الكرة الدفاعية خوف وضعف.. حقيقة أم خرافة؟!

محمود حمزة 12:07 22/02/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “خرافات كروية” .. سلسلة مقالات ساخرة تتحدث عن المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها كثيرون، تنتشر تلك الخرافات بسرعة كبيرة، تغزو العقول، حتى تتحول إلى حقائق! وقد يتحدث هذا المقال عن حقيقة يعتقد الكاتب أنها خرافة، وفي هذه الحالة يصبح المقال.. مجرد خرافة!

    تتنوع أساليب الفوز بمباريات كرة القدم وبطولاتها، يعتمد مدربون على أسلوب هجومي، ويعتمد آخرون على أسلوب دفاعي، وهناك من يعتمدون على خطة متوازنة بين الدفاع والهجوم، وربما تميل الخطة المتوازنة إلى الدفاع أو إلى الهجوم بدرجات مختلفة وفقاً لرؤية كل مدرب، وقد يبتكر مدرب أسلوباً جديداً، والهدف واحد؛ الفوز!

    ورغم ذلك؛ يرى كثيرون أن الفوز له أسلوب واحد فقط! وأن كرة القدم لا تُلعب إلا بطريقة واحدة، أو ببعض الطرق المتشابهة! أما الطرق الأخرى، فيسخرون منها ويزعمون أن من يطبقها جبان أو ضعيف.. أو لا يلعب كرة القدم! وعندما ينتصر لا يعترفون بانتصاره، لأن الفوز لا يصبح قانونياً إلا عندما يأتي عن طريق الأسلوب الذي يحبونه ويستمتعون به!

    ستبقى الخرافة التي تقول: “الفريق الأفضل في المباراة هو الفريق الذي كان يستحوذ على الكرة في المناطق الهجومية، والفريق الأسوأ هو الفريق الذي كان يعتمد على أسلوب دفاعي”! حتى لو كان استحواذ الأول سلبياً ودون خطورة أو تسديد على المرمى، وحتى لو كان الثاني هو الذي يهدد مرمى منافسه بفرص خطيرة، وحتى لو تفوق الأسلوب الدفاعي تماماً، ستظل الخرافة تقول: “لم يكن يلعب كرة قدم”!

    لن تنتهي هذه الخرافة، لأنها أصبحت أقوى من الحقيقة! وجعلت كثيرين يعتقدون ـ على سبيل المثال ـ أن بايرن ميونخ كان أفضل من ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2014! رغم انتهاء المبارتين بفوز الريال 5-0! ورغم أنه كان الفريق الذي تتاح له الفرص الخطيرة، ورغم أن مرماه لم يتعرض لتهديد سوى مرة أو مرتين طوال المبارتين! لكنه كان يلعب بخطة تعتمد على الدفاع، وهذا يعني أنه كان الفريق الأسوأ!

    تهدف أي خطة إلى الوصول إلى مرمى المنافس، وإلى منع المنافس من الوصول إلى المرمى، وإذا نجح فريق في تحقيق ذلك بدرجة أكبر من الفريق الآخر دون أن يكون نجاحه معتمداً على الحظ أو أخطاء الحكم على سبيل المثال، فهذا يعني أنه كان الفريق الأفضل، حتى لو كان يلعب بعشرة مدافعين! ولو تواجد فريق في الثلث الهجومي في معظم أوقات المباراة، لكنه لم يهدد المرمى، فهذا يعني أن خطته فشلت!

    ومن زاوية أخرى؛ إذا نجح الفريق الذي يلعب بخطة هجومية في الوصول إلى مرمى منافسه فهذا يعني أن خطته قد نجحت، وإذا اعتمد فريق على خطة دفاعية لكن مرماه تعرض لتهديدات كثيرة فهذا يعني أن خطته قد فشلت، الأمر بسيط، فلماذا نعقده؟! هذا هو الملعب، ولكل مدرب فريق يتكون من حارس مرمى وعشرة لاعبين، وكلاهما يستهدف تهديد مرمى الآخر وحماية مرمى فريقه، ومن ينجح في تحقيق هذا الهدف فهو الأفضل في تلك المباراة، وقانون كرة القدم لا يشترط الفوز بطريقة معينة!

    وبالإضافة إلى ما سبق؛ قد يمتلك مدربٌ فريقاً لا يستطيع أن يلعب إلا بطريقة هجومية، وقد يمتلك مدربٌ آخر فريقاً لا يستطيع أن يلعب إلا بطريقة دفاعية، وقد يمتلك أحد المدربين فريقاً يستطيع أن يلعب بطرق مختلفة، وقد يكون الدفاع هو الطريقة المثالية لمواجهة أحد الفرق، وقد يكون الهجوم هو الأسلوب المثالي لمواجهة فريق آخر، وغيرها من أسباب اختيار طريقة اللعب، وإذا كانت الخطة الدفاعية مناسبة لقدرات لاعبي أحد الفرق لكن مدربه اختار خطة هجومية، فهذا لا يعني أنه شجاع، بل يعني أنه فاشل!

    مما لا شك فيه أن بيب جوارديولا هو أفضل من يطبق فلسفة هجومية في الوقت الحالي، وقد يقول أحدكم “لكن جوارديولا يلعب بنفس الأسلوب تقريباً مع كل الأندية وأمام جميع المنافسين”! والرد بسيط، فدائماً ما يبحث المدرب الإسباني عن العناصر التي تساعده على تطبيق فلسفته، ويختار (حراس المرمى والمدافعين) المناسبين لأسلوبه، لأنه يعلم أن هذا الأسلوب لن ينجح إلا مع لاعبين بمواصفات معينة، وبالإضافة إلى ذلك؛ هل يمتلك جميع المدربين مثل موهبة جوارديولا؟!

    وكان أنطونيو كونتي آخر ضحايا هذه الخرافة، فقد تعرض لسخرية وانتقادات بسبب أسلوبه أمام برشلونة، رغم أن فريقه كان الفريق الأفضل! ولم يجعل البرسا عاجزاً عن تسجيل الأهداف فقط، بل نجح في منعهم من التسديد على المرمى! وكل ما يتقنه الفريق الكتالوني أصبح عاجزاً عن فعله.. باستثناء الاستحواذ! وفي نفس الوقت، كان تشيلسي يهدد مرمى تير شتيجن من وقت لآخر، ولم يصل فريق إرنستو فالفيردي إلى مرمى تيبو كورتوا إلا عن طريق خطأ غريب.. وكوميدي!

    لم يقدم البلوز مباراة هجومية مثالية بالتأكيد، وكانت فرصهم من تسديدات من خارج منطقة الجزاء، لكنها كانت تهديدات خطيرة وناجحة، ورغم ذلك، يرى كثيرون أنه كان الأسوأ، والدليل واضح؛ لأن أسلوبه كان دفاعياً!

    يحتاج هذا الأمر إلى تدخل الاتحاد الدولي ليصدر بياناً رسمياً يعترف فيه بالأساليب الدفاعية ويؤكد أنها أساليب مشروعة! فليس من المنطقي أن يجتهد مدرب ويطبق خطة محكمة ويلتزم لاعبوه بهذه الخطة ويتفوق أسلوبه على أسلوب المدرب الآخر، ثم يقال: “إنه مدرب جبان، لماذا لا يهاجم، هذه ليست كرة قدم”! يجب أن يتدخل الاتحاد الدولي ليوضح هل هي كرة قدم.. أم رياضة أخرى!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    فيديو مهم : سبعة أمور متشابهة بين ميسي ورونالدو