رافاييل بينيتيز وستيفن جيرارد أبطال أوروبا 04\2005

لن نختلف كثيراً في حال حاولنا حصر أفضل المباريات النهائية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، ربما ستنحصر الإجابة في 3-4 نهائيات فقط، ولا شك بأن الكثيرون سيختارون نهائي دوري الأبطال موسم 04\2005، هو لقاء نستيعد عبقه بعد عودة إشبيلية المبهرة أمام ليفربول بعد أن أبلغ المدرب بريزو لاعبي الفريق الأندلسي بإصابته بالسرطان بين الشوطين.

نزال العظمة والتاريخ بين ميلان وليفربول، نزال الحلم بين ملك أوروبا في بداية الثمانينات وفريق الأحلام في نهاية العقد، نزال بطل أوروبا عام 2003 والفريق الطامح بالعودة إلى منصات التتويج الكبرى بعد غيابٍ طويل.

لا شك بأن ميلان كان هو المرشح الأبرز لتحقيق اللقب في ذلك الموسم، ليس لأنه بطل أوروبا عام 2003 بل لأنه يملك ترسانة من أفضل اللاعبين مثل كاكا، كريسبو، شيفشينكو، بيرلو، سيدورف، كافو، مالديني، نيستا، ستام، جاتوزو، وبالفعل هذا ما كان، فبعد 45 دقيقة وجد الروسونيري نفسه في مهمة سهلة متقدماً بفارق 3-0.

هنا أتى دور رجل النهائي، إنه المدرب رافاييل بينيتيز، المعالج والطبيب النفسي والخبير التكتيكي الذي قلب الأمور رأساً على عقب، لينهار ميلان أمامه بسقوط حر.

رافا لم يعرف خلال مسيرته بأنه مدرب يحفز اللاعبين بشكل جيد، لكنه تقمص شخصية مختلفة تماماً في تلك الليلة ليحقق أفضل إنجاز في مسيرته، بل ليطرز واحدة من أعظم الليالي في تاريخ دوري أبطال أوروبا.

“ليس لدينا شيء لنخسره. إن لعبنا بهدوء وباسترخاء سنسجل الهدف الأول، وإن سجلنا الهدف الأول نستطيع العودة. يجب علينا أن نقاتل، نحن ليفربول، لن نخفض رؤوسنا للأسفل، يجب أن نبقي رؤوسنا عالياً من أجل جماهيرنا. لا تستطيع أن تقول بأنك لاعباً لليفربول ما دمت مطئطئ الرأس. قاتلنا طويلاً حتى نصل إلى هنا، هزمنا العديد من الفرق الجيدة. فقط قاتلوا لآخر 45 دقيقة. نستطيع أن نفعل ذلك، نستطيع أن نعود. امنحوا أنفسكم الفرصة لتكونوا أبطالا”.

هكذا كانت كلمات بينيتيز، لم يظهر أي عصبية من لاعبيه، كان رجلاً هادئاً، كعراب للمافيا يمسك سيجاره الكوبي، يجلس على كرسيه الجلدي الفاخر، ويرمق مقاتليه وهم يجهزون على المنافس بكل برودة أعصاب.

رافا أجرى بعض التعديلات التكتيكية التي كانت ناجحة في تلك الليلة، لكن الأهم أنه استطاع إعادة لاعبيه إلى أجواء اللقاء، بل جعلهم هم المتفوقين نفسياً، طبعاً ساعده على ذلك لحظات عظيمة لن تنسى، النتيجة 3-0 لصالح ميلان ورغم ذلك تصدح جماهير الريدز بأنشودة “لن تسير وحيداً” كيف بعد ذلك لن تقاتل من أجلهم؟ هذا ما قاله رافا في النفق للاعبيه حينما سمعوا جميعاً الهتافات “قاتلوا. الجماهير معنا”.

وهذا ما كان، ليفربول يعود بشكل مدوي ويستطيع تعديل النتيجة 3-3 ، بينيتيز فعلها ولاعبو ليفربول تسيدوا اللقاء، ميلان لم يفهم ما الذي يجري، هل حقاً هذا نفس الفريق الذي واجهناه أول 45 دقيقة أم أنهم خالفوا القوانين وأشركوا فريقاً جديداً؟ ليفربول حقق اللقب حينها بفارق ركلات الحظ الترجيحية

نعم، بينيتيز هو رجل نهائي 2005 وجماهير ليفربول هي الأفضل في تاريخ دوري الأبطال بسبب تلك الليلة، أو فلنقل “هذا ما نحب أن نؤمن به”، فدائماً الأحداث الملهمة هي من تجعل شعر جسدنا يقف من القشعريرة، أو احتراماً لعظمة الإنجاز.