بول بوجبا إلى ريال مدريد .. صفقة خاسرة !

muthafark 22:28 29/04/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “الجميع يعلم بأنني معجب ببول بوجبا، لا يوجد الكثير من اللاعبين مثله في العالم” هكذا رد زين الدين زيدان على آخر سؤال وجه له عن مواطنه الفرنسي نجم مانشستر يونايتد، وهذا ما سيرد به على كل سؤال سيوجه إليه عن نفس اللاعب في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، حيث أصبح من الواضح للجميع بأن المدرب الفرنسي يضع بوجبا على رأس أولوياته منذ أن وافق على العودة إلى البيت الملكي.

    تصريح زيدان ليس الأول من نوعه، بل قال كلمات مشابهة في الشهر الماضي، مما يزيد من التكهنات حول إمكانية انتقال بوجبا بالفعل إلى صفوف ريال مدريد صيف 2019، وهي صفقة تهدف إلى رفع جودة الفريق في وسط الملعب الذي يبدو أنه أصبح ثقيل الحركة وبطيء في الموسم الحالي.

    لكن السؤال .. هل بوجبا قادر على رفع جودة خط وسط ريال مدريد؟

    لا أستطيع الجزم حول مدى قدرة بوجبا على رفع جودة أداء الريال في المستطيل الأخضر خلال الموسم المقبل أم لا، فمسألة القول بأن الريال سيتحسن معه لن تكون دقيقة، كذلك الأمر إن قلت بأن الريال لن يتحسن بل سيزداد سوء.

    لكن ما أستطيع فعله الآن هو رصد بعد الظواهر التي رافقت أداء النجم الفرنسي في السنوات الثلاث الأخيرة مع مانشستر يونايتد، لأجيب على السؤال السابق بسؤال آخر: هل نجح بوجبا برفع جودة خط وسط مانشستر يونايتد من الأساس؟

    المنطق، نحن أمام لاعب يبلغ من العمر 26 عاماً أي وصل إلى أفضل فترة في مسيرته، علماً أنه انتقل إلى اليونايتد بسن 23 عاماً صيف 2016، ويقضي موسمه الثالث مع الفريق، لكن خلال هذه المواسم الثلاث لم نلحظ أي تحسن في أداء الفريق الأحمر، ولا في نتائجه.

    موسم 16\2017 تعرض بول لانتقادات حادة في وسائل الإعلام خصوصاً في القسم الثاني من الموسم حيث ظهر بشكل شاحب بقميص اليونايتد وهو ما جعل فريقه يحتل المركز السادس على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي، أما موسم 17\2018 فرغم احتلال اليونايتد المركز الثاني في الدوري إلا أنه أخفق بحصد أي لقب، وهو ما يتكرر في الموسم الحالي 18\2019.

    طبعاً يد واحدة لا تصفق، لذلك لا يجوز تحميل بوجبا لوحده مسؤولية إخفاق مانشستر يونايتد، لكن لا يجب إهمال أيضاً بأن مستوى اللاعب فنياً غير مقنع، وهو من الأسباب التي جعلت اليونايتد يخفق في إحداث ثورة في صفوف الفريق على مدار 3 مواسم متتالية، فكيف ستحدث ثورة إن كان أفضل نجوم فريقك واللاعب الذي يفترض أن يقود هذه الثورة هو أسوأهم في الملعب؟

    لن أبالغ في وصف بوجبا بالأسوأ، بل هذه هي الحقيقة التي لمسناها حينما تواجه برشلونة ضد مانشستر يونايتد، فحينما كنا نشاهد الثنائي ماكتوميناي وفريد يقدمان أداءً مميزاً في وسط الملعب خصوصاً في لقاء الذهاب، كان بول غائب تماماً عن الأجواء ولا يساعد زميليه بالشكل الكافي في الملعب، وهو بالمناسبة ما حدث أيضاً ضد باريس سان جيرمان في دور الستة عشر.

    هذه المعطيات يجب أن يأخذها زيدان بعين الاعتبار، فحينما تريد التعاقد مع لاعب لرفع جودة أداء فريقك، فيجب أن يكون هذا اللاعب قد استطاع رفع جودة أداء فريقه الحالي، وهو الشيء الذي لا يتوفر في حالة بوجبا.

    لا ننسى أيضاً بأن يوفنتوس لم يتأثر موسم 16\2017 بعد رحيل بوجبا، بل على العكس وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وكان منافساً شرساً لريال مدريد في الشوط الأول، مما يعني بأن اللاعب لم يخلق فجوة بعد رحيله وهو شيء مستغرب إن كان عنصر ذو ثقل في الفريق.

    ريال مدريد بحاجة للأداء وليس للأسماء الرنانة والتذمر

    بعد كل ما ذكر في الفقرة السابقة، نستطيع الانتقال الآن إلى الفكرة الأساسية بأن ريال مدريد بحاجة للاعبين قادرين على العطاء بشكل جيد في أرض الملعب، وليس بحاجة لأسماء رنانة بالوقت الحالي، لأنه إن كانت الفكرة هو استقطاب النجوم أصحاب الأسماء المدوية فالأولى الإبقاء على خط الوسط الحالي لأنهم لا يقلون شأناً من ناحية النجومية والشهرة عن اللاعبين خارج صفوف الفريق.

    لذلك ربما يكون لاعبين مثل أدريان رابيو، والدنماركي إريكسن، خيارات جيدة لريال مدريد لتعزيز التشكيلة الأساسية ودكة البدلاء في وسط الملعب، فالأول يستطيع الانتقال إلى أي نادي بصفقة انتقال حر، والثاني متبقي عام واحد فقط على نهاية عقده مع توتنهام وتستطيع التعاقد معه مقابل مبلغ مخفض، ناهيك عن وجود نجوم شبان أيضاً متألقين مثل فان دي بييك لاعب أياكس أمستردام.

    ويجب أن لا ننسَ هنا بأن تصرفات بول بوجبا لم تكن احترافية كما يجب في الأيام الأخيرة بعلاقته مع جوزيه مورينيو، حيث ظهر التذمر المبالغ به على اللاعب، واللا مبالاة، كما يقال بأن سخر من المدرب بعد إقالته، ناهيك عن غضب جماهير الفريق منه جراء لا مبالاته إزاء نتائج الفريق المتردية، وهو شيء لن يسعد جماهير سانتياجو برنابيو المتطلبة بشكل أكبر وأكثر حدة.