كيف تحول صلاح من لاعب مميز في روما لنجم ليفربول الأول؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا صوت يعلو حاليًا على صوت المباراة المرتقبة التي ستجمع بين روما الإيطالي، وليفربول الإنجليزي، ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

    وسيستضيف ليفربول منافسه روما على ملعب “الأنفيلد” معقل الريدز، مساء اليوم الثلاثاء، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، على أن تكون العودة في “الأوليمبكو” يوم الأربعاء الموافق الثاني من شهر مايو المقبل.

    محمد صلاح نجم ليفربول الحالي المتألق هذا الموسم، والحائز أيضًا على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي يوم الأحد الماضي، أعطى أهمية كبيرة لهذا اللقاء الصعب بين الليفر وروما.

    بالتأكيد الجميع يعلم أن محمد صلاح كان لاعبًا في صفوف روما، قبل أن يرحل بداية هذا الموسم، لينضم إلى فريق ليفربول بمبلغ 42 مليون يورو، في واحدة من أفضل الصفقات التي حدثت خلال سوق الانتقالات الصيفية.

    مواجهة صلاح لفريقه السابق روما، تعطي للمباراة نكهة مميزة، فهو لقاء عاطفي ومثير، بالتأكيد سيكون صعبًا على صلاح بقدر ما هو مؤلم للفريق العاصمي، الذي استغنى عن أفضل لاعبيه الصيف الماضي.

    ولكن كيف تحول محمد صلاح من لاعب متألق مع روما، لنجم الشباك الأول بالنسبة لليفربول، بل في إنجلترا أيضًا؟

    سباليتي من صنع الوحش “صلاح”

    salah-spalletti

    محمد صلاح كانت له تجربة سيئة مع تشيلسي الإنجليزي، ولم تكلل بالنجاح، لينتقل بعدها لصفوف فيورنتينا الإيطالي لمدة ستة أشهر على سبيل الإعارة، ليتألق معهم، وينتقل بعدها لفريق روما.

    مع روما أصبح صلاح ينضج بشكل أكبر، وبعدها أصبح من نجوم الفريق المؤثرين مع ذئاب العاصمة.

    سباليتي مدرب روما السابق كان صاحب الفضل في ظهور صلاح بهذا المستوى، وبانفجار موهبة صلاح أيضًا فيما بعد مع ليفربول.

    المدرب الإيطالي سباليتي من نوعية المدربين الذي يبثون الروح والعزيمة في أنفس اللاعبين، وكان يؤمن بقدرات صلاح، لذلك انتقده في كثير من الأمور، منها مثلاً ضعف البنيان الجسدي للنجم المصري صلاح، وصعوبة فوزه في الاحتكاكات البدنية خاصةً وأن يلعب في دوري عنيف مثل الدوري الإيطالي.

    بجانب هذا، فإن صلاح كان يفتقد أيضًا الحسم أمام المرمى، فكان يضيع الكثير من الفرص السهلة، بالإضافة إلى ضعف مردوده الدفاعي.

    كلها مشكلات كانت تقف أمام صلاح، ولكن سباليتي خلال الموسمين اللذان لعبهما محمد صلاح مع روما، غيّر من ذلك بنسبة كبيرة، وهذا العمل الخفي مع اللاعب من جانب سباليتي أتى بثماره مع ليفربول، وتفجرت موهبة النجم المصري مع يورجن كلوب مدرب الريدز الحالي.

    ليفربول وخروج الوحش من قفصه

    promo348764047

    محمد صلاح مع روما لم يسجل الكثير من الأهداف مقارنةً لما حدث وسيحدث في المستقبل القريب مع ليفربول، فاللاعب المصري سجل في أولى مواسمه 15 هدف فقط، والثاني 19 هدف.

    أما مع ليفربول فالنجم المصري صلاح سجل حتى الآن 41 هدفًا، وصنع ثلاثة عشر آخرين، أي أكثر من الموسمين اللذان قضاهما مع روما.

    رئيس روما الإيطالي بالوتا تحدث قبل مباراة ليفربول وروما اليوم قائلاً “نحن لم نستغل صلاح جيدًا”، وقد تكون هذه المقولة هي مربط الفرس، وهذا صحيح روما لم يستغل إمكانيات محمد صلاح.

    سباليتي نعم طوّر من قدرات صلاح البدنية، وأيضًا الدفاعية، ولكنه أغفل سرعة ومهارة صلاح، حيث سباليتي من أنصار الكرة الدفاعية، لذلك كان يطلب من اللاعب الدفاع مع الظهير الأيمن، وهي أشياء ليست من مميزات صلاح.

    ولكن مع ليفربول، وضع كلوب صلاح في مكانه المميز، نعم صلاح يدافع، ولكن من منطقته، أو بمعنى أصح يستخدم “الضغط العالي” على دفاعات الخصم، أي أنه خط الدفاع الأول بالنسبة للريدز.

    كلوب يحب استغلال المساحات بشكل كبير، وتوزيع لاعبيه على كل متر من أرجاء الملعب، وهذا يتطلب تواجد اللاعبين في مراكزهم المطلوبة منهم، وصلاح بالتأكيد يتواجد في مركزه الهجومي، مما أزال عن كاهله مشقة الدفاع، وأصبح صلاح متفرغًا للهجوم وإحراز الأهداف.

    كيف تطور محمد صلاح؟

    Harry+Maguire+Mohamed+Salah+Liverpool+v+Leicester+Uq9TeenUclOl

    نعود ونؤكد أن كل هذا بسبب تطوير أدائه من الناحية البدنية والدفاعية، حيث أن دور سباليتي وروما كبير في التطور الهائل، والمستوى الاستثنائي الذي ظهر عليه صلاح هذا الموسم.

    وللتأكيد على تطور صلاح في جزئية “القوة البدنية”، أتذكر هدف محمد صلاح في شباك ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي، حيث استلم اللاعب الكرة وكان خلفه كظله ماجواير مدافع الثعالب، وأحد أقوى المدافعين في إنجلترا، وأوروبا، ترى ما الذي فعله صلاح؟ النجم المصري لم يمرر الكرة لفتح المساحة أمامه للهروب من ضغط ماجواير، بل استخدم أحد مهاراته المكتسبة من أيامه مع روما، وقام بالالتفاف والمرور بفضل قوته البدنية من مدافع قوي مثل ماجواير، ليؤكد على شيء وهو تطور العنصر البدني بالنسبة للاعب.

    أما بالنسبة لمشكلة الحسم أمام المرمى، وتضييع الفرص السهلة، فأرقام صلاح هذا الموسم، تؤكد تغيير ذلك 180 درجة، بتسجيله 41 هدفًا، ومنهم 31 هدفًا بالدوري، جعلوا صلاح يصارع على لقب هداف الدوري الإنجليزي حيث أنه يتصدر الجدول بفارق خمسة أهداف عن هاري كين، بالإضافة لتصدره جدول هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى، متفوقًا على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حتى الآن.

    تطور أداء صلاح جاء بالتأكيد من إصرار اللاعب على الظهور بمستوى مميز مع فريقه الجديد، بالإضافة إلى وضع كلوب اللاعب المصري في مكانه الصحيح عكس ما حدث في روما.

    صلاح تحوّل من لاعب مميز مع روما إلى نجم النجوم مع ليفربول بسبب فلسفة كلوب التدريبية “الكرة الهجومية” عكس ما كان يحدث مع الفريق الإيطالي، فهل سيتفوق “الوحش” على صانعه، أم لدى الأخير السلاح الذي سيحد من قدرات النجم المصري؟

    للتواصل مع الكاتب اضغط هنا