الفوضى اللاخلاقة في ريال مدريد!

رامي أسد 19:36 26/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتشر خلال السنوات الماضية مصطلح أطلق عليه اسم ” الفوضى الخلاقة ” حيث يقوم هذا المصطلح على الهدم المتعمد ولكن بغرض البناء مرة جديدة و لكن بمواصفات تناسب الشخص الذي افتعل هذه الفوضى .

    بعد عام مثالي قدمه زيدان مع الريال بدأت علامات هذه الفوضى تظهر و السؤال  الأبرز على ماذا بني انتداب النجم الفرنسي كمدرب للفريق المدريدي بعد كارثة بينيتيز.

    منذ عودة بيريز الى رئاسة النادي و اسم زيدان يتردد على ألسنة المشجعين بعد نجاح الغريم التقليدي برشلونة بالظفر بسداسية تاريخية تحت قيادة مدربهم الشاب غوارديولا , و بدأ المشروع أو الحلم الكبير مع بيلغريني و على الرغم من وجود المدرب التشيلي و المدير الرياضي فالدانو في الواجهة إلا أن الشخص الأقرب بالنسبة للرئيس كان زيدان .

    مما لا شك فيه أن فكرة وضع زيدان كمدرب كانت أحد الخيارات التي فكر بها بيريز و لكن الأجواء العامة داخل النادي و المشجعين لم تكن لتحتمل تجربة فاشلة بعد الصفقات المدوية التي أبرمها و بعد فشل بيلغريني في تحقيق أي شيء جديد و هيمنة برشلونة على محلياً و أوروبياً و لم يكن النجم الفرنسي الشخص الذي باستطاعته لعب هذا الدور لأن هذه الورقة كانت كالجوكر إن خسرها سيخسر كل شيء لذلك ذهب الرئيس لاختيار المدرب القادر على كسر هيمنة برشلونة في المقام الأول .

    jose-mourinho_3

    مورينيو كان هو الحل المثالي و الوحيد الذي يمتلك الشخصية لكسر هيمنة البرشا  و بالأخص بعد إقصائهم من نصف نهائي دوري الأبطال مع الإنتر و فوزه بالبطولة . الموسم الأول مع الريال حقق المطلوب بعد الفوز بالكأس على حساب الغريم التقليدي و من بعده الظفر ببطولة الدوري على حساب غوارديولا . ثم جاء الموسم الذي انتهى معه شهر العسل ما بين مورينيو و الصحافة الإسبانية من جهة و اللاعبين من جهة أخرى دون أن يتدخل بيريز أو يدافع عن الفريق أو المدرب و هذا شيء انتقده السبيشل ون  في اكثر من مناسبة . و ضمن هذه المعمعة أراد مورينيو جعل زيدان الشخص الذي ينلكم معه ليكون صلة وصل مع الرئيس وهذا ما حدث في الموسم الأول و بعدها قرر زيدان الالتفات إلى عالم التدريب و البدء بالمرحلة العملية

    بعد الزوبعة التي حصلت مع رحيل مورينيو خرجت بعض التخمينات حول هوية المدرب القادم و كان زيدان أحد هذه الأسماء و لكن مرة أخرى لم يكن الوقت مناسباً لعدم قدرته على التحكم بغرفة الملابس و خاصة بعد الانشقاق الذي حصل حول كاسياس  فــ جاء رجل السلام أنشيلوتي لغرض وحيد و هو ترتيب أوراق الفريق و محاولة الحصول على العاشرة بحكم خبرة المدرب الإيطالي في هذه البطولة و تم اختيار زيزو كمساعد للمدرب وبدأت تتبلور صورة في أذهان الجميع أن النجم الفرنسي سيكون هو المدرب القادم للريال لا محالة . فاز  الفريق باللقب العاشر لدوري أبطال أوروبا و في الموسم الثاني الذي غادره زيدان  خسر الفريق كل شيء في الأمتار الأخيرة بعد أن سيطر حتى منتصف الموسم و لكن بيريز اتخذ القرار المعتاد باقالة أنشيلوتي بحكم أن الفريق خسر قدرته على مجاراة ابرز منافسيه محلياً اتليتكو مدريد و برشلونة .

    بعد ذلك تم انتبداب بينيتيز تحت شعار عودة ابن النادي البار و يعرف جيداً كيف يهتم بالشباب بحكم انه كان مدرباً في الكاستيا ، و لكن الجميع كان على قناعة ان المدرب الإسباني لن ينجح مع الفريق و بدا ذلك واضحاً من خلال الفترة التحضيرية إضافة على عدم امتلاكه الكاريزما التي تناسب عقلية النجوم المتواجدة في الفريق و الأهم من ذلك طموحات الجماهير حتى أنه كان صيد سهل للصحافة الإسبانية بحكم الضجة التي رافقت رحيل انشيلوتي فكان من السهل وضعه تحت الضغط و جعله شماعة الخسارة برباعية أمام برشلونة و الحديث عن مدرب مؤقت حتى نهاية الموسم بحكم عدم تواجد أسماء كبيرة بحجم النادي و هنا رويداً رويداً بدأ اسم زيدان يتردد في الإعلام الإسباني حتى جاء اليوم الموعود و في توقيت غيرمتوقع  بعد إعلان دعم الإدارة للمدرب الإسباني تفاجئ الجميع بخروج بيريز و إلى جانبه زيدان ليعلن الخبر الذي انتظره مشجعي الفريق و خطط له الرئيس منذ بداية عهده الجديد .

    5d6f78c4322186f4c7613286eda048f2_XL

    كل مدرب خلال تلك  الفترة كان له مهمة للتخلص من العقبات التي واجهها الفريق خلال السنوات العجاف أوروبياً و محلياً و خلق جو مناسب لجعل زيدان مدرباً للريال , مورينيو الذي كسر هيمنة برشلونة  و من بعده أنشيلوتي الذي حقق العاشرة و بينيتز كبش الفداء إن أمكن تسميته ثم جاء زيزو في ظروف بعيدة عن الضغوط الإعلامية بحكم بداية الموسم السيئة و نجومية المدرب الفرنسي و تاريخه مع الريال اضف على ذلك الموافقة الضمنية من نجوم الفريق بحكم معرفتهم به و قربه من الفريق الأول عندما كان مساعداً لانشيلوتي دون ان ننسى التدرج الذي قام به بعد تسلمه قيادة الكاستيا في تجربة مشابهة لما فعله غوارديولا قبل تسلم الفريق الأول في برشلونة .

    ما حصل في بداية الموسم الماضي خلق بيئة مناسبة لزيزو  للعمل بهدوء رغم وجود بعض الضغوطات  لان الجميع ما كان ليتخيل ان يحقق الفريق اللقب ال 11 وان يهزم برشلونة في الكامب نو و الكثير من اللحظات الجميلة التي يذكرها عشاق الميرنغي .

    زين الدين زيدان

    زين الدين زيدان

    هذه الفوضى التي خلقت من أجل زيدان كان لها الكثير منالايجابيات التي غطت على سلبيات ما زال المشجع المدريدي يتغاضى عنها لأسباب كثيرة و اهمها شخصية زيزو المحببة من الجميع و التي تعد احد أهم اسباب نجاحه حتى هذه اللحظة في قيادة دفة الفريق و ادارة غرفة الملابس التي فشل في ادارتها الكثير من الأسماء التي تناوبت على تدريب الفريق سابقاً

    كل هذه الأمور التي قام بيريز بفعلها من اجل زيدان و من اجل فكرة ما زالت تراود فكر الرئيس و هي صنع تجربة مشابهة لما حصل مع غوارديولا ولكن بصيغة مدريدية و بدا ذلك واضح بالاعتماد على الكاستيا لردف الفريق الأول تحت ادارة نجم مدريدي كبير بحجم زيدان .

    توقع شخصي : ما زالت مقتنعاً بفكرة راودتني منذ رحيل مورينيو بأن هذه الفوضى التي ستتحول إلى فوضى لا خلاقة مع رحيل زيدان عن الفريق سيكون بطله السبيشل ون لأن طريقة خروجه و الأخبار التي ما زالت تتحدث عن رغبة بيريز بعودة المدرب البرتغالي ل تخليصه من التفاحة الفاسدة تعطي مؤشرات بأن مجيء زيدان قد يكون السبيل الأمثل لعودة مورينيو مدرباً للريال من جديد .