ليونيل ميسي ولويس سواريز

لم تعتد جماهير برشلونة الإسباني أن يبدأ فريقها الموسم بهذه الوضعية الحرجة وحالة الشك والترقب التي تحيط به، منذ صيف 2008 والبرسا يدخل الموسم كمرشح أول لتحقيق جميع الألقاب، أو على الأقل كمنافس قوي وشرس لغريمه ريال مدريد على الألقاب الكبرى، لكن ما حدث في الصيف الحالي، مع السقوط المؤلم أمام الريال في كأس السوبر دق ناقوس الخطر في كتالونيا.

برشلونة يعاني حالياً على جميع الأصعدة، فنياً من ناحية تدني جودة بعض اللاعبين، وتكتيكياً بسبب أخطاء المجموعة ككل في أداء الواجب الدفاعي بل والهجومي، وإدارياً في ظل تخبط شديد يتعرض له المسؤولين في برشلونة.

ما يزيد حالة الشك والخوف في برشلونة هو الطريقة التي أنهى خلالها الفريق الموسم الماضي حيث خسر لقب الدوري الإسباني لصالح غريمه ريال مدريد، كما أقصي من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي بعد السقوط أمام يوفنتوس بثلاثية نظيفة، ومع حصد الريال للقب الأوروبي للعام الثاني على التوالي ارتفع منسوب الشك في البلاوجرانا.

إحراز لقب كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي لم يجعل جماهير الفريق سعيدة وهي ترى غريمها التقليدي يظفر بلقبي الدوري ودوري الأبطال، كما أن مشاكل البرسا العديدة قللت كثيراً من الفرح، لكن كان الأمل بأن تصحح الأخطاء خلال الصيف.

Lionel-Messi-2020144

صيف صعب جداً يثير الرعب في قلوب العشاق

ليست مبالغة، عشاق برشلونة أصبحوا خائفين على مستقبل النادي في ظل إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، النادي دخل الصيف لتعزيز صفوفه ورفع جودة الفريق في عدة مراكز، لكنه بدلاً من ذلك خسر ثاني أهم لاعبيه لصالح باريس سان جيرمان، نيمار دا سيلفا.

رحيل نيمار كان له أثر سلبي جداً على معنويات الفريق وأداؤه الفني، شاهدنا ذلك بوضوح أمام ريال مدريد في كأس السوبر، وما زاد من صعوبة الموقف هو عدم تعويضه بأي لاعب من جودة عالية حتى الآن.

برشلونة حقق العديد من الانتصارات في المباريات الودية، لكنها لم تحميه في النزال الرسمي أمام الريال ليسقط بخماسية، كما أظهرت العجز التكتيكي والفني الواضح في الفريق، واتضح حاجة برشلونة لتعزيز العديد من المراكز أهمها محور وسط الملعب (ضابط الإيقاع) والجناح الأيسر، وربما أيضاً مركزي لاعب الارتكاز وقلب الدفاع.

إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة الإسباني

إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة الإسباني

لكن في ظل ذلك تعاقد برشلونة مع البرازيلي باولينيو من جوانجزو الصيني وهو ما أثار المزيد من الإحباط لدى الجماهير، فهي كانت تمني النفس برؤية كوتينيو أو فيراتي أو على الأقل سيري ضمن صفوف فريقها، فتفاجأت بالتوجه صوب لاعب فشل في الدوري الإنجليزي الممتاز وهرب إلى الصين !

وبعيداً عن التخبط الإداري والمشاكل التي خلقوها للفريق، فإن حالة الشك بدأت تطال المدرب إرنيستو فالفيردي رغم أنه من المبكر الحكم عليه، الشك نشأ من تعامله السلبي مع مواجهات الغريم ريال مدريد حيث أخفق في تطوير بعض الأسلحة الهجومية مثل استغلال الركلات الركنية، كما طبق أسلوب دفاعي في لقاء العودة رغم حاجته لتحقيق الانتصار بفارق 3 أهداف، وبالنهاية لم ينجح في أسلوبه بل كاد أن يتعرض لهزيمة قياسية.

التوقعات ليست مرتفعة

في ضوء كل ما ذكر تبدو الحالة المعنوية منخفضة جداً في برشلونة خصوصاً أنه على الشق الآخر يعيش ريال مدريد أزهى أيامه، القلق أصبح واضحاً من إمكانية أن يكون الموسم المقبل أسوأ من الماضي.

لكن قلق الجماهير ووسائل الإعلام ليس شرطاً أن تنعكس نتائجه على أرض الملعب، فخلال موسم 14\2015 كان الفريق يعاني من العديد من المشاكل مقابل أن الريال انطلق بشكل رائع في الموسم، الجماهير كانت لا تثق بالمدرب لويس إنريكي ولا حتى لاعبيه، وكان الفريق يمر بحالة فوضى، ثم تغير كل شيء في ظرف أشهر قليلة ليحقق البرسا الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه.

البوادر لا توحي بالخير، لكن في عالم كرة القدم لا تستطيع أن تؤكد شيئاً أو تنفيه.