أسابيع متتالية من الكرة الدولية في انتظار هيرفي رينارد والمنتخب السعودي،  فالاثنان يستعدان للعودة بعد غياب إلى خريطة التنافس العالمي، من أجل تحديد موقعهما على خريطة المستقبل.

قائمة تضم 26 رجلًا تم استدعائهم الأسبوع الماضي من قبل حامل اللقب الإفريقي لمرتين، هيرفي رينارد، إلى الرياض ليخوضوا مباراة ودية في الـ25 من مارس أمام الكويت، قبل لقائهم الأول في تصفيات كأس العالم 2022 منذ نوفمبر 2019، أمام المنتخب الفلسطيني.

اختيارات الفرنسي المثيرة للاهتمام والتي تأثرت بالغياب الإلزامي للمهاجم عبدالله الحمدان بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، لتشهد عشر اختلافات عن القائمة التي لعبت لقائيّ جمايكا في التصفيات في نوفمبر 2020. كما أن القائمة تشهد على تواجد سبعة لاعبين ينضمون للمرة الأولى للمنتخب السعودي، ومنهم جناح القادسية صاحب الـ11 هدفًا، حسن العمري، وموهبة النصر الصاعدة، قلب الدفاع عبد الإله العمري.

وفيما يلي سنستعرض أربع خيارات تكتيكية متاحة للفرنسي وقد يعتمد على واحدة منهن خلال مباريات هذا الشهر:

4-2-3-1 وصفة الفرنسي الموثوق بها

نجاح رينارد في مشواره الثري، تمحوّر حول هذه الخطة 4-2-3-1.

لا شيء يدعو إلى تصوّر أن رينارد سيتخلى عن هذه الخطة، على الرغم أن الخطة التي خسر بها المنتخب السعودي مباراته أمام جمايكا كانت 3-4-4.
مركز مهم وأساسي في هذه الخطة هو خط الوسط المهاجم، وعندما يذكر هذا المركز فبطبيعة الحال يقفز لاعب النصر، النجعي، إلى الأذهان.

مسيرة صاحب الـ24 عامًا المبهرة في موسم 20/21 بالدوري السعودي للمحترفين والتي نجح خلالها في إحراز 5 أهداف وصناعة أربعة، منهم اثنين صنعهما في فوز النصر العريض الذي حققه على الباطن بنتيجة 7-0، من المتوقع أن يكون إضافة قوية للمنتخب في مبارياته التالية.

غياب الحمدان سيشكل مأزقًا للفرنسي بعد تسع مباريات كان فيها أساسيًا تحت قيادة رينارد. وصديقه الجديد في صفوف الهلال لم ينجح إلا في تسجيل أربعة أهداف في 18 مشاركة بهذا الموسم، إلا إنه نجح في تسجيل هدف في فوز السعودية على جمايكا بثلاثية نظيفة.

الأجنحة لا يحتاجوا إلى اختيار، فهناك فهد المولد لاعب الاتحاد، وسالم الدوسري لاعب الهلال. ومن المتوقع أيضًا أن يحظى لاعب الوسط المتعافي من إصابة بالرباط الصليبي عبدالله عطيف.

سيكون لدى لاعب النصر عبدالله مادو تحدٍ شديد مع زميله عبدالإله العمري ليحددوا أي منهما سيحتل مكانًا بالتشكيلة الأساسية للمنتخب السعودي أمام المنتخب الفلسطيني.

1-2-3-4  المزيج

حيرة أخرى سيقع فيها رينارد قبل مواجهة الكويت المرتقبة: هل يقوم بتجربة الخيارات الجديدة غير المعتادة على أجواء المباريات الدولية، أم أن عليه منح محاربيه القدامى وقائمته الأولى الفرصة للعب مباراة غير رسمية بعد مباراتين مضى عليهما 15 شهرًا.

تبدو هذه المفارقة غريبة بالنسبة لمركز السعودية في المجموعة الرابعة، إذ تأتي في المركز الثاني بعد أوزبكستان، مع وجود مباراة مؤجلة، علمًا بأن التأهل للدور الثالث لا يضمنه إلا اعتلاء المجموعة.

في حال قام المدير الفني باختيار المسار الأول فإن اختياره سيُعد مكافأة لكل من تألقوا مع أنديتهم، مثل العمري الذي تألق في سماء الدوري السعودي للمحترفين في مركز قلب الدفاع، بالتأكيد هذه القوة تحتاج إلى دقائق بقميص المنتخب، رغم كونه كان لاعباً غير مشارك في قائمة كأس آسيا 2019. مادو أيضًا بإمكانه الظهور على العشب الأخضر مع مشاركة علي البليهي فقط في 11 مباراة بالدوري السعودي مع الهلال في الموسم الحالي.

ناصر الدوسري صاحب السجل النظيف من المشاركات الدولية، برز كخيار روجيريو ميكالي المفضل في الهلال واستحق عن جدارة اللعب إلى جانب محارب الاتحاد، عبدالله المالكي في خط الوسط.

يوجد حل بديل لغياب حمدان وهو الدفع بالمولد للعب في مركز المهاجم الوهمي كما فعل في عهد خوان بيزي ويأخذ عبدالرحمن غريب لاعب الأهلي مكانه على الجناح الأيسر، وقد نجح غريب في تسجيل خمسة أهداف خلال 21 مباراة لعبهم في 20/21.

3-4-3 البديلة

طرق اللعب المختلفة ستكون ضرورية في الفترة لمواجهة تحديات المنتخب في الفترة القادمة. كان تعاطي رينارد مع هذا الأمر واضحًا مؤخرًا. ظهرت فكرة الابتعاد عن وجود خط دفاع من أربعة لاعبين لأول مرة في المباراة الدولية الـ13 للسعودية، في اللقاء الثاني من لقائين ضد جمايكا.

تبدو هذه الخطة متناسبة مع مدافع الشباب حسن تمبكتي، خاصة في غياب زميله أحمد شراحيلي. وفي هذه الحالة قد تكون فكرة الاعتماد على محمد البريك جناح الهلال الطائر إغراقًا قابلًا للمقاومة، ليتم الاعتماد على سلطان الغنام لاعب النصر لما يقدمه من أداء متميز ومتوازن.

وتأتي القوة الضاربة لهذه الخطة في الهجوم الذي سيتكوّن من جبهة ثلاثية تشبه السيل من المولد والشهري وسالم الدوسري وهي ثلاثية كفيلة ببث الرعب في كل دفاعات آسيا.

4-4-2 الهجومية

ستكون صدمة زلزالية إذا لم تتأهل السعودية للمراحل الأخيرة من تصفيات كأس العالم. في ظل خطر محدق كهذا على السعودية المطاردة وطرق كل الأبواب من أجل تحقيق النصر. بالتالي، فودية الكويت هذا الأسبوع ستكون فرصة جيدة لاختبار كل الخيارات المتاحة. نعلم أن 4-4-2 هو تشكيل قلما يستخدم في الشرق الأوسط، إلا أن مزاياه جديرة بالاهتمام في حال تم تطبيقه بالشكل الصحيح.

هذه الفوائد الصارخة في الناحية الهجومية تمكنك من البدء بكل من الشهري (أو الحمدان عندما يكون جاهزًا) والمولد وحسن العامري وسالم الدوسري في آن واحد.

القوة واللياقة البدنية العالية في خط الوسط هما مفتاح هذه الخطة لتعمل بفاعلية وتؤدي الغرض منها. باستخدام هذه الخطة يكون محمد كانو خيارًا واضحًا. وأيضًا زميله في النادي البريك بقوته الفائقة كظهير أيمن.