كيف أصبحت الفرق التي تتقن الضغط العالي الأفضل في العالم

muthafark 16:38 30/04/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في العقد الماضي كانت السيطرة للكرة الدفاعية أوالتكتيكية بشكل كبير وتجسد ذلك في إحراز الفرق التكتيكية لانتصارات كبرى وسيطرتها تقريباً على القارة الأوروبية. ليفربول تحت قيادة بينيتز وميلان مع أنشيلوتي ومانشستر يونايتد مع السير أليكس فيرجسون وأيضاً بورتو والإنتر مع مورينيو ، كلها فرق امتازت بالخبث التكتيكي وتميزت بخبرة مدربيها الذين عرفوا كيف يقتنصون الانتصارات والألقاب عبر التكتيك الدفاعي المحكم والانطلاق بالمرتدات.

    لكن انطلاقاً من العام 2009 بدأت ملامح حقبة جديدة في الظهور عبر برشلونة جوارديولا التي تفوق واكتسح الجميع مقدماً كرة قدم هجومية أساسها الدفاعي الضغط على الخصم في مناطقه وحرمانه من الكرة .

    النتائج الهائلة التي حققها برشلونة مع جوارديولا وصعوبة إيقافه جعلت الكثير من الفرق تسعى لاعتماد نفس الأسلوب بالاستحواذ والضغط العالي . وقد أرجع كثيرون هذا النجاح لنوعية اللاعبين الاستثنائية الذين امتلكهم المدرب الكتالوني وقتها وعلى رأسهم طبعاً ميسي وهذا صحيح بشكل كبير لكن العديد من الفرق التي لم تمتلك ميسي حققت نتائج مذهلة مع هذا الأسلوب كدورتموند وليفربول مع كلوب وحتى جوارديولا نفسه تمكن عبره من صناعة بايرن مختلف وأيضاً مانشستر سيتي مختلف مما يعني أن الأسلوب هو الأساس مع الاعتراف الكامل بالحاجة للاعبين مميزين لتطبيقه بالشكل الصحيح .

    المسألة الأولى الواجب التسليم بها أن كرة القدم تغيّرت وأساليب التدريب تطورت والمباريات زادت والمتطلبات البدنية أصبحت أعلى بكثير. ومع زيادة حدة التنافس وكمية الأموال المصروفة وهو ما يفرض أوقاتاً أطول في التنافس والبقاء في اعلى المستويات كان لابد من طريقة لعب تؤمن الاستمرارية بالأداء العالي لأطول فترة ممكنة، وقد أثبتت السنوات أن الضغط العالي هو الحل الأفضل فكيف ذلك ؟

    بداية ماهو الضغط العالي أو ما يعرف عموماً بالـ gengen pressing ؟

    الضغط العالي يعتمد على الضغط على الخصم في اللحظة التي يتم فيها خسارة الكرة والسبب أنه بمجرد خسارة الكرة يتحول الفريق الآخر من حالة الدفاع إلى الهجوم وهو ما يعني تغييراً في التشكيلة والوضعية . وهنا تفتح ثغرات في الخط الخلفي للخصم. فإن تم استرجاع الكرة بسرعة يمكن استغلال هذه الفراغات بأفضل طريقة ممكنة لتسجيل الأهداف .

    توفير الجهد والطاقة

    الضغط العالي أو الدفاع العالي بشكل أساسي يتم في ملعب الخصم بمعنى أن المسافة التي يبدأ منها الدفاع هي على بعد 30 متر عن المرمى وبالتالي بدلاً من أن تجري العمليات على مسافة 100 متر هو طول الملعب الوسطي فهي تجري في سبعين متراً . فلكم أن تتخيلوا كم هو الفارق الذي سيحدثه اختصار 30 متراً من الجري والعمل على كامل المباراة وطول الموسم .

    اختلاف في التطبيق

    عملية الضغط العالي تختلف من مدرب لآخر .. يمل للتحرك بشكل طولي وضرب الدفاعات فوراً بتمريرات طويلة أما عند جواريولا فيتم تحريك الكرة عرضياً اكثر والاستحواذ عليها أكثر ..بالحالتين تبادل الكرة يتم بسرعة ويجبر الخصم على الجري ورائها أكثر وهو ما يعني بالضرورة استهلاكاً أغلى لمخزونه البدني . أما التمرير المستمر والسريع فهو يخفف الاحتكاك مع الخصم مقارنة بالجري بالكرة وبالتالي يخفف الإصابات وأيضاً يوفر الجهد لأن الكرة أسرع من الجميع .

    الفرق التي استطاعت اتقان هذا الأسلوب وتمكنت من انتزاع الكرة من الخصم بسرعة وشن الهجمات في مناطقه وقت نفسها من الهجمات المرتدة أولاً واستطاعت توفير الجهد ووضع الفريق الخصم تحت الضغط لفترات طويلة فحتى لو امتلك الفريق الآخر قدرات دفاعية عالية فإنه سيستهلك بدنياً وهو ما يسمح بفتح الثغرات عاجلاً أم آجلاً .

    لكن هناك محاذير من الواجب التنبيه لها ، فمن الضروري مثلاً عند اتباع هذا الأسلوب اتقان التموضع بشكل صحيح بمجرد خسارة الكرة لان الدفاع على بعد ٣٠ مترا ًمن المرمى يعني مساحة خالية جداً في الخلف يمكن ضربها بسهولة ..وكلنا يعرف ماذا حدث بمان سيتي في الموسم الأول . لكن من الموسم الثاني أصبح السيتي مع ليفربول أفضل فريق يقدم كرة قدم في الدوري