعتبار المراحل الحاسمة من الموسم والتي قد يصاب خلالها اللاعبون بالإرهاق مما يؤثر على مستواهم الفني، لذلك يحاول قدر المستطاع تجنيب اللاعبين الأهم في فريقه الضغط البدني، وليس هناك وسيلة لفعل ذلك أفضل من بطولة كأس الملك الأقل أهمية في الموسم.
ما يؤكد أن فالفيردي لا يهتم كثيراً ببطولة كأس الملك هو الفارق المريح له في صدارة ترتيب الدوري الإسباني، النقاط التسع تمكنه من إراحة أحد أضلاع المثلث الهجومي أحياناً، لكن يرى بأن خوض مباراة بثلاث نقاط في الليجا أهم من مواجهة سيلتا فيجو في مباراة معقدة خارج ملعبه في بطولة الكأس.
طبعاً فالفيردي سيبحث الليلة عن الانتصار بالعناصر المتاحة بين يديه، وسيجهز الخطة المناسبة لتحقيق ذلك، لكنه حتماً لن يضع أفضل عناصره للإجهاز على المنافس.
