كوستا يطرد في مواجهة خيتافي

لا يوجد مدرب سيكون سعيد بلاعبه حينما يطرد في مباراته الأولى كأساسي مع الفريق، كما لن يكون المدرب سعيداً بافتعال لاعبه للمشاكل، لذلك لا نستطيع القول بأن دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد سعيد أو حتى ليس لديه مانع في رؤية كوستا يطرد خلال مواجهة خيتافي.

كوستا تلقى البطاقة الصفراء الثانية بعد احتفاله المبالغ به مع جماهير أتلتيكو مدريد ليطرد على إثرها من الملعب تحت أنظار سيميوني الذي كان يعيش لحظات من النشوة والسعادة الغامرة بتسجيل مهاجمه القريب من قلبه هدفه الثاني في المباراة الثانية له على التوالي.

ورغم إقرارنا بأن سيميوني لن يكون سعيداً بالطرد خصوصاً أنه سيخسر كوستا في المباراة المقبلة على الأقل، إلا أننا نستطيع القول بأن الفكرة العامة لطريقة لعب دييجو كوستا هي ما أراد سيميوني.

المدرب الأرجنتيني يتخذ من الحماس، الروح القتالية، الالتحام مع المنافس والدخول في صدامات معه، ثم الأداء المنضبط تكتيكياً ودفاعياً والتميز بشن الهجمة المرتدة بأقصر وأسرع الطرق كركيزة أساسية لصنع فريق قوي ومنافس على الألقاب.

دييجو كوستا

دييجو كوستا

هذه الخصائص تجعل سيميوني انتقائي في اختيار لاعبيه ليلائموا أفكاره وطريقة لعبه في الغالب، لكنه يترك بعض الخيارات المختلفة للتنويع، أهما الفرنسي أنطوان جريزمان الذي يشكل المصدر الرئيسي لقوة أتلتيكو هجومياً في السنوات الأخيرة.

جريزمان ليس لاعب فنان وهداف فقط، بل أنه لاعب تكتيكي من أعلى طراز ويضحي من أجل الفريق أيضاً، لكنه يفتقر لأحد العوامل التي يطلبها سيميوني من لاعبيه، الحماس والروح القتالية وجر المنافس لمعركة الصدام معه بشكل مباشر.

لذلك فإن الفكرة العامة التي قدمها كوستا اليوم بدخوله في صدامات ومناوشات مع المنافس، ودخوله في حالات صراع بدني بحت، هو ما ينشده سيميوني، فربما اليوم أتت بنتيجة سلبية تمثلت بطرد اللاعب، لكنها ستأتي عاجلاً أم آجلاً بنتائج إيجابية إما بإفقاد المدافعين تركيزهم ليركزوا على خلافات جانبية مما يدفعهم للوقع بالأخطاء، أو عبر دفعهم لارتكاب الخشونة مما يمنحهم البطاقات الملونة.

كوستا سيكمل جريزمان في المباريات المقبلة، وسيميوني سيحاول شحن بطارية لاعبيه مجدداً عبر مناوشات هذا اللاعب المستمرة مع المنافسين، ليدفعهم للقتال بجنون في الملعب مجدداً.