الوجه الآخر لواقعية كوبر

حسين حمدي 17:26 23/01/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هيكتور كوبر

    اقترب المنتخب المصري كثيرًا من التأهل إلى دور الـ 8 في بطولة كأس الأمم الإفريقية عقب الفوز على أوغندا بهدف نظيف، ولكن الانتقادات ظلت توجه إلى المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر بسبب طريقته الدفعية أو الواقعية التي تجبر الفراعنة على ترك الكرة للمنافس في أغلب أوقات المباراة والاعتماد فقط على الهجمات المرتدة مستغلين سرعات الثنائي محمد صلاح ومحمود حسن “تريزيجيه”.

    ولكن من ينتقد كوبر هل سأل نفسه هل يتحمل المنتخب بهذا العناصر فتح الملعب طوال المباراة أمام خصم قوي أو حتى ضعيف؟ الإجابة لا، فإذا حدث تحرر الظهيرين برفقة تقدم لاعبي الارتكاز للمساندة الهجومية فسنكتشف أحد أهم مشاكلنا في المنتخب وهى ثنائي قلب الدفاع علي جبر وأحمد حجازي وكيف أن كليهما سيعاني في المساحات الخالية من السرعات الإفريقية، وأن طريقة كوبر الحالية قد أخفت عيوبهما بتقليل المساحات تمامًا بين اللاعبين وبين الخطوط داخل المستطيل الأخضر.

    المطالبات أيضًا بتحرر لاعبي الارتكاز فقط من أجل المساندة الهجومية غير منطقية ليس بسبب حماية قلبي الدفاع، ولكن لأننا الآن لا نملك في وسط الملعب أحمد حسن أو حسني عبد ربه أو حسام غالي، إنما لدينا محمد النني وطارق حامد وهما ثنائي بقدرات دفاعية من الدرجة الأولى إذا تقدما سويًا لن نستفيد كثيرًا من تواجدهما في ملعب المنافس، وسيكون دورهما على الأغلب مجرد تمرير الكرة إلى أقرب زميل.

    16195372_10154345320920642_2266981610944620689_n

    لماذا يعود تريزيجيه ورمضان صبحي إلى حدود منطقة جزائنا؟ وهل من الأفضل أن يظل الثنائي في المقدمة من أجل زيادة الخطورة في الهجمات المرتدة؟.. أولًا هذا الأمر ليس له علاقة بواقعية كوبر أو طريقته الدفاعية، ولكنه مطبق في الكرة الحديثة في أكبر أندية العالم، فالطبيعي أن يعود الأجنحة في خطة 4-2-3-1 إلى تقديم المساندة الدفاعية أمام الظهيرين الأيمن والأيسر، وإذا لم يحدث هذا تظهر فجوات دفاعية كبيرة، وقد سبق للمدرب الإيطالي لروما لوتشيانو سباليتي أن وجه انتقادات لمحمد صلاح بسبب تغافله عن الدور الدفاعي أمام الظهير الأيمن.

    إجمالي النتائج حتى الآن تجعلنا نقف في صف كوبر ولا نصف الطريقة التي يتبعها مع المنتخب بالفاشلة، إنما هى حتى الآن قادت الفراعنة للتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية بعد 7 سنوات من الغياب، وإلى صدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا، وتقربه من التأهل إلى دور الـ 8 في أمم إفريقيا.

    تمسك كوبر بالطريقة الواقعية ليس أبديًا بمعنى أنه قد يلجأ أحيانًا إلى إجراء بعض التغييرات عند الشعور بالخطر، كما حدث في مباراة أوغندا، فإذا انتهت المباراة بالتعادل كان سيقع المنتخب بالفعل في موقف شديد الصعوبة، حيث إلزامية أن أن يفوز على المنتخب الغاني من أجل ضمان مكان في دور الـ 8، ولذلك شاهدنا المدرب الأرجنتيني يسمح لأحمد فتحي ومحمد عبد الشافي بالتقدم، كما تخلى عن ركيزة دفاعية هامة للمنتخب في وسط الملعب وهو طارق حامد مستبدله بعبد الله السعيد الذي يقوم بدور صانع الألعاب المتأخر ويمكنه تقديم الإضافة الهجومية في وسط ملعب المنافس سواء بالتصويب أو صنع التمريرات البينية غير المتوقعة، وبالفعل نجح كوبر وجاء الهدف عبر السعيد في اللحظات الأخيرة من المباراة.

    abdelshafy-Egypt-Uganda

    كل ما ذكرناه لا يخفي أننا نريد من كوبر أن يطور جزئيًا طريقته الدفاعية أو الواقعية التي يتبعها عندما نملك الكرة، فنحن لا ننتقد أو نعترض على هذه الخطة في حالة امتلاك الكرة لأنها ناجحة تمامًا في أن يكون مرمى عصام الحضري بعيدًا عن الخطورة في أغلب الأوقات، وأن ما يصل له في المباراة مجرد هجمتين أو ثلاث هجمات من الفريق المنافس، ولكننا نطلب المزيد من الحلول الهجومية.

    الوجه الآخر للواقعية الذي نبحث عنه يقوم على أن يكون أحد لاعبي الارتكاز في وسط الملعب لديه حلول مثلما حدث في الشوط الثاني من مباراة أوغندا بعد نزول عبد الله السعيد، وذلك لأن في غياب الأخير يتم بناء هجماتنا من الخلف إلى الأمام بصورة عشوائية، حيث اللجوء إلى التمرير العرضي، ومحاولة الاعتماد على تريزيجيه وصلاح أن يتحركا بالكرة من وسط ملعبنا إلى ملعب المنافس.

    ما نريده أيضًا في واقعية كوبر أن يسمح لأحد الظهيرين بالتقدم إذا كانت الهجمة تنظم من جبهته، فما الضرر في أن يتحرك محمد عبد الشافي للأمام في ظل أنه يترك ثلاثي في الخط الخلفي ( أحمد حجازي، علي جبر، أحمد فتحي) وأمامها حائط صد لا يتحرك هو طارق حامد أي أننا نملك أربعة لاعبين جاهزين تمامًا لمواجهة الهجمات المرتدة للمنافس، فهل يعقل أن يترك المنافس أكثر من ثلاثة لاعبين في وسط ملعبنا عندما تكون الكرة بحوزة المنتخب المصري.

    الجزئية الأخيرة التي نرغب رؤيتها في واقعية كوبر هي الضغط العالي في وسط الملعب، لأن حاليًا يترك المنتخب أي فريق يتقدم حتى يصل إلى حدود منطقة جزائنا ليجد أمامه خطي دفاع لا يتركان أي مساحات للاختراق، ولكن أليس من الأفضل أن يبدأ الضغط مبكرًا مستغلين تحركات مروان محسن وراء الكرة، ومدعمينه برباعي في خط الوسط حتى يكون الضغط جماعي نستخلص من خلاله الكرة سريعًا قبل أن تصل إلى مناطق الخطورة.