الفانتازي .. حبة كرز فوق كعكة البريميرليغ

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عمر عبد الفتاح –  في احدى مباريات الموسم الماضي و بعد احتساب الحكم ركلة جزاء لصالح وستهام تفاجأ الجميع بما فيهم سلافيان بيليتش مدرب المطارق عندما تنحى ديميتري باييه عن التنفيذ كما كان مقرراً كي يسدد مارك نوبل بدلاً عنه، و عند سؤاله عن هذه الواقعة بعد المباراة اجاب النجم الفرنسي مبرراً:(( نوبل هو كابتن فريقي في الفانتازي)).

    تعد لعبة الفانتزي احدى اهم و اشهر الظواهر التي فرضت نفسها على كرة القدم في السنوات القليلة الماضية حيث توجد منها نسخ للدوريات الكبرى كالإسباني و الانجليزي اضافةً لدوري الأبطال و الدوري الاوروبي، حتى البطولات الخاصة بالمنتخبات مثل اليورو الكان انشأت لها لعبة فانتازي خاصة بها. و لكن من بين هؤلاء جميعاً برزت الفانتازي بريميرليغ دون منازع كالامتع و الاكثر انتشاراً بين الجماهير. و ذلك لأسباب عديدة يمكن تلخيصها فيما يلي:

    1- الاهتمام الكبير من جانب الاتحاد الانجليزي باللعبة و الالتزام بتطوير الموقع الخاص بها على الانترنت و تطبيقاتها على الهواتف المحمولة بصورة دورية. كذلك التزم الاتحاد الانجليزي بارسال جوائز اسبوعية للعشرين الذين يحرزون اعلى النقاط حول العالم بغض النظر عن بلادهم سواء كانت داخل ام خارج قريبة ام بعيدة عن الجزر البريطانية.

    2- مقارنة بدوري الابطال فإن ما يميز الفانتازي بريميرليغ هو الاستمرارية عكس الشامبيونز الذي يتوقف شهرين كاملين ما بين منتصف ديسمبر و منتصف فبراير، اضف الى ذلك ان الفرق و بالتالي اللاعبين المشاركين في دوري الابطال يتناقصون من دورلآخر.

    3- مقارنة بباقي الدوريات الخمسة الكبرى فإن ميزة البريميرليغ تكمن في توزع نجومه على جميع الفرق حيث لا يكاد يخلو احد الفرق العشرين من لاعب هداف او حارس بمستوى مميز، يكفي فقط ان جيرمان ديفو و كرستيان بينتيكي ينشطان في فريقين كسندرلاند- ثامن عشر الترتيب- و كريستال بالاس – السابع عشر- على التوالي، عكس اسبانيا التي يوجد بها ثلاث اندية فقط بأسماء لامعة و عكس جميع الدوريات الاخرى الأسوأ حالاً.

    4- الى جانب اهتمام الاتحاد الانجليزي باللعبة فقد اهتمت بها كبرى الشبكات الرياضية التلفزيونية و خصصت فقرة خاصة بنصائح للاعبي الفانتازي خلال برامجها الاسبوعية، نفس النحو اتبعته الصحف العريقة كالديلي ميل مثلاً و التي خصصت قسماً خاصاً باللعبة في موقعها الالكتروني. و الى جانب القنوات التلفزيونية و الصحف المقروءة فقد اهتمت الصفحات الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي اهتماما كبيراً بعدما لاحظت جذب اللعبة لعدد كبير من المتابعين، و يعد فيسبوك اليوم اهم منبر من منابر اللعبة ربما.

    جميع العوامل السابقة اجتمعت مع بعضها البعض مشكّلة واحدة من اهم الظواهر الكروية في انجلترا مؤخراً، ظاهرةً اضافت رونقاً خاصا ً للدوري الانجليزي و ساعدت كثيراً في ترسيخ مكانته كالدوري الأكثر متابعةً حول العالم موسعة الفارق اكثر و اكثر بينه و بين المنافسين. في الواقع فإن جمائل اللعبة على البريميرليغ كثيرة و لكن احقاقاً للحق فقد ارتكبت اللعبة عدة جرائم في حق كرة القدم بشكل عام سنحاول ان نستعرضها هنا.

