بالتأكيد أسوأ خبر يسمعه أي مدرب هو إصابة لاعب في فريقه و غيابه لفترة طويلة عن الملاعب خصوصا إن كانت الإصابة في فترة الحسم مع نهاية الموسم و فريقه يلعب في أكثر من بطولة ، في الفترة الاخيرة كثرت إصابات لاعبي مانشستر يونايتد في كل الخطوط فبعد إنتهاء موسم ماتا للإصابة ضربت الغيابات دفاعات الشياطين الحمر بإصابة سمولينج و جونز و من بعدهم روخو ، و لم يسلم أغلي لاعب في العالم حاليا بول بوجبا نجم وسط اليونايتد من الإصابة في المباراة الاخيرة امام بيرنلي في الدوري الانجليزي و تأكد غيابه لثلاث اسابيع.
لكن كل هذه الإصابات و الغيابات لها من يعوضها من لاعبين أخرين من الممكن أن لا يكونوا علي نفس مستوي الأساسين و لكن الفروق بينهم ليست كبيرة جدا و في إمكان السبيشال وان التعامل معها دون تغيير منظومة لعب الفريق أو الخطط التكتيكية و حتي طريقة اللعب.
جوزيه مورينيو
لكن إصابة هداف الفريق هذا الموسم و محور خطط مورينيو الهجومية كلها ، اللاعب الذي كان أساسيا تقريبا في كل مباريات الموسم زلاتان إبراهيموفيتش و غيابه لتسعة أشهر مما يعني ان موسمه قد إنتهي تبدو للجميع ضربة قوية لليونايتد تهدد أحلامه في التأهل لدوري أبطال اوروبا الموسم القادم عن طريق الفوز بالدوري الاوروبي أو الحصول علي المركز الرابع في الدوري الانجليزي.
الأمر الذي إن حدث سيعني بالتأكيد عدم نجاح المدرب البرتغالي الكبير في موسمه الاول مع الشياطين الحمر لان الفوز بكأس رابطة الاندية الانجليزية المحترفة لن يكون كافي إذا ما لم يتأهل لدوري ابطال اوروبا.
ومما يصعب الأمو أكثر هو قوة المباريات المتبقية لفريق اليونايتد سواء في الدوري الاوروبي الذي سيواجه في نصف النهائي سيلتا فيجو الأسباني أو في الدوري الإنجليزي الذي سيواجه فيما تبقي من مباريات :
السيتي و سوانزي و ارسنال و توتنهام و ساوثهامبتون و يختم بكريستال بالاس و كلها فرق اما تصارع للبقاء او تصارع من اجل اللقب او حجز مقعد اوروبي.
و لكن كما يقول المثل ، رب ضارة نافعة ، فمن الممكن أن تأتي إصابة إبرا بالنفع تكتيكيا علي الفريق و تفتح له المجال للكثير من الحلول التكتيكية الهجومية و يصبح مورينيو أكثر مرونة خططيا ، فكيف ذلك ؟
الإيجابيات في وجود زلاتان :
في كل طرق اللعب التي إستخدمها مورينيو هذا الموسم من( ٤-٢-٣-١ ) أو ( ٤-٣-٢-١ ) أو (٤-٤-١-١ ) كان المهاجم السويدي هو المهاجم الوحيد في الامام و كان دوره مايعرف بالمهاجم رقم ٩ في عالم كرة القدم ، يهدف و يستقبل العرضيات و احيانا يرجع قليلا الي الخلف ليصبح محطة و يوزع اللعب او ليسحب معه مدافعي الخصوم و كان يؤدي هذا الدور بإمتياز مما جعله هداف الفريق هذا الموسم للفريق و محور كل الجمل التكتيكية و الخطط الهجومية للمدرب البرتغالي .
السلبيات في وجود زلاتان :
تقل خطورت زلاتان و فاعليته كثيرا اذا تحرك علي الاطراف مما جعل جوزيه مورينيو يوظف راشفورد و مارتيال علي الاطراف لان إبرا هو من يكون في العمق الهجومي ، لا يتمتع بسرعة الانطلاقات في الهجمات المرتدة مما جعل اليونايتد لا يجيد لعب المرتدات الي من علي الاطراف مما يعني تعطيل الهجمة و قلة نسبة خطورة الهجمات و اخيرا عدم الاستفادة من راشفورد و مارتيال و روني في مركز المهاجم في العمق لانه محجوز للسلطان إبرايموفيتش .
