مثلي مثل الكثيرين شغوف بمتابعة سوق الانتقالات وتحركات اللاعبين بين مختلف الاندية وتحليل الصفقات ومقارنة عطائها باسعارها وغيرها من الامور التحليلية ، ومنذ تولي لويس انريكي القيادة الفنية لبرشلونة لاحظت اختلاف كبير في تعامل الادارة مع المدرب و اعطاءه كافة الصلاحيات في اختيار اللاعبين وهو ما لم يحدث مع سابقيه…حتى جوارديولا!،لتبدأ مرحلة جديدة في التعاقدات لكنها اتصفت دائماً بالعشوائية في الاختيار وضعف الرؤية و التخطيط ، وكُلما اطلقت الادارة يد انريكي اكثر زادت العشوائية اكثر فاكثر فكيف ذلك؟:
هناك قاعدة ثابتة في برشلونة تُجبر المدرب على الدفع بناشئي النادي كُلما اتيحت الفرصة وعندما يرغب في تدعيم مركز معين يتم البحث عنه في اللامسيا فان لم يتواجد يتم التعاقد معه من الخارج ،ولكن كل هذا تغير مع قدوم انريكي الذي نسف تلك القيم فتعاقد الفريق مع 13 لاعباً من خارج اللامسيا واذا استثنينا الحراس يصبح العدد 10 ، ولم يكتفي بذلك بل قام بتسريح من كانوا يمثلون مستقبل برشلونة على سبيل المثال:
-جريمالدو:
الظهير الايسر لبرشلونة “ب”، كانت تعقد عليه الكثير من الامال ويتم اعداده ليكون قائد الجانب الايسر لبرشلونة ولكن انريكي لم يعطه اي فرصة رفقة الفريق الاول و اعلن عدم حاجته له ،فقرر اللاعب عدم تجديد عقده والرحيل الى بنفيكا لينفجر في البرتغال ويصبح اسمه مرتبطاً بقطبي مانشستر و يضع فينجر عينه عليه.
-بارترا:
بعيداً عن “جاريث بيل أهرب”، كان منتظراً من باراترا ان يكون البديل الحقيقي لبويول لما يمتلكه من سرعة و هدوء و مهارات مميزة كانت في حاجة الى تطور ولكن مع وصول انريكي انعدمت فرص مشاركة بارترا لحساب ماثيو وحتى فيرمايلين ليقرر اللاعب الرحيل الى دورتموند ليبرهن على طيب معدنه ويحل معل العملاق “هاملز” ليخرج في تصريح شرح حالة ناشئي برشلونة ككل:”انريكي اوقف تطوري”.
-هاليلوفيتش:
ميسي الكروات وقائد هجوم برشلونة القادم أو هكذا كان يُنتظر منه ،لاعب كان ملء السمع والبصر في كرواتيا وتنافس عليه كبار القارة العجوز بلا استثناء ليختار برشلونة في النهاية ، اعاره انريكي لخيخون ليأخذ خبرة اكبر و تتاح له فرصة لاثبات نفسه وهو ما لم يتركه اللاعب يمر مرور الكرام فتألق بشكل ملفت للنظر فكافأه انريكي… ببيعه لهامبورج!.
ملحوظة: هناك ايضاً اداما تراوري و ديولوفو و تيلو وسامبر.
في الموسم الماضي عندما احتاج برشلونة الى ظهير ايمن اصر انريكي على شراء اليكس فيدال المعروف عنه عدم القدرة على شغل مركز الظهير لضعف امكانياته الدفاعية وكان من المتوقع ان يفشل عند تحويله لظهير،فليس كل من يخرج من اشبيلية داني الفيش! ،ولكن الغريب في حالة فيدال انه بعد كل هذا الاصرار لم يشارك بالشكل الكافي للحكم عليه و اصبح –فجأة- غير مرغوب فيه من قبل انريكي! ، وشخصياً اتوقع ان يتكرر نفس السيناريو مع باكو الكاسير الغير مناسب لاسلوب برشلونة …والذي اصر عليه انريكي ايضاً!.
-انريكي مدرب جيد و يُعتبر رقمياً من الافضل في اوروبا وان كان في مرتبه متأخره وسط “الصفوة” –بالنسبة لي-،ولكن ضعف رؤيته تسبب في مشاكل مالية كانت موجودة سلفاً بين اسوار الكامب نو ، كما تسبب في هدم قيم اللامسيا التي بناها كرويف و جوارديولا و كما يقال النتائج هي كل شئ في النهاية فعدم التخطيط الجيد للمستقبل ايضاً يجعل النهاية اقرب ، فما زرعه كرويف جناه جوارديولا وما زرعه انريكي سيجنيه …برشلونة.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
