“هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!
يستحق هدف برشلونة الأول في الكلاسيكو جائزة أفضل هدف كوميدي في عام 2017! قرر زين الدين زيدان أن يعتمد على أسلوب المراقبة (رجُل لرجل) لإيقاف خطورة ليونيل ميسي، فكلف ماتيو كوفاسيتش بمراقبته في كل مكان بالملعب.. وخارج الملعب!
انطلق إيفان راكيتيتش بالكرة في هجمة مرتدة، فوجد أمامه كوفاسيتش، وقبل أن يفكر ويقرر اكتشف أن لاعب ريال مدريد لا يحاول الضغط عليه، بل يقف مثل التمثال! لأنه يراقب ميسي وكأنه مجرم سيهرب لو غفل عنه لمدة ثانية! فأكمل لاعب برشلونة انطلاقته بكل سهولة، وعندما قرر كوفاسيتش أن يركض، تذكر المجرم الذي يراقبه! فترك راكيتيتش وركض مقترباً من ميسي الذي كان في موقع أقل خطورة من مواقع لاعبي البرسا الآخرين المشاركين في الهجمة!
انتهت الهجمة بهدف سجله لويس سواريز، لكن كافاسيتش كان سعيداً بنجاحه في مهمته! سجل البرسا هدفاً وأصبح الريال في موقف صعب، لكن مُسجل الهدف أو صانعه لم يكن ميسي.. أحسنت يا كوفاسيتش!
أفضل طريقة لمواجهة ميسي هي الاعتماد على دفاع المنظومة دون تكليف لاعب معين بمطاردته طوال المباراة، وخاصة عندما يكون المنافس فريقاً كبيراً، بالإضافة إلى أن ريال مدريد كان يحتاج إلى الفوز أكثر من برشلونة، وفي جميع الأحوال وبكل الأساليب.. لا يوجد شيء مضمون أمام ليو! لكن زيدان فضّل تكليف لاعب بمراقبة الأرجنتيني وجعل فريقه يبدو وكأنه يلعب بعشرة لاعبين في بعض المواقف الدفاعية، بالإضافة إلى الاستغناء عن مساهمات كوفاسيتش الهجومية لأنه يريد منع ميسي من التسجيل، لكنه لا يهتم لو سجل لاعب آخر!
هل يتحمل زيدان مسؤولية الهدف بالكامل؟ لا، ورغم أن الاعتماد على أسلوب (رجل لرجل) بهذا الالتزام لم يكن قراراً صحيحاً، إلا أن ما فعله كوفاسيتش قبل الهدف لا علاقة له بهذا الأسلوب! فالتكليف بمراقبة لاعب معين لا يعني التعاون مع اللاعبين الآخرين! حتى لو كان أحدهم يلعب معك في منتخب كرواتيا!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
اقرأ المزيد عن الكلاسيكو
