“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
قبل بداية هذا الأسبوع، توقع الكثيرون وجبة كروية دسمة وشهية، انتظروا كثيراً من الإثارة، سيشاهدون مباريات مرتقبة؛ يوفنتوس ضد لاتسيو، روما ضد نابولي، أتلتيكو مدريد ضد برشلونة، وفي الختام ديربي ميلانو.
أما البداية، فإنها أفضل بداية! كلاسيكو الدوري الإنجليزي، ليفربول ومانشستر يونايتد، 90 دقيقة من المتعة، إنها وجبة المقبلات التي ستفتح شهيتنا ليزداد استمتاعنا بالمباريات التالية، هكذا توقع الكثيرون، لأن الحماس أنساهم شيئاً مهماً؛ جوزيه مورينيو!
الأسلوب الدفاعي ليس عيباً، للهجوم متعته، وللدفاع أيضاً متعته، فازت إيطاليا بكأس العالم بفضل الأسلوب الدفاعي، وفاز إنتر ميلان بدوري أبطال أوروبا بفضل الأسلوب الدفاعي.. مع مورينيو! وهناك أمثلة كثيرة، لكن مدرب اليونايتد لا يلعب بأسلوب دفاعي! بل يقدم شيئاً جديداً.. ومبتكراً! ويجب أن يسجل باسمه.. كبراءة اختراع!
تستطيع الفرق الصغيرة والمتوسطة أن تهدد مرمى ليفربول بسهولة، هجمة واحدة قد تكفي، لاعب واحد قد يتلاعب بدفاع الفريق، يرحب مدافعو الريدز بمهاجمي الفرق الأخرى، ويساعدونهم ليسجلوا الأهداف! أخطاؤهم كثيرة ومتكررة.. ومضحكة! وعندما تواجه فريقاً لديه هذا العيب، فمن الطبيعي أن تحاول استغلاله، أنت تدرب مانشستر يونايتد، لست أقل من بيرنلي ونيوكاسل وواتفورد!
من الصعب الانطلاق للهجوم وترك المساحات أمام لاعبي ليفربول في أنفيلد، يحتاج من يواجههم إلى بعض التحفظ الدفاعي، أو إلى طريقة لعب دفاعية، هذا أمر يمكن تفهمه، والهجمات المرتدة من أهم عناصر كرة القدم الدفاعية، لكن مورينيو تنازل عن هذا العنصر! يحاول لاعبوه استخلاص الكرة من لاعبي ليفربول، وعندما يحصلون عليها لا يجدون ما يفعلونه بها! فيعيدونها إلى منافسهم ثم يحاولون استخلاصها مرة أخرى.. حتى تنتهي المباراة!
الطريقة الدفاعية الناجحة هي حرمان المنافس من الفرص الخطيرة مع تهديد مرماه بالهجمات المرتدة والكرات الثابتة، ويمكن أيضاً القيام بهجمات منظمة من وقت لآخر، لن يقول لك المنافس “أنت تدافع.. الهجمة المنظمة ممنوعة”! هل نجح مورينيو في حرمان ليفربول من الفرص الخطيرة؟ لا، بل اعتمد على تألق دي خيا وسوء استغلال لاعبي الريدز للفرص.. كعادتهم! هل هدد مرماهم بهجمات مرتدة أو منظمة؟ هجمة وحيدة، وكادت تسفر عن هدف، لذلك لم يكررها!
من حق جمهور اليونايتد أن يغضب ويهاجم المدرب البرتغالي، فلسفة النادي هجومية، يفتخرون بهويتهم ويريدون المحافظة عليها، ومن حق الإدارة أن تبحث عن المدرب الذي يلتزم بهذه الفلسفة، ومن حق المحللين والمشاهدين أن يعبروا عن آرائهم، لكن لماذا يسخر منه المنافسون عندما لا يستطيعون أن يهزموه؟! لماذا يهاجمون أسلوبه الذي عجزوا عن الانتصار عليه؟! لماذا يعلق المدربون (ومنهم مورينيو) على طريقة لعب المنافسين؟! إذا كان أسلوب منافسك لا يعجبك فابحث عن الطريقة المناسبة لمواجهة هذا الأسلوب، وإذا لم تجد.. فهذه مشكلتك!
بعد المباراة سخر يورجن كلوب من طريقة جوزيه مورينيو قائلاً: “أعتقد أن مانشستر يونايتد جاء من أجل الحصول على نقطة، وحصل عليها، أما نحن فأردنا الحصول على ثلاث نقاط، ولم نحصل عليها”.. هذا يعني أن اليونايتد نجح في تحقيق هدفه، وفشل ليفربول!
أضاف كلوب: “لا نستطيع اللعب بهذه الطريقة في ليفربول، لكن من الواضح أنه أمر مقبول في اليونايتد”.. في ليفربول لا يقبلون هذا الأسلوب، لكنهم يقبلون أشياءً أسوأ منه! يجب أن يكون المدرب الألماني سعيداً، لو قام فريق مورينيو ببعض الهجمات القليلة لنجح في تسجيل الأهداف! لكن المدرب الاستثنائي لعب بالطريقة الوحيدة التي تضمن لفريق كلوب الخروج بشباك نظيفة!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
