رحيل جاتوزو عن ميلان .. مرحلة سوداء في الأفق

muthafark 17:24 28/05/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعلن الإيطالي جينارو جاتوزو رحيله عن نادي ميلان بعد أن أمضى ثمانية عشر شهراً في تدريب الفريق قاده خلالها للعب نهائي كأس إيطاليا والوصول إلى الدوري الأوروبي مرتين والمنافسة على مراكز الأبطال حتى الرمق الأخير . جاتوزو أكد أن قرار الرحيل اتخذ بالاتفاق مؤكداً بأنه لن يطالب النادي برواتبه للعامين المقبلين لأن قصته مع ميلان لا تقاس بالأموال وهو موقف يحسب لإبن النادي البار.

    رحيل جاتوزو كان مطلباً للكثير من المشجعين الذين رأوا محدودية إمكاناته وهو ما تجلى في أكثر من مناسبة والتي أبرزها بطبيعة الحال التخلي عن المركز الثالث والابتعاد عن المراكز المؤهلة للأبطال والفشل في الوصول لنهائي كأس إيطاليا. لكن الظروف المحيطة بالفريق حالياً ربما تحوّل هذا الرحيل إلى بداية مرحلة سوداء بدلاً من فتح باب لنمو الفريق أكثر فكيف ذلك ؟

    الاستراتيجية الجديدة

    بداية سبب رحيل جاتوزو عن ميلان ليس النتائج أو الفشل في الوصول للأبطال بل بسبب استراتيجية صندوق إليوت للاستثمار والتي ستعتمد على شراء اللاعبين الشباب بسن 23 عاماً وما حولها وإنضاجهم ثم بيعهم بما يضمن عوائد مالية للنادي تؤمن له مساحة للتحرك في ظل قوانين اللعب المالي النظيف وديمومة مالية تزيد من قيمة هذا الفريق لبيعه خلال ثلاثة أو أربعة أعوام قادمة على الأكثر . أما جاتوزو فكان يريد بعض اللاعبين الخبراء لإجراء قفزة فنية والوصول المستدام لدوري الأبطال وهو ما يخالف توجهات إليوت.

    هذه الاستراتيجية الجديدة كانت السبب في بدء الشقاق بين المدير الرياضي ليوناردو والمدير التنفيذي الجديد جازيديس الذي أوقف قدوم إبراهيموفيتش وفابريجاس. والنتيجة اليوم هي رحيل شبه محسوم للمدير الفني البرازيلي الذي يبدو أنه سيعود لباريس سان جيرمان مجدداً.

    ماهي مشاكل هذا التوجه لدى صندوق إليوت للأستثمار

    المشكلة الرئيسية في سياسة تنمية المواهب وبيعها هي عدم الاستقرار والاستمرارية كما نرى في بورتو وموناكو وأياكس وغيرهم من الأندية المصدرة للاعبين . فتارة يمتلكون فريقاً كبيراً وقوياً وتارة أخرى لا يمتلكون شيئاً وبالتالي يصعب أن يعود ميلان لمصافي القمة في ظل هذه السياسة . ويبدو أن الإدارة تعول على بناء فريق قوي يحقق خرقاً مرة على الأقل بما يسرع من بيع النادي ، وقتها ستكون هناك سياسة جديدة وأسلوب جديد في الإدارة ..بمعنى ليس هناك أي استقرار وهو أمر سيء على المدى الطويل .

    من سيدرب ميلان

    مع قدوم جازيديس سابقاً والذي يعرف الجميع تاريخه مع أرسنال فإن صندوق إليوت للاستثمار كان ينوي اتباع هذه السياسة منذ البداية فجلب الشخص الذي نجح في تحويل المدفعجية إلى ناد قادر على الاعتماد على نفسه مالياً لكن بدون القدرة على تحقيق مجد حقيقي . واليوم مع قدوم البرتغالي لويس كامبوس من ليل والمعروف بقدرته على جلب الشبان ودمجهم فإنه ليس من الغريب أن نرى ليوناردو جارديم مدرباً للنادي اللومباردي لتحقيق التكامل في استراتيجية جلب الشبان وتنشئتهم . خصوصاً أن للمدرب البرتغالي خبرة مع موناكو في بناء فريق شاب صنع خرقاً كبيراً في الدوري المحلي ودوري الأبطال لكننا جميعاً نعرف ما حل به بعد رحيل مبابي وبيرناردو سيلفا وبينجامين ميندي ، وهو الامر الذي سيتكرر كثيراً في ظل سياسة النادي الجديدة.

    الخيارات الأخرى موجودة ، وصحيفة اللاجازيتا بعد دقائق من إعلان رحيل جاتوزو كشفت أن دي فرانشيسكو وجيامباولو هما المرشحان الآخران كلاهما يمتلك خبرة التعامل مع الشبان وقادران ولديهما أسلوب لعب جميل مع روما وسامبدوريا على التوالي . وجيامباولو تم التقرب منه منذ أيام جالياني ..لكن قدوم كامبوس قد يرجح الكفة تجاه جارديم ، إلا أن الأسماء الثلاثة تبقى مطروحة وبقوة .

    الخلاصة

    اتباع سياسة تنشئة الشبان وبيعهم لتنمية العائدات وأيضاً قيمة النادي ربما تكون مفيدة على الصعيد الاقتصادي لكنها خطيرة جداً على الصعيد الفني . إن كانت مجرد مرحلة مؤقتة فلابد من ضوابط شديدة لها ، أما إن أصبحت نهجاً وهوية للنادي فعلى حلم عودة ميلان إلى القمة السلام . وهذا ما لا يريده أي ميلانيستا .