لذلك في غياب زلاتان إبراهيموفيتش من الممكن لمدرب الشياطين الحمر التنويع بين الثلاث طرق لعب المختلفة علي حسب قوة المنافس و طريقة لعبه ، كالآتي :
١- في غياب بوجبا لمدة ثلاث أسابيع يمكن للمدرب البرتغالي إعتماد طريقة ٤-٣-٣ بوجود كاريك كمحور إرتكاز دفاعي و من أمامه هيريرا و فيلايني و كلاهما بواجبات هجومية و دفاعية ويلعبان كمتوسط ميدان box to box ، أما ثلاثي المقدمة فيكون من لينجارد و راشفورد و مارتيال و هذا الثلاثي سريع و يجيد تبادل المراكز مع بعضهم البعض لارباك دفاعات الخصم و فتح ثغرات في الثلث الاخير للخصم و كل منهم يمكن أن يلعب في اليمين و اليسار و العمق علي مدار أحداث المباراة و يجيدوا إستقبال عرضيات فالنسيا و دارميان و الاهم انهم يجيدوا لعب الهجمة المرتدة و سرعة ااتحول من الدفاع للهجوم ، هذه الطريقة ستكون ملائمة لمباريات الخصوم القوية التي تهاجم فيلعب اليونايتد علي غلق المساحات و الهجمات المرتدة و من غير مورينيو يجيد ذلك ( طريقة مناسبة لمباريات : السيتي و ارسنال )
٢- و مع عودة بوجبا من الاصابة يمكن أن يلعب بطريقة ٤-٣-٣ أيضا و لكن الفرق الوحيد هو أن هيريرا و فيلايني كمحاور و سط و من أمامهم بوجبا كلاعب حر يمول ثلاثي المقدمة نفسه مارتيال و راشفورد و لينجارد بالبينيات علي ان تكون أدوار ثلاثي المقدمة كما الطريقة الاولي ( طريقة مناسبة لمباريات : سيلتا فيجو في إسبانيا و مباراة توتنهام )
٣- وإذا واجه خصوم تتكتل دفاعيا في مناطقها و تقبل اللعب غياب زلاتان سيسمح له بإعتماد طريقة ٣-٤-١-٢ فهو لا يحتاج أربع مدافعين في هذه الحالة علي أن يكونا فالنسيا و يونج أجنحة بواجبات هجومية و دفاعية نظرا لسرعة الارتداد الهجومي و الدفاعي و دور بوجبا و هيريرا لاعبان محور وسط box to box ، ولان في حالة دفاع الخصم يتطلب من اليونايتد تنويع الهجمات من الاطراف و العمق فوجود مخيتاريان كصانع ألعاب ( رقم ١٠ ) سيكون ضروري لمد الاثنين المهاجمين راشفورد و روني بالكرات و اللعب بأثنين مهاجمين سيخلق كثافة عددية في منطقة جزاء الخصم و يمكن الشياطين الحمر من أسغلال عرضيات فالنسيا و يونج أيضا ( طريقة مناسبة لمباريات : سوانزي و سيلتا فيجو في الاولد ترافورد و ساوثهامبتون و كريستال بالاس )
وبلا شك عودة جونز و سمالينج من الاصابة ستعطي الاضافة الدفاعية للتدوير في مركز محور الدفاع.
لذلك أعتقد أن إصابة نجم هجوم المان يونايتد و إن كانت قاسية و محزنة لعشاق الشياطين الحمر و مزعجة للمدرب الاستثنائي كما يحب أن يطلق عليه و لكنها جاءت في وقتها و فتحت الطريق أمام اللاعبين الاخرين للمشاركة و إثبات جدارتهم للعب للعملاق الإنجليزي و يبقي نجاح موسم المدرب البرتغالي من عدمه مرهون بمدي مرونته التكتيكية و مدي الجاهزية النفسية و البدنية و الذهنية للاعبي اليونايتد فالأمور في يد الاسبيشال وان ليحدد مصير موسمه الاول مع مانشستر يونايتد العملاق الإنجليزي.
