برشلونة والتفريط بالأموال حين بيع اللاعبين .. مشكلة لا تنتهي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لم يكن تقرير صحيفة سبورت الإسبانية مستغرباً حول اخبار برشلونة ، النادي يعتريه الندم على التفريط في عملية بيع أردا توران في يناير من عام 2017 حينما حصل على عرض مغري جداً من جوانجزو إيفرجراند الصيني لفسخ عقد اللاعب مقابل 50 مليون يورو، الصحيفة أكدت على أن العرض حقيقي لكن لويس إنريكي رفضه بسبب حاجته للاعبين البدلاء في ظل تعدد الإصابات في فريقه.

    لا نستطيع القول بأن تقرير سبورت صحيح 100 % ، لكن لو كانت الصحيفة صادقة فيما نشرته بالفعل فيما يخص العرض الصيني المقدم لبرشلونة لفسخ عقد توران، فحينها يكون النادي ارتكب واحداً من أغبى القرارات التي يمكن ارتكابها على الإطلاق.

    50 مليون يورو من أجل توران حبيس دكة البدلاء مبلغ يفوق قيمة اللاعب الحقيقية في السوق، وإن كان إنريكي يريده بحجة عدم توفر البدلاء في فريقه فكان من الأولى حينها استخدام المبلغ للتعاقد مع 3-4 لاعبين شبان، ربما يكونوا أكثر فائدة من التركي الذي لم يقنع أحد بمستواه في برشلونة.

    المبلغ الذي سيحصل عليه برشلونة من بيع توران كان سيمكنه من جلب جيرارد ديولوفيو على سبيل المثال وسط الموسم في ظل عدم حصوله على فرص للعب في إيفرتون، بل كان سيتوفر معه فائض مالي للتعاقد مع بعض الشبان الإسبان الذين يقدمون مستوى رائع مثل تيو هيرنانديز ظهير أتلتيكو مدريد والمعار إلى ديبورتيفو ألافيس، وداني سيبايوس لاعب خط وسط ريال بيتيس الذي تشتعل حوله الحرب حالياً.

    أردا اتوران

    أردا اتوران

    تيو هيرنانديز وسيبايوس كلاهما أقرب لريال مدريد في الوقت الحالي، لذلك لو توفرت الأموال بسخاء في برشلونة قبل 6 أشهر فمن المفترض أنه كان سيحسم الصفقات في الشتاء لأن اللاعبين لا يشاركون في أي بطولة قارية ويلعبون لأندية ضعيفة أو متوسطة.

    من أجل الإبقاء على لاعب واحد في دكة البدلاء برشلونة فرط بمبلغ ضخم كان سيمكنه من التعاقد مع 3 لاعبين شبان على الأقل ربما يقدمون مستوى أفضل ويعززون دكة البدلاء، بل والمراكز الأساسية، بشكل حقيقي وليس شكلي مثلما حصل مع توران الذي شارك في 4 مباريات كأساسي في مختلف البطولات بعد انقضاء شهر يناير.

    المشكلة الكبرى أن برشلونة يبدو غير قادر على تحقيق أي عائد مالي من بيع توران في الوقت الحالي في ظل عزوف الصينيين على التعاقد معه بعد إحكام الاتحاد الصيني قبضته على السوق بقوانين جديدة، الأندية الأوروبية المهتمة بالتركي تريد دفع مبالغ مالية منخفضة لفسخ عقد توران حسب أقوال سبورت، أو حتى التعاقد معه بالمجان !

    هذه ليست المرة الأولى التي يخفق فيها برشلونة في بيع لاعبيه مقابل مبالغ مالية ضخمة، بل أن هذه المعضلة تتكرر مع العديد والعديد من اللاعبين عاماً تلو الآخر، البرسا لديه مشكلة حقيقية في تسويق لاعبيه أو في اختيار الوقت المناسب لبيعهم.

    بيدرو رودريجيز

    بيدرو رودريجيز

    صيف 2015 قام برشلونة بالتخلي عن بعض لاعبيه أصحاب الأسماء الرنانة، بيدرو رودريجيز تصدر قائمة المغادرين نحو تشيلسي، فيما تمت الصفقة مقابل 27 مليون يورو فقط رغم أن الأخير يعد من النجوم البارزين على الساحة العالمية، كما قام النادي ببيع الموهوب جيرارد ديولوفيو بعد عدة إعارات له مقابل 6 ملايين يورو.

    برشلونة اختار الوقت غير المناسب لبيع ديولوفيو لأنه قام بإعارته لأندية أخرى قبل ذلك لم ينجح فيها اللاعب، كما أخفق في تسويق لاعبه بنجاح، مما أدى لانخفاض قيمته كثيراً حين بيعه.

    حتى نفهم الفكرة جيداً فيجب الحديث عن لاعبين من أندية أخرى تنطبق عليهم نفس المعايير والمواصفات حين رحيلهم عن ناديهم، ولا يوجد نادي مشابه لبرشلونة أكثر من غريمه ريال مدريد.

     ألفارو موراتا بيع إلى يوفنتوس حينما كان حبيس دكة بدلاء الريال مقابل 22 مليون يورو، وحينما قرر النادي استعادته في الوقت المناسب بعد أن تحول لحبيس دكة بدلاء اليوفي سوقه بشكل مثالي مما جعل سعره يرتفع لأكثر من 50 مليون يورو حسب التقارير.

    arse

    قضية موراتا وديولوفيو لا تختلفان كثيراً، ريال مدريد جعل من موراتا مهاجم عالمي حينما كان حبيس دكة البدلاء لديه أو حتى لدى يوفنتوس وسوقه بشكل مثالي، بل كرر نفس التصرف حينما باع خيسي رودريجيز (الذي لم يثبت إمكاناته مع الفريق الأول بعد الإصابة الخطيرة في الركبة، وبالكاد كان يسجل الأهداف) إلى باريس سان جيرمان مقابل 25 مليون يورو.

    القصة لا تتوقف هنا، ريال مدريد باع مسعود أوزيل إلى آرسنال مقابل 47 مليون يورو صيف 2013 ، وفي الصيف التالي تخلى برشلونة عن سيسك فابريجاس لصالح تشيلسي مقابل 33 مليون يورو، وفي العام التالي باع ريال مدريد نجمه أنخيل دي ماريا إلى مانشستر يونايتد مقابل 75 مليون يورو، فيما تخلى برشلونة عن أليكسيس سانشيز لآرسنال مقابل 42.5 مليون يورو.

    المسألة ليست فارق في المستوى بين لاعبي الغريمين، بل فارق في عملية التسويق والترويج الإعلامي لهم، هذا ما اتضح تماماً من الأداء الذي قدمه المغادرون في الأندية التي لعبوا لها بعد ذلك.

    كريستيان تيو هو أحد اللاعبين الذين أخفق برشلونة في تسويقهم بشكل ناجح فور بزوغ نجمهم، البرسا أعاره إلى عدة أندية ثم قام ببيعه إلى ريال بيتيس مقابل 4 ملايين يورو فقط، مجموع الإعارات مع البيع بلغت 7.5 مليون يورو على مدار 4 أعوام.

    فابريجاس و دي ماريا

    فابريجاس و دي ماريا

    فيما أخفق برشلونة في تحصيل أي مبلغ مالي من عملية بيع إبراهيم أفيلاي، بل كان مضطراً لدفع جزء من أجره في بعض عمليات إعارته لأندية أخرى، وفي نهاية المطاف رحل مجاناً إلى ستوك سيتي.

    القائمة تطول وتطول، والأمثلة عديدة وهي ليست سوى دلائل على سوء تعامل إدارة برشلونة مع المغادرين للنادي، تعامل سيئ بدأ تدريجياً في الأعوام الأخيرة من حقبة خوان لابورتا لكنه انفجر في عهد ساندرو روسيل ثم جوسيب ماريا بارتوميو.

    برشلونة بحاجة لإعادة هيكلة في مسألة التفاوض مع الأندية الطامحة بضم لاعبيه، كما عليه أن يفهم مدى التضخم في أسعار اللاعبين في السوق خلال السنوات الأخيرة لأنها ما زال يتعامل بعقلية بداية الألفية على ما يبدو.