     افضال اللعبة على البريميرليغ:

    1- باختصار فقد اضافت اللعبة للبريميرليغ ما كان تحقيقه من قبل مستحيلاً حيث لم تعد متابعة الجمهور للمباريات تقتصر على الفرق الاربع او الخمس الكبار فقط، بل اصبح هنالك الكثيرون ممن يتابعون مباريت واتفورد و ميدلزبرة في انتظار هدف من كابوي و نيغريدو على الترتيب في ضربة تسويقية لا تستطيع باقي الدوريات مجرد الحلم بها.

    2- معرفة الجمهور بجل لاعبي الدوري، فاللعبة قد اكسبت لاعباً مثل جيرمان ديفو من الشعبية و هو في الرابعة و الثلاثين من العمر ما لم يكتسبه في عز شبابه الكروي، و آخرون من امثال هوليباس و ميشيل انتونيو و الحارس بيكفورد لم تكن اسمائهم لتتجاوز مدرجات ملاعبهم لولا الفانتازي التي جعلت منهم ابطالاً عند قطاع كبير من المتابعين رغم محدودية امكانياتهم الفنية.

    3- متابعة المؤتمرات الصحفية للمدربين

    4- هذا صحيح! فإن مجاذيب اللعبة اليوم يحرصون على متابعة حديث المدربين في اليوم السابق للمباراة للوقوف على الاسماء المستدعاة و الاطمئنان على الجاهزية البدنية للنجوم.

    لكن كما قلنا سابقاً فإن اللعبة ارتكبت بعض الجرائم في حق كرة القدم و هذا تناول لابرزها:

    1- سطحية اللعبة:

    ان كنت باحثاً عن الناحية التكتيكية او حتى الفنية فأؤكد لك ان الفانتازي ليست بالمكان المناسب لك. نظام التقييم في اللعبة بسيط الى حد السذاجة يعتمد فيه تقييم الحراس و المدافعين بشكل رئيسي على الكلين شيت او الخروج بشباك نظيفة، اما لاعبي خط الوسط و المهاجمين فيعتمد تقييمهم على تسجيل الاهداف و صناعتها. نظام بعيد جداً عن العدل و لا يعبر بأي شكل من الاشكال عن ما يحدث داخل رقعة الميدان، فإن قدم احد المدافعين مباراة سيئة متسبباً في تلقي فريقه لأهداف و قدم باقي المدافعين و الحارس مباراة ملحمية فإن جميعهم سيخرجون بنفس الرصيد النقطي، اما بالنسبة للاعبي الوسط فنجد الارتكاز الدفاعي هو اكبر المظلومين في اللعبة بما انه لا يسجل الاهداف و يندر ان يصنعها فلا يخرجون بأي نقاط تذكر رغم انهم تكتيكياً الاكثر اهمية داخل الميدان.

    نغولو كانتي مثلاً احد افضل خمسة لاعبين في الموسم الحالي و سبب معجزة ليستر الموسم المنصرم نجد سعره في اللعبة يقل كثيراً مقارنة بزميله بيدرو و رصيد بيدرو من النقاط حوالي ضعف نقاط كانتي رغم فارق الاهمية الكبير بينهما لصالح الفرنسي. لا اعتقد اني قاسياً عند القول ان نظام التقييم في اللعبة يعامل البريميرليغ كاحدى الدورات المدرسية و ليس احدى اعلى البطولات فنياً على مستوى العالم.

    2- تمثل خطراً داهماً على مفهوم الولاء في كرة القدم

    كي اوضح هذه النقطة اود ان أضرب المثل بمباراتين هذا الموسم، الاولى مباراة تشلسي و توتنهام التي انتهت لصالح السبيرز بهدفين نظيفين سجلهما ديلي علي، ماذا كان شعور مشجعي البلوز الذين يملكون ديلي علي في الفانتازي عند تسجيله؟ هل كانوا حزينين تماماً على الهدفين الذي ولجا شباكهم؟ مما شاهدته في اصدقائي و حتى في نفسي لا اعتقد ذلك.

    المباراة الثانية هي مباراة وستهام وارسنال التي سجل فيها سانشيز هاتريك، نجد ان جميع لاعبي الفانتازي الذين يملكون اليكسيس باختلاف انتماءاتهم كانوا في قمة السعادة بهذه الثلاثية ، هل من المنطقي ان يسعد مشجع لليونايتد او تشلسي باهداف للغانرز؟؟!!