كرة القدم وثورة المدربين !

18:34 15/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 أحمد العناسوة

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    تشهد رياضة كرة القدم ثورة تكيتيكية هائلة، حيث أصبحت كرة القدم العصريّة تعتمد على الخطط والتكتيك و المدرّبين بشكل واضح و ملحوظ في الأعوام الماضية، فهي الآن كلوح شطرنج يحرّكها المدربون بخطط مدروسة و إعداد على جميع الجوانب، والمدرّبون هم من يحرّكون هذا اللوح، من من خلال قراءة اللعب و الخصم و الخطط الموضوعة، مستفيدين من جميع عناصر و أسلحة هذا اللوح المعقّد، فمن يستفيد و يستغل عناصر اللعبة مهما كانت قوّتها و تأثيرها، و يضع الخطّة المناسبة و يقرأ الخصم جيّداً، ينتصر بالنهاية، فنموذج لعبة الشطرنج هو الأقرب للواقع و المنطق إذا تمّ إسقاطه كل كرة القدم العصريّة.

    ما هو الفرق بين الماضي و الحاضر؟

    لم تعد اللعبة تعتمد بشكل أساسي على إمكانيّات اللاعبين و قدراتهم فحسب، فهي الآن لعبة جماعيّة، يمكن تشبيهه بالسفينة أيضاً، لها أعضاءها و رمّانها، إذا لم يقم عضو من هذه السفينة بدوره مهما كان القائد ماهراً و خبيراً غرقت، و العكس صحيح، فالتوازن أهم أساس فيها لكي تصل إلى الهدف المطلوب.

    هنا يكمن الفارق و الاختلاف بين الماضي و الحاضر، فاللعبة أصحبت تعتمد بشكل أكبر على الجماعيّة و التكامل على جميع الأصعدة، و المدرّبين هم العامل الأساسي في تغيير مجريات الكرة الحديثة، من خلال الثورة التكتيكيّة التي يعتبر فيها الجماعيّة هي القوام و اللبنة الأساسيّة من أجل تحقيق الأهداف و الإنجازات.

    المدرّبون يخلقون الامكانيات

    أظهرت السنوات الأخيرة مدى تأثير المدرّبين على لعبة كرة القدم، من جميع النواحي و الأصعدة، و بات ذلك جليّاً و تأثيره واضح، حيث كان هناك دور كبير للمدربين في صناعة اللاعبين و اكتشاف و تطوير امكانياتهم.

    و لقد أثبت مدرّبون كثر مدى قدرتهم على تفجير طاقات اللاعبين و إخراج أفضل مافي جعبتهم، فليس هناك لاعب صغير مع مدرّب يملك فكر وعقليّة ذكيّة، فالمدرّب الكبير هو من يجعل من اللاعب كبير، و الأمثلة كثيرة في السنوات الأخيرة، و الأمثلة المطروحة هي ليست على سبيل الحصر، إنّما إلى إيصال الفكرة بشكل واضح و مفهوم.

    جوزيه مورينيو مع بورتو و إنتر ميلان صنع فريقين ما زال بذاكرة مشجعينهم هي أفضل صورة و نسخة لهم، و كثير من اللاعبين تمّ صناعتهم أو بمعنى آخر تفجير و استغلال طاقاتهم، مثل أنديرسون ديكو وويسلي شنايدر، فلم يكن أحد من أشد المتفائلين يتوقّع أن يصل إنتر و بورتو إلى التتويج بالبطولة الأغلى على مستوى الأندية.

    كذلك الحال بالنسبة ليورغن كلوب و مسيرته الرائعة مع البوروسيا دورتموند، فقد صنع فريقاً قويّاً متماسك الخطوط ووصل به إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، واكتشف جمهور كرة القدم لاعبين من المستوى العالمي، مثل ماركو رويس و ماريو جوتزه و روبرت ليفاندوفيسكي و ماتس هوملز و القائمة تطول.

    دييغو سيميوني الذي كسر هيمنة برشلونة و ريال مدريد في إسبانيا مع أتلتيكو مدريد يعد أكبر مثال على قدرة المدرّبين على إخراج أفضل الطاقات و الإمكانيات من اللاعبين، أردا توران و دييغو كوستا و كورتوا و ميراندا و غودين، كلها أسماء امتلكت الامكانيات، لكنّها لم تكن لتكتشف دون اللمسة العبقريّة لسيميوني.

    ثورة في الخطط  و منعطف جديد

    بات من الواضح ظهور خطط و أساليب تكتيكية جديدة في كرة القدم العصريّة ، حيث كان للمدرّبين في السنوات الدور الأبرز في تكوين هذه الخطط و اختراعها، تكتيكات جعلت كرة القدم لعبة عقول، من كان أذكى فيها انتصر، حيث كان هذا التنوّع والفكر الكروي المتطوّر جليّاً في السنوات الأخيرة، و لم تكن فقط ضمن إطار محدد و منافسات محدودة و ثقافة كرويّة معيّنة، بل على جميع الأصعدة و القارّات،  و المونديال خير دليل على هذا التطوّر المستمر.

    أفكار كرويّة جديدة ثوريّة أبتكرها المدربين، مثل فكرة الاستحواذ بالدفاع التي ابتكرها سيميوني مع أتليتيكو مدريد و هي جعل المنافس يستحوذ على الكرة، لكن بشكل سلبي بلا فائدة و حيويّة، و بالتالي أتلتيتكو مدريد هو من يسيطرعلى المباراة، و التي حققت نتائجها بشكل كبير على الصعيدين الأوروبي و المحلّي، حيث أحرجت منظومة دفاع أتليتيكو مدريد أكبر الأندية العالمية.

    و أيضاً لا ننسى الفكر الكروي العظيم الذي ابتكره يورغن كلوب مع دورتموند، و هو ما يسمّى بال“Gegen pressing” ،و هو نظام ضغط يساعد على اتمام الهجمة المرتدّة و الدفاع يكون متقدّم، و يحسب أيضاً للمدرب الإيطالي أنتونيو كونتي استرجاع خطة ال3-5-2 إلى كرة القدم الحديثة مع اليوفنتوس و التي تمكّن من خلالها إعادة يوفنتوس إلى منصّات التتويج بعد مواسم من خيبات الأمل.

    كثيرة هي الفرق التي لم تمتلك أسماء كبيرة أحرجت كبار اللعبة سواء كان ذلك من ناحية الأندية و المنتخبات، و يرجع ذلك إلى اختراع الأساليب التكيتيكة الحديثة من قِبل المدربين، فمن يؤمن إمكانياته و يكون أكثر انضباطاً هو من ينتصر، وهذا تأكيد على النقطة السابقة المتعلقة بقدرة المدربين على خلق الامكانيات.فكوستريكا في مونديال البرازيل خرجت متصدرة لمجموعة الموت و هزمت أبرز المنتخبات العالمية، متسلّحة بالخطط التكتيكية الدفاعية للمدرب لويس بينتو و الإعداد الذهني و البدني من الجهاز الفنّي، كذلك الحال بالنسبة لمنتخب التشيلي الذي صرّح مدرّبه عند ملاقاة بطل العالم آنذاك المنتخب الإسباني أنّه شاهد 1000 مقطع فيديو لمنتخب إسبانيا من أجل قراءة مفاتيح اللعب للمنتخب الإسباني و هو ما نجح فيه، و هذا ما يثبت أنّ كرة تأخذ منعطف جديد و تصبح لعبة عقول.

    لاعب=وزير إضافي؟

    يعتبر الوزير في لعبة الشطرنج هو العنصر الأقوى في لعبة الشطرنج، و خسارته تعد أسوأ شيء، لإنك تخسر العنصر الأكثر حرية، الأمر مشابه في كرة القدم، فكل فريق يمتلك وزيراً، و الفرق يكمن في من يحرّك هذا الوزير، ألا و هو المدرّب.

    لكن هناك مدرّبين يملكون وزير إضافي، فكيف يكون ذلك؟ لاعبين من طراز مارادونا و زيدان و رونالدو الظاهرة و ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو يعتبرون وزيراً إضافياً في الملعب، ووجودهم يعطي أفضلية، و لكن لا يعطيك الفوز بشكل أكيد، فاللعبة تكمن في من يحرّك الحجارة، فمن استطاع أن يهزم الملك ينتصر بالنهاية، و الأمر ذاته في كرة القدم، من يسجّل الأهداف ينتصر.